لم يكن أشد المتفائلين في دولة قطر الشقيقة، يتوقع أن يفوز العنابي ببطولة كأس الخليج العربي "خليجى 22" وأن يحقق المفاجأة الكبري ويتوج ببطولة خليجية، كانت أشبه بالحلم، لكل مسئولي الاتحاد القطري برئاسة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ولكن يقف وراء هذا الإنتصار، عبقري جزائري يسمى " جمال بلماضي" ذللاك المدرب صاحب ال37 عاماً، الذي استلم الدفة الفنية للعنابي قبل ثمانية أشهر من انطلاقة خليجي 22، حيث وقع عقداً رسمياً مع الاتحاد القطري لمدة 4 سنوات، وجاء التوقيع لهذه المدة الطويلة، بسبب إقتناع القطريين بإمكانيات المدرب المذهلة، بعدما قاد لخويا الصاعد حديثاً للدوري مرتين متتاليين في موسمي 2011 و2012 , وكان قد قاد المنتخب الأوليمبي القطري للفوز ببطولة غرب آسيا.
بلماضي قاد المنتخب القطري خلال المعترك الخليجي حيث تعادل ثلاث مرات في دور المجموعات، قبل أن ينتفض في نصف النهائي والنهائي، بفوزين مثيين علي عمان والسعودية لينجح العنابي في التتويج بكأس الخليج للمرة الثالثة في تاريخه، في حين انتزع اللقب الأول له في مسيرته كمدرب محترف للمنتخبات الأولي.
بلماضي من المعروف عنه أنه مدرب حماسي بفعل الثقة التي اكتسبها من الأندية الكبري التي لعب فيها علي رأسها ناديي باريس سان جيرمان ومارسيليا الفرنسيين، وكذلك سيليتا فيجو الإسباني ، كما لعب في البريميرليج مع ناديي مانشستر سيتي وساوثهامبتون، وانتقل للدوري القطري ولعب لناديي الغرافة والخريطيات، وبعدما اعتزل اتجه لمجال التدريب، وكانت أول محطاته مع لخويا الذي قاده للفوز بالدوري موسمين متتاليين، واستطاع أن يصنع فريقاً أبهر به جميع المسئولين عن الكرة القطرية والخليجية، ولكن استقال في الموسم الثالث وترك المهمة بعدما تواضعت نتائج الفريق القطري.
والمراقب لأحداث البطولة، يعرف جيداً أن المنتخب القطري لم يكن هو المرشح علي الإطلاق للفوز بالبطولة، ولكن خدمته الظروف في ظل تواضع مستوي المنافسين حيث يواجه السعودية واليمن والبحرين في الدور الأول، ولم يستطع الفوز في أي مباراة، ولكن فاز علي عمان في الدور قبل النهائي وفجر المفاجأة وحصد لقب الخليجية بعد فوز بهدفين مقابل هدف علي الأخضر، الذي فشل لاعبوه في استثمار كل الفرص التي اتيحت لهم من أجل التتويج باللقب، لذلك فأنه يجب عدم إغفال دور جمال بلماضي والروح التي ظهر بها العنابي وكأنه حصل علي "حبوب الشجاعة" واستطاع المدرب الجزائري تقديم أسماء مميزة للكرة القطرية.
بلماضي الذي لا يتحدث اللغة العربية ويتحدث دائماً بالفرنسية، واجه انتقادات عنيفة في بداية فترة عمله مع العنابي خصوصاً أنه لا يمتلك علاقات جيدة مع وسائل الإعلام ويتهرب من أسئلتهم كثيراً ويرفض الحضور للمؤتمرات الصحفية، ولكنه أصر علي النجاح خصوصاً أنه لعب في الدوري القطري، ودرب لخويا وفاز معه ببطولتي دوري، وتلك الأمور التي قد تكون جعلته يتولي المهمة رغم رغبة الكثيرين في التعاقد مع مدرب عالمي كبير، إلا أن المدرب صاحب التاريخ المحدود مع منتخب الجزائر كتب أسمه بأحرف من نور ونجح في أن يكتسب ثقة الشارع القطري بعد الفوز الكبير علي الأخضر.
المدرب الجزائري، قال في تصريحات خلال بطولة خليجي 22، أنه من الصعب أن يتم إرضائه أو أن يبتسم بسبب كرة القدم، ولكن الأن فأنه ابتسم كثيراً بعدما خدع الإسباني خوان لوبيز كارو الذي بات قريباً من الرحيل عن الأخضر، بفرمان من صناع القرار وهم الجماهير السعودية التي عاشت ليلة غاضبة بسبب سوء الإدارة الفنية لمنتخب الوطن في أرض الملعب.