تساءلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن المسمى الحقيقي لما تقوم به الولاياتالمتحدة حاليا لمواجهة تنظيم داعش، فهل هو محاربة الإرهاب، أم أنه حرب مسلحة بين جهتين. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي يحاول أن يجعل خطوات الجيش الأمريكي، على صلة بالقانون الأمريكي والدولي، كما قضت ادارته ساعات لا يمكن احصائها خلال الأسابيع الأخيرة، من أجل تحسين الخطاب الأمريكي، وجعله مقبولا، لكي يتفهم العالم العمليات التي تقوم بها أمريكا في سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن ما تقوم به أمريكا في سوريا لاقى استحسان المواطنين في أمريكا، الذين أكدوا في استطلاع رأي أنهم لا يمانعون قيام الجيش الأمريكي بضربات جوية على سورياوالعراق، ومن المتوقع أن يعطى الكونجرس موافقته على الدخول في حرب بالبلدين، من أجل القضاء على داعش. على الرغم من المحاولات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية من أجل حصول باراك أوباما على الدعم الكافي والقوي على الصعيد الداخلي والدولي، إلا أن النتائج حتى الآن لا تزال محيرة وغير مضمونة، بحسب ما ورد في الصحيفة. وذكرت الصحيفة إن أوباما أعلن في العاشر من سبتمبر الماضي، سبب قيامه بالضربات الجوية على داعش، مبررا ذلك بأنهم يمثلون خطرا كبيرا على أمريكا، والعالم. ولفتت الصحيفة إلى سؤال شبكة سي إن إن لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إذا كانت الولاياتالمتحدة في حرب ضد داعش، ولكنه قال إن تسمية ما تقوم به أمريكا بالحرب، خطأ، مؤكدا على أن ما تقوم به بلاده مجرد عمليات لمحاربة الإرهاب، والقضاء عليه. ووفقا للصحيفة، فإن أوباما الذي أعلن منذ سنوات أن أمريكا في حرب مع تنظيم القاعدة، يرفض اطلاق مصطلح الحرب على ما يحدث في العراق، ففي تصريحات له في برنامج 60 Minutes على قناة سي بي إس، قال أوباما "أمريكا لا تحارب العراق، ولكنها تقود المجتمع الدولي، لإعادة أمن واستقرار العراق، والتأكد من قدرتها على إدارة شئونها بنفسها". ومن ناحية أخرى، خالف جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون ما يقوله الرئيس الأمريكي، ووزير الخارجية، فأكد في تصريحات للصحافة على أن ما تقوم به الولاياتالمتحدة في العراق حرب. ولفتت الصحيفة إلى استخدام المجتمع الدولي لجملة "الصراع المسلح" في وصف ما يحدث في العراق. كما أعربت الصحيفة عن قلقها إزاء ما قد يحدث للمدنيين في سورياوالعراق، بعد قيام الولاياتالمتحدة بالهجمات الجوية، ولكنها استبعدت أن تستهدف القوات الأمريكية المدنيين.