شيخ طاعن في السن يضع السيف الحاد اللامع على لسانه ثم يجلس على ركبتيه ليمشي أتباعه وتلاميذه فوقه غير آبه بأن يقطع السيف الحاد لسانه في مشهد أسطوري لا يصدقه عقل يتبعه مشهد أخر خارق للعادة، حيث يتراص تلاميذ الشيخ صغارًا وكبارًا على الأرض ويضعون السيوف على رقابهم ويمشي الشيخ فوقها دون أن تؤذيهم. مشهد ليس واحدًا من مشاهد احتفالات أبناء الطريقة الرفاعية الصوفية المنتشرين في محافظتي الأقصر وأسوان وعدد من المحافظات الأخرى التي رصدها "مصراوي" خلال احتفالاتهم بالمولد النبوي الشريف. "الرفاعية" مجموعات تنسب نفسها للطريقه الرفاعية إحدى أشهر الطرق الصوفية التي أسسها الشيخ أحمد الرفاعي المتوفى سنة 578 هجرية، ويزداد نشاط تلك المجموعات خلال احتفالات مولد النبي محمد صلي الله عليه وسلم وموالد كبار مشايخ الصعيد كأبي الحجاج الأقصري وعبدالرحيم القناوي. يشاهد الأهالي الأفعال الخارقة التي يمارسها الرفاعية مقابل قليل من النقود أو ما يجودوا به من الأطعمة والشراب. واختلف المواطنون في محافظة الأقصر في تصديق الأفعال الخارقة التي يمارسها الرفاعية، فعندما أعرب عدد لا بأس به من المواطنين عن اقتناعهم بها وأنها من كرامات الشيخ الرفاعي على أتباعه ومريديه، رفض أخرون تصدقيها وقالوا إنهم يشاهدونها فقط للتسلية وأن لديهم قناعات بأنها مجرد سحر وخداع للبصر. من جانبه قال الدكتور عبد اللطيف بكري شيخون الإدريسي أحد مشايخ الصوفية والمدرس بجامعة الأزهر ل"مصراوي"، "لقد منح الله بعض أتباع الشيخ قدرة على التعامل مع الأفاعي والثعابين من باب الكرامات التي يجود به الله سبحانه علي أولياءه". وتابع: "لكنه اشتهر عن بعض ممن ينسبون أنفسهم للشيخ الرفاعي القيام بأفعال عجيبة كركوب الأُسود والسير فوق النيران المشتعلة دون أن تحرقهم أو تؤثر فيهم وغيرها من الأفعال الخارقة التي يتظاهرون بها أمام الناس، فهذه مما لم تكن معروفة عند الشيخ الرفاعي لأن الشيخ لم يكن ممن يتظاهرون بالكرامات ولكن هذا أي التظاهر بالكرامات من شأن المبتدئين أو كما يُقال عنهم رُضَّع الطريق وإن كان الشيخ قد عُرف بحنانه الشديد على الإنسان والحيوان وكان أشد ما يكون حدبًا ورعاية للحيوانات الضالة والمريضة".