مصراوي يكشف تفاصيل اتهام الرقابة ل''دنيا حبيبتي'' بازدراء الأديان واثارة الفتنة

فوجيء المخرج الكبير جلال الشرقاوي وفريق عمل مسرحيته الجديدة ''دنيا حبيبتي'' بعد عرض المسرحية وتحقيقها لنجاح جماهيري ونقدي، بخطاب من الرقابة على المصنفات الفنية يتهم صناع العمل بأنهم يسخرون من الدين الإسلامي، ويثيرون الفتنة الطائفية من خلال بعض الجمل التي جاءت على لسان أحد الممثلين في المسرحية.
وطالبت الرقابة على المصنفات الفنية جلال الشرقاوي بالالتزام بالنص المسرحي الذي أجازته، وهددت باتخاذ الإجراءات القانونية في حال عدم الالتزام.
تكذيب
وفي تصريح خاص لمصراوي، أكد بطل العرض الفنان كمال أبو رية، أن الرقابة اعترضت على بعض الجمل التي جاءت على لسان أحد الممثلين في العرض، ولديها حق في ذلك ليس من منطلق أنها جمل تمس العقيدة أو تزدري الأديان، ولكن لأنها جمل لا يصح أن تُقال على خشبة مسرح الفن.
وكذّب أبو رية، كل ما قيل عن إثارة المسرحية للفتنة الطائفية قائلا:'' المسرحية لا تسخر من الدين، ولا تمس العقيدة ولا تتعرض للأديان بأي صورة''، مؤكدا أن الجمل التي اعترضت عليها الرقابة لم يوافق الشرقاوي عليها لأنها لا تليق بمسرحه.
وأوضح كمال أن المسرحية ستعاود استقبال الجمهور من جديد، فور الوقوف على بطلة جديدة بعد اعتذار بطلة العرض نسمة محجوب لانشغالها بارتباطات فنية أخرى.
الإيفيهات
أكدت بطلة العرض نسمة محجوب في تصريح خاص لمصراوي لم تتحدث خلاله عن اعتذارها عن المسرحية، أنها ستعود لتقديم المسرحية مع فريق العمل مع مطلع شهر نوفمبر المُقبل، لافتة إلى أن البعض ظن أن توقف المسرحية جاء بقرار من الرقابة على المصنفات الفنية، وهو ما نفته.
وأضافت ''احنا في إجازة منذ ثلاثة أسابيع تقريبا وسنعود لتقديم العرض من جديد مع مطلع شهر نوفمبر المُقبل''، مؤكدة أن اعتراض الرقابة لم يتطرق إلى أساس النص المسرحي، ولكن كان على بعض الإيفيهات التي جاءت على لسان أحد الممثلين، موضحة أن هذه الإيفيهات يخلقها تفاعل الجمهور الذي يختلف من ليلة لأخرى، لكنها في النهاية لا تمس الدين.
وختمت حديثها لمصراوي مشددة على أن خطاب الرقابة لم يؤثر على الإطلاق على المسرحية، وأنها لم تُبلغ بأية تعديلات على النص.
خلايا نائمة
وفي حواره مساء أمس الاثنين مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج ''هنا العاصمة''، أكد مخرج ومنتج العرض جلال الشرقاوي أن الهجوم الذي تتعرض له المسرحية هجوم سلفي من حزب النور، وكذلك من الرقابة على المصنفات الفنية، مستنكرا أن تأتي هذه الاتهامات من الرقابة التي من المفترض أنها تتبع وزارة الثقافة، متهما الرقابة بأنها تضم خلايا إخوانية نائمة لابد من تطهيرها.
وقال الشرقاوي ''وارد أن يكون هناك كلمات خارجة عن النص تأتي على لسان الممثلين، والجمل التي قيلت لم أكن راضيا عنها، لكن أن نُتهم بأنها تمس العقيدة، وتزدري الأديان، فهذا لم يحدث في تاريخ المسرح المصري''.
وأضاف الشرقاوي أن الرقيب الذي كتب التقرير عن المسرحية، ووصفها بأنها تثير فتنة طائفية، لابد أن يُحاسب.
فكر رجعي
وأشار مؤلف المسرحية الكاتب أيمن الحكيم إلى أن المسرحية تنتقد الفكر الرجعي، الذي كان يحاول المتأسلمون نشره خلال فترة توليهم الحكم، ومن بينها المطالبة بأن يكون زواج الفتاة وعمرها تسع سنوات، وإلغاء الباليه، ووصف التماثيل بالأصنام.
ورفض أيمن أن يُنظر للتهكم على الإخوان والسلفيين بأنه هجوم على الإسلام، مشددا على أن الإسلام أكبر من كل هذا، وأن المسرحية تُدافع عن الإسلام.
كما ذكر بعض الجمل التي اعترضت عليها الرقابة، وهي جملة ''الموزة علينا حق''، وجملة رأتها الرقابة تثير الفتنة الطائفية ''الثالوث الملعون في أفراح هذا الزمان الخمر والموسيقى والمخدرات''، متسائلا ''ما علاقة هذا الكلام بالثالوث في الديانة المسيحية''.
''دنيا حبيبتي'' تأليف أيمن الحكيم، أشعار مدحت العدل، من إنتاج وإخراج جلال الشرقاوي، بطولة كمال أبو رية، نسمة محجوب، رضا إدريس، سيد جبر.
وتتناول المسرحية بطريقة ساخرة فترة حكم الإخوان لمصر، وما واكب هذه الفترة من تغييرات أخلاقية واجتماعية.
وكان العرض قد شهد حضور عدد كبير من الفنانين والنقاد الذين أثنوا على العرض، وفي مقدمة من حرصوا على مشاهدة المسرحية الفنانة نادية لطفي.