''نبني'' تواجه طرد الحكومة ب''هاشتاج''

أكثر من ثلاث سنوات قضتها مؤسسة نبني بمقرها في منطقة منشية ناصر، المؤسسة التنموية التي تأسست في عام 2011 اختارت المنطقة العشوائية للعمل عليها في عدد من المجالات، والمقر المكون من غرفتين متوسطي الحجم يواجه قرار الإخلاء من مكتب محافظ القاهرة جلال السعيد قبل نهاية العام الجاري.
وكأنه قدر المؤسسة التنموية أن تتعرض لتهديد الإخلاء من كل محافظ جديد، يحكي قصة المقر المهدد المسؤول الاعلامي للمؤسسة خالد يسري، يقول إن المقر استلمته الجمعية في يونيو 2012، كان وقتها ''خرابة'' لا تصلح للعمل، وقرر المحافظ وقتها عبد القوي خليفة أن يمنح المقر للمؤسسة الناشئة، والحاصلة على إشهار من وزارة التضامن الاجتماعي.
ووفقا للقرار الصادر من عبد القوي خليفة، فالمقر ملازم للمؤسسة ''لحين انتهاء أعمال التنمية''، وهو ما يشدد عليه المسؤول الإعلامي للمؤسسة، وأن أنشطتها لاتزال قائمة، باعتراف تقارير وزارة التضامن الاجتماعي، وقد زارت وزيرة التضامن غادة والي المقر بالأمس أثناء الاطلاع على الأنشطة وما قامت به المؤسسة.
دعوة وجهتها ''نبني'' لمحافظ القاهرة الحالي جلال السعيد، كان من المفترض أن يلبي الدعوة بالأمس أثناء تكريم المسؤولين عن برامج التعليم المؤسسة، لم يحضر لها المحافظ، ولم تحل مشكلة مقر نبني، بحسب خالد يقول أن قرار الاستضافة الذي حصلت عليه المؤسسة للأسف يتيح لأي محافظ ليس صاحب القرار أن يلغي القرار السابق.
يذكر المتحدث الإعلامي أن المقر تعرض لأول قرار إخلاء من محافظ القاهرة إبان حكم جماعة الإخوان المحافظ أسامة كمال، لتتراجع المحافظة عن القرار دون وجود ضامن للمؤسسة التنموية ألا تتعرض لذلك التلويح بالطرد مرة أخرى، وتقدم المؤسسة خلال التفاوض مع المحافظة الحالية لإيجار المقر، وهو ما رفضته المحافظة.
من خلال هاشتاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي (سيبوا مقر نبني)، يتفاعل عدد من المشاركين مع المؤسسة، رافعين لافتات لدعم ما يقوم به المقر، وضد قرار طرد أصحاب المؤسسة، يقول خالد ''للأسف فيه تعنت من المحافظة.. قيل علينا إننا إخوان، مع إن أول قرار إخلاء من حكومة الإخوان، ونشرنا قوائمنا المالية على موقعنا الإلكتروني، وهو ما لا تقدمه كثير من المؤسسات، وبابنا مفتوح لعرض كل المعلومات عن أنشطتنا''.
مصير مجهول بالإغلاق وتوقف للأنشطة التي تخدم أطفال المنطقة في حالة إخلاء المقر، يقول خالد أن المؤسسة تقدم مجموعة من الأنشط الخاصة بالتعليم مثل مبادرة ''اتبنى طالب'' لمحو أمية الطلبة في المرحلة الابتدائية في فترة 3 شهور، وفي ظل تدني مستوى التعليم بمدارس المنطقة، بجانب برنامج ''أطفالنا'' لتعديل النواحي السلوكية والأخلاقية، مع فصول تقوية يتم أخذها في المقر، وبرنامج المخترع الصغير لتنمية المهارات العلمية لأطفال المنشية، وبرامج للتوظيف والرعاية الصحية من خلال قوافل طبية للمنطقة.
بجانب المقر الإداري لمؤسسة نبني بالعجوزة، لا تملك المؤسسة مقر آخر مناسب لأنشطتها في منطقة المنشية، وبحسب مسؤول الاعلام فحوالي 80% من المتطوعين من الجامعة الالمانية والامريكية لا يعرفوا إلا مقر نبني الحالي بمنشية ناصر، وهم مصدر الانفاق على أنشطة المؤسسة، بجانب معارض ملابس وتوزيع ''شنط'' رمضان، وتوفير الدعم للأسر الفقيرة.
ومن جهته قال المتحدث باسم محافظة القاهرة خالد مصطفى أن مقر الاستضافة ملك المحافظة، وستقوم بإخلائه بعد إعطاء فرصة لأصحاب المبادرة حتى نهاية العام الحالي، مشيرا إلى أن حق الانتفاع لا يعني تملك المؤسسة للمقر، وإن حتى إيجار المكان أو تخصيصه يحتاج مزايدات لطرح المقر، وأن المقر ملك للمحافظة.
ونفى المتحدث باسم المحافظة ل''مصراوي'' أن يكون قرار الإخلاء مرتبط بأنشطة المؤسسة، مضيفا أن هناك في محافظة القاهرة حوالي 7500 جمعية خيرية تقدم إنجازات في مجالها، لكن لها مقرات متوفرة تؤجرها أو تملكها، ويقول ''المؤسسة رسمت صورة إنها هتخلي منشية ناصر جنة، هل لا يملكون 300 او 400 جنيه يأجروا أي شقة لممارسة أنشطتهم؟''، بحسب قوله.