أكد منير فخري عبد النور وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة حرص الحكومة على استعادة دور مصر الريادي في القارة الأفريقية من خلال دعم وتنمية علاقاتها التجارية مع مختلف الدول والتكتلات الأفريقية. وأشار عبد النور خلال جلسة المباحثات الثنائية التي عقدها صباح اليوم الأربعاء مع سنيديسو نيجونيا سكرتير عام منظمة الكوميسا، والذي يزور القاهرة حاليًا، إلى أن تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة الأفريقية سيسهم في زيادة حجم التجارة البينية والاستثمارات المشتركة، بالإضافة إلى إزالة أية مشكلات قد تعكر صفو العلاقات السياسية بين هذه الدول. وقال الوزير في بيان للوزارة اليوم الأربعاء - تلقي مصراوي نسخة منه - إن اللقاء تناول المقترح الخاص بتوقيع اتفاق تجارة حرة يربط بين التكتلات الأفريقية الثلاث الكبرى وهي الكوميسا، والسادك، وتجمع شرق أفريقيا. وأضاف أن الاتفاق يستهدف تعزيز التجارة المشتركة وجذب الاستثمارات بين الدول أعضاء التكتلات الثلاث والتي يصل عددها إلى 26 دولة أفريقية، وسيسهم في تحقيق نقلة اقتصادية هي الأولى من نوعها للدول أعضاء التحالف. ونوه الوزير إلى أن ذلك سيتم من خلال اندماج اقتصاد التكتلات الثلاثة والذي يصل إلى حوالي 1.2 تريليون دولار بنسبة تصل إلى 60 بالمئة من إجمالي اقتصاد القارة الأفريقية مما يكشف عن مدى القوة الاقتصادية لدول التحالف. وأوضح أن اندماج أسواق ال 26 دولة وهم يمثلون نصف أعضاء الاتحاد الأفريقي في سوق واحد سيجعل هذه الدول تتمتع بالإعفاء من التعريفة الجمركية في سوق يصل تعداد سكانه إلى 625 مليون مواطن. وأكد الوزير أن هذا الاندماج سيتيح ميزة تفضيلية لنفاذ السلع والمنتجات بسهولة ويسر دون أية تعقيدات داخل أسواق الدول الأعضاء فقط، بالإضافة إلى الإسهام في رفع حجم الأعمال التجارية وزيادة الاستثمار، وكذا الاستفادة من تحسين نظام المواءمة التجارية مما يساعد على خفض من تكلفة ممارسة الأعمال نتيجة إزالة كافة القيود الجمركية. وأشار إلى أن هذا الاتفاق يتضمن التعاون في 3 محاور أساسية وهي تكامل الأسواق، والتنمية الصناعية، بالإضافة إلى تنمية البنية التحتية، لافتًا إلى أنه من المخطط أن يتم إطلاق هذا الاتفاق من مصر بحضور كافة الدول الأعضاء بالتكتلات الثلاث. وفي سياق متصل أكد سكرتير عام منظمة الكوميسا أن زيارته لمصر تأتي في إطار حرص المنظمة على التواصل مع كافة الدول الأعضاء بالكوميسا، بالإضافة إلى التنسيق والترتيب حول موقف المفاوضات الجارية بين الدول الأعضاء بالتكتلات الثلاث. وأضاف أن ذلك بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي لإنشاء منطقة التجارة الحرة والتي تستهدف تحرير التجارة بين الدول الأعضاء، والقضاء على أي عوائق تجارية بما يسمح بتدفق السلع والمنتجات وأيضاً الاستثمارات بين ال26 دولة الأعضاء بالتكتلات الثلاث. وقال نيجونيا إن إطلاق هذا الإتفاق من مصر هي رسالة لكل دول العالم بأن مصر استعادت دورها الرئيسي والقيادي في القارة الأفريقية، وإن القارة الأفريقية أصبحت تمتلك مناخًا مواتيًا لجذب المستثمرين الأجانب من مختلف أنحاء العالم للاستثمار في مختلف الدول الأفريقية. ويذكر أن العلاقات التجارية بين مصر والدول الأعضاء بالكوميسا قد شهدت طفرة كبيرة خلال المرحلة الماضية حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية لدول المنظمة حوالي مليار و121 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2014، بينما بلغت قيمة الواردات المصرية من هذه الدول خلال نفس الفترة حوالي 310 مليون دولار. وتتمثل أهم الصادرات المصرية لدولة الكوميسا في مواد البناء، والمنتجات الكيماوية والدوائية، والصناعات الغذائية، والسكر، والخضروات، والفاكهة، وبعض المنتجات الهندسية، بينما تتمثل أهم الواردات المصرية في التبغ، والبن، والشاي، والحبوب الزيتية والسمسم، والحيوانات الحية، والنحاس.
