انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنبرة غاضبة الجمعة أمثال ''لورانس العرب'' الجدد الذين قال إنهم مصممون على إحداث اضطرابات في الشرق الأوسط. ولورانس العرب هو الضابط البريطاني ''تي.إي لورانس'' الذي ساعد القادة العرب في ثورتهم ضد قوات الإمبراطورية العثمانية في الصحراء في الحرب العالمية الأولى. ولا يزال لورانس يعتبر بطلا في بريطانيا وفي المخيلة الجمعية لعديد المجتمعات العربية خصوصا بعد النجاح الذي لقيه الفيلم الذي يروي قصته في الستينات. لكن أردوغان أوضح أنه يعتبر الضابط البريطاني الذي اشتهر بارتدائه الملابس العربية، رمزا للتدخل الخارجي غير المرغوب فيه في المنطقة التي يجب أن يكون لتركيا نفوذ فيها. وقال أردوغان في كلمة ألقاها بجامعة في إسطنبول ونقلها التلفزيون التركي إن ''لورانس كان جاسوسا بريطانيا متنكرا في زي عربي''. وأضاف ''يوجد الآن العديد من أمثال لورانس الجدد المتطوعين المتنكرين في زي الصحافيين ورجال الدين والكتاب والإرهابيين''. وأكد ''إن واجبنا يقتضي أن نشرح للعالم أنه يوجد أمثال لورانس في الوقت الحاضر خدعتهم منظمة إرهابية''، دون أن يحدد تلك المنظمة. ولم يتضح ما إذا كان هجوم أردوغان موجه لجهة معينة، لكن يرجح أنه موجه إلى القوى الخارجية التي يشعر بأنها ترغب في إضعاف تركيا وزعزعة الشرق الأوسط. كما هاجم في كلمته حزب العمال الكردستاني المسلح وكذلك حليفه السابق وعدوه الحالي رجل الدين التركي المنفي فتح الله غولن. وقال ''إنهم يصنعون اتفاقات سايكس بيكو وهم يختبئون وراء حرية الصحافة وحرب الاستقلال أو الجهاد'' في إشارة إلى الاتفاقية بين بريطانيا وفرنسا لتقسيم الدولة العثمانية إلى مناطق نفوذ. وكان لورانس يعمل وسيطا بين القوات البريطانية والزعماء العرب خلال الثورة العربية ضد الحكم العثماني. وقتل في حادث دراجة نارية في 1935. وتأتي تصريحات أردوغان في فترة تسعى فيها تركيا للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وسط تقدم تنظيم ''الدولة الإسلامية'' في القتال ضد الأكراد في مدينة كوباني السورية على الحدود مع تركيا. وأضاف أردوغان ''كل نزاع في هذه المنطقة تم التخطيط له قبل قرن'' عندما كان يتم إعادة ترسيم الحدود في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى. وأكد ''إن دورنا هو وقف ذلك''.