تولى الحزب الجمهوري -يمين الوسط- الثلاثاء دفة القيادة بمجلس الشيوخ الامريكي وذلك في أعقاب انتخابات التجديد النصفي التي جرت في شهر نوفمبر الماضي مما ينذر بأيام صعبة سيواجهها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، خلال العامين الأخيرين الباقيين له من فترة ولايته الثانية. وقام تسعة نواب ينتمون للحزب الجمهوري بأداء اليمين الدستورية كأعضاء جدد بمجلس الشيوخ البالغ مجموع اعضائه 100 عضوا، حيث أصبح الحزب الآن يتمتع بأغلبية 54 مقعدا. كما بسط الجمهوريون أيضا سيطرتهم على مجلس النواب حيث يتمتعون بالأغلبية في المجلس الذي بدأ أيضا دورته اليوم الثلاثاء. وافتتح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يشغل منصب رئيس مجلس الشيوخ، الدورة قبل النداء على أعضاء مجلس الشيوخ لأداء اليمين الدستورية. وقال بايدن:" مرحبا بك في مجلس الشيوخ" لكل عضو من أعضاء البرلمان، قبل قيامه بتأدية اليمين الدستورية. ولكن في الوقت الذي ينظر فيه على نطاق واسع إلى انتخابات تشرين ثان/نوفمبر -التي مكنت الجمهوريين من السيطرة على مجلس الشيوخ إضافة إلى مجلس النواب- على أنها رفض للرئيس أوباما، أكد قادة الحزب أيضا على الحاجة إلى التوصل إلى أرضية مشتركة مع الديمقراطيين . وأشار السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجديد، إلى أن الحزب يريد اتخاذ خطوات تدريجية نحو تطبيق السياسات المحافظة مع التركيز على جعل الحزب قادرا على خوض الانتخابات الرئاسية عام 2016. وقد أكد الجمهوريون على أن خلق فرص العمل سيكون على رأس أولوياتهم. ولكن من المتوقع أن تأتي في صدارة المهام التي سيبحثونها خط أنابيب النفط المثير للجدل الممتد من الحدود الكندية إلى خليج المكسيك. وكان أوباما قد أعرب عن قلقه إزاء تأثير خط الأنابيب على انبعاثات الكربون، مما ينذر باحتمال نشوب معركة مبكرة بين البيت الأبيض والكونجرس. كما يبدو أن نواب الكونجرس بصدد مواجهة سريعة مع أوباما بشأن إصلاحات قانون الهجرة. وكان الكونجرس قد وافق الشهر الماضي على تمويل وزارة الأمن الداخلي حتى نهاية شباط/فبراير فقط وذلك من اجل مواجهة الإجراءات التنفيذية التي اتخذها أوباما لحماية ملايين المهاجرين غير الشرعيين من الترحيل. وقد أكد البيت الأبيض أن أوباما لن يكون لقمة سائغة خلال العامين الأخيرين الباقيين له من فترة ولايته وذلك على الرغم من مواجهته لكونجرس يسيطر عليه الجمهوريون.