واشنطن بوست: رد فعل فرنسا على شارلي إيبدو..خاطئ

في الايام التي اعقبت الهجوم الارهابي على الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو في باريس، أعلنت فرنسا ''الحرب'' على الإرهاب، ونشرت حوالي 10000 من رجال الجيش في شوارعها، في الوقت الذي انتقد فيه المحافظون في الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعدم قيادته لهذه الحرب الجديدة ضد ''الجهاديين'' بحسب مقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية للكاتب ديفيد إجناشيوس.
ويقول إجناتيوس في مقاله إن هذه التعبئة الحرب على الإرهاب هي استجابة خاطئة قامت بها فرنسا تجاه حادثة شارلي إيبدو، وإنها بذلك تكرر أخطاء الولايات المتحدة الأمريكية في رد فعلها على أحداث 11 سبتمبر 2001.
وبالنسبة للرسالة الفعالة والطريقة المثلى لمكافحة الارهاب، يرى إجناشيوس أن ما قاله مالك مرابط- شقيق أحمد مرابط الشرطي الفرنسي المسلم من أصل جزائري والذي قتل في هجوم شارلي إيبدو- وهو ينعى شقيقه، هو الرد الأمثل.
يقول مالك'' كان أخي مسلما، وقتل من قبل اشخاص ادعو أنهم مسلمون، ولكنهم ارهابيون.. هذا كل شيء''.
ويضيف المقال أيضا أنه بعد مأساة باريس، بدأ المحللون يتحدثون عن وجود صلات بين الحادثة وتنظيم القاعدة في اليمن وتنظيم داعش بسوريا والعراق، إلا أن إجناشيوس يرى أن الأكثر فائدة لفرنسا هو تحليل العلاقة بين منفذي هجوم شارلي إيبدو- سعيد وشريف كواشي- وبين منفذ عملية احتجاز الرهائن بالمتجر اليهودي أميدي كوبالي.
كما يدعو الكاتب الأمريكي إلى عدم الخوض في القضية على أنها جدال له علاقة بالدين، لأن ذلك يجعلنا دائما نغفل عن الأسباب التي تدفع الشباب إلى القيام بمثل هذه الأعمال المتطرفة، وهو ما تقدمه لهم هذه الجماعات من احساسا بالانتماء ومتنفس للمغامرة، ولكي نواجه ذلك يؤكد إجناشيوس أننا يجب أن نتوجه للشباب بالخطاب على أنهم شباب وليس على أنهم مسلمون أو لا.
ويؤكد الكاتب الأمريكي في النهاية أن أهم سياسة يجب اتباعها الآن هي العمل على إنفاذ القانون المحلي مع منظمات المجتمع الإسلامية وغيرها، ودمجها في المجتمع لمواجهة مثل هذا التطرف الارهابي التي تشهده فرنسا الآن.
كما يجب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعلا لمواجهة الارهاب، مثل انشاء شبكات ضد الارهاب والعنف توصل رسائلها لملايين الشباب.