لم يبد مدرب البحرين عدنان حمد متحمسا جدا لإقامة كأس الخليج لكرة القدم قبل أسابيع معدودة من المنافسة في نهائيات كأس آسيا 2015. ولم يبد أن المدرب العراقي حالة خاصة. وبعد 44 عاما من النسخة الخليجية الأولى - التي استضافتها البحرين ولا تزال تبحث عن اللقب الأول - تنافس ثمانية فرق في خليجي 22 بالرياض بينها سبعة متأهلة للنهائيات الآسيوية ويبدو الحديث عن البطولة القارية طاغيا هنا في الرياض.
وتحدث العراقي حمد في مؤتمر صحفي السبت عن فائدة كأس الخليج في إعداد الفرق السبعة للكأس الآسيوية. لكنه تحدث أيضا عن سلبيات إقامة بطولة إقليمية مهمة في هذا التوقيت.
وقال حمد الذي يستعد فريقه لمواجهة السعودية البلد المضيف في المجموعة الأولى لكأس الخليج بعدما بدأ مشواره الخميس الماضي بعرض ضعيف أمام اليمن انتهى بالتعادل بدون أهداف "تقارب (موعد) البطولتين ليس بالسهل على المنتخبات العربية.. خاصة أن بطولة الخليج لها تداعيات كثيرة."
وأضاف "هناك منتخبات لن تصبر في رأيي لو خسرت في بطولة الخليج وأنا أعتقد أن هذه البطولة لن تكون استثناء."
ولا يبدو حمد قلقا وهو مدعوم من الاتحاد البحريني لكرة القدم في سعيه لبناء "جيل جديد" يكرر ما فعله الجيل السابق الذي قاده الأخوان علاء ومحمد حبيل وصانع اللعب محمد سالمين حين وضع البلد الخليجي الصغير في الجولة الفاصلة للوصول لنهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين في 2006 و2010 قبل أن يخيب سعيه في كل مرة.
لكن مدربين آخرين يواجهون خطر الخروج من الباب الكبير ودون حتى انتظار انتهاء كأس الخليج لعل أهمهم خوان رامون لوبيز كارو مدرب السعودية الذي يتعرض مع لاعبيه لضغط كبير بعد التعادل في الافتتاح مع قطر.
وفعلتها السعودية قبل أقل من عامين حين أقيل فرانك ريكارد نجم هولندا السابق بعد الخروج من الدور الأول في المنامة مطلع 2013.
وللعرب من الألقاب في كأس آسيا خمسة بينها ثلاثة سعودية آخرها في 1996. وقبلها افتتحت الكويت بجيلها الذهبي هذا السجل بالتتويج في 1980 وآخرها أحزر العراق لقب 2007.
وأضاف المدرب العراقي الذي قاد بلاده للمركز الرابع في الألعاب الأولمبية 2004 قبل أن يصعد بالأردن لدور الثمانية في كأس آسيا 2011 حين أطاح بالسعودية من الدور الأول "المفروض أن تكون المنتخبات قادرة (على المنافسة في البطولتين) لكننا في المنطقة العربية دائما لا نتحمل النتائج السلبية على مستوى الجمهور أو المسؤولين أو الإعلام.. في كل بطولة يجب أن نفوز بها."
وبينما تشحذ السعودية الهمم لمواجهة البحرين يقول المدرب خالد القروني الذي قاد منتخبها للشباب للوصول لكأس العالم تحت 20 عاما في 2011 إن أهمية كأس آسيا فرضت على الجميع التعامل مع البطولة الخليجية كفترة إعداد.
وقال القروني لرويترز عبر الهاتف "للأمر إيجابيات وسلبيات.. كأس آسيا على الأبواب والمدربون الآن في كأس الخليج يخشون الإقالة ويخشون الإصابات."
وأضاف "أعتقد أن موعد كأس الخليج هذا مثالي للفرق وللاعبين قبل خوض بطولة قوية مثل كأس آسيا.
"لا يقلل هذا من شأن كأس الخليج فهي بطولة مهمة لنا جميعا لكن الظروف تفرض ذلك."
وقبل أن يتحدث حمد بقليل كان المتحدث في القاعة نفسها هو جمال بلماضي مدرب قطر التي تحسن مستواها بشكل كبير ولم يكن هدفه خفيا.
وقال بلماضي "منذ تسلمت قيادة الفريق (في مارس آذار الماضي) لدينا هدف من هذه البطولة ونتمنى أن نذهب لأقصى شيء ممكن.
"لكن المسؤولين في الاتحاد القطري يعرفون أننا نبني فريقا جديدا وأغلب اللاعبين يشاركون للمرة الأولى في كأس الخليج. لدينا طموح لكننا أيضا نبني فريقا للمستقبل. نعرف أنها خطوة جيدة من أجل المستقبل في كأس آسيا."
وفي يناير سيختبر حمد وبلماضي ما أعدت أيديهما في خليجي 22 حين تجمعهما مجموعة واحدة (الثالثة) في كأس آسيا باستراليا ومعهما الإمارات.
كما ستلعب سلطنة عمانوالكويت في المجموعة الأولى في حين ستنافس السعودية بلا عرب في المجموعة الثانية وسيواجه العراق فريقين غير "خليجيين" الأردن وفلسطين في المجموعة الرابعة.