فى إطار جولته فى الشرق الأوسط لتكوين تحالف دولى لمحاربة تنظيم «داعش» فى العراقوسوريا، أعرب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، مساء أمس الأول، عن ثقته فى النجاح فى تشكيل تحالف عالمى من الدول الأوروبية والعربية لدعم الولاياتالمتحدة فى حربها ضد تنظيم «داعش»، وقال «كيرى» خلال زيارته للعاصمة التركية «أنقرة»: «أنا مرتاح: سيكون تحالفاً كبيراً مع دول عربية ودول أوروبية والولاياتالمتحدة وآخرين»، مضيفاً أنه «لن يكون ملائماً أن تشارك إيران فى هذه المساعى ضد داعش»، وتابع أنه «سيكون من السابق لأوانه تحديد دور كل دولة فى الائتلاف الذى تسعى واشنطن لبنائه». كما كشف «كيرى» عن احتمال مشاركة فرنسا عسكرياً فى العراق. وبشأن نوعية مشاركة تركيا فى مساعى واشنطن الهادفة إلى لجم تنظيم «داعش»، توصلت تركياوالولاياتالمتحدةالأمريكية لاتفاق يتضمن ثلاث قضايا، وعلى رأسها «تقاسم المعلومات الاستخباراتية بين البلدين على الحدود مع سوريا جرّاء انتقال مقاتلى تنظيم داعش إلى سوريا من الغرب عبر تركيا»، وذكر الموقع الإلكترونى لصحيفة «حرييت» التركية، أمس، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى تطرقا، خلال مباحثاتهما فى إطار زيارة «كيرى» لأنقرة، إلى مواصلة تقديم الدعم اللوجستى للمعارضة السورية، واستمرار تقديم الدعم الإنسانى، وإذا تطلب الأمر استخدام القواعد الجوية التركية، لكن لم يصل أى طلب رسمى فى هذا الشأن من الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب، فيما رفضت تركيا القيام بدور فعال فى التحالف الدولى المقترح لعدم تعريض أرواح الرهائن الدبلوماسيين ال49 المحتجزين فى الموصل على يد «داعش»، وعلى رأسهم القنصل العام يلمظ أوزتورك، للخطر. وفى سياق منفصل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جون كيربى إن الدور الأمريكى فى الحرب ضد تنظيم «داعش» هو إضعاف قدراته، مستبعداً أن يكون هناك حل عسكرى بالكامل، وأضاف «كيربى» فى مؤتمر صحفى بمقر وزارة الدفاع الأمريكيةبواشنطن أمس الأول، أنه «على العراقيين أن يقاتلوا وأن ينتصروا لاستعادة الأراضى منهم ولانتزاع الشرعية منهم ولإضعاف قدراتهم». وأبدى «كيربى» استعداد بلاده لكافة الاحتمالات المتعلقة بالأوضاع فى سوريا فى حال توجيه ضربات لتنظيم «داعش» فى الحدود الشرقيةلسوريا، مشيراً أيضاً إلى أن جزءاً من الميزانية المطلوبة من «الكونجرس» ضمن صندوق «عمليات الطوارئ فى الخارج» والبالغة 500 مليون دولار هو لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة. وأعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أنه يريد -من أجل «الحرب بدون هوادة» ضد تنظيم «داعش»- أن يستلهم الحرب ضد «داعش» من العمليات التى جرت فى الصومال وتُوجت بمقتل زعيم حركة «الشباب» الإسلاميين الصوماليين. وعلى صعيد آخر، تعهّد الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند، أمس الأول، خلال زيارته للعاصمة العراقيةبغداد، بزيادة المساعدات العسكرية الفرنسية للعراق، وإقامة «جسر إنسانى فعلى» للاجئين العراقيين الذين يرغبون فى مغادرة بلادهم. كما تستعد فرنسا لدعوة إيران لحضور مؤتمر دولى غداً يهدف إلى التنسيق لضرب «داعش» فى العراق، حتى على الرغم من أن هذا يتعارض مع رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية التعامل مع طهران. فيما قالت الولاياتالمتحدة إن حضور إيران الاجتماع المقبل فى باريس حول كيفية هزيمة تنظيم «داعش» سيكون أمراً غير مناسب، وقال وزير الخارجية جون كيرى إنه لم يُسأل رسمياً عما إذا كان يجب أن تشارك إيران فى اجتماع الدبلوماسيين المقرر غداً فى باريس.