مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تمتلئ أسواق الماشية بالأضاحي، وتنتعش حركة البيع والشراء، وبالطبع تؤثر الظروف الاقتصادية على هذه الحركة وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار، وتدني مستويات المعيشة. استطلعت"الفيومية" آراء عدد من أهالي الفيوم وتجار الماشية و"الجزارين" حول أسعار الماشية هذا العام وحركة البيع والشراء. ارتفاع في الأسعار ذكر بيان صادر عن الغرفة التجارية بالفيوم أن نسبة الارتفاع فى أسعار الخراف هذا العام بلغت قيمتها 20% يتحملها المستهلك، حيث ارتفع متوسط بيعها 400 جنيه للرأس، حيث ارتفعت من 2000 جنيه إلى 2400 جنيه. ويرى مراقبون لحركة الأسواق أن ما تضخه وزارة التموين والقوات المسلحة عبر منافذها وفى المجمعات الاستهلاكية من اللحوم الحية "المذبوحة" مع دخول عيد الأضحى، سيساهم فى الحد من ارتفاع الأسعار كالأعوام الماضية. حركة الشراء متوقفة يقول عبدين حسين، جزار: "حركة الشراء متوقفة إلى حد كبير، بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، بالإضافة لتراجع دخل المواطن وكثرة متطلبات الحياه اليومية"، مشيرا إلى أنه يبيع كيلو اللحوم ب65 جنيه بنفس سعر العام الماضي، ورغم ذلك فحركه البيع أقل من العام الماضي، و يتوقع حسين: أنه لن يكون هناك إقبال أكبر على الشراء فى الفترة القادمة نظرا لظروف المواطنين الصعبة، والتي لن تتبدل بالتأكيد بين يوم وليلة حسب قوله. فيما يبدو محمود البوشي، "جزار"، متفائلا أكثر، عندما يخبرنا: أن حالة الركود فى البيع ترجع فقط لأننا فى الأيام الأولى من العام الدراسي، والذي أرهق الأهالي بمصاريفه ومستلزماته، ويتوقع البوشي: أن يزيد الإقبال مع اقتراب العيد المبارك. ويرى راضي جلال، جزار، أن هذه الأيام هي " وش العيد " ومن الطبيعي أن تقل فيها نسبه الشراء، التى ترتفع تدريجيا كلما اقترب العيد، ويتوقع أن تزداد معدلات الشراء والإقبال فى الأيام القادمة، ويعتقد أن المواطنين سيلجئون لشراء اللحوم "المذبوحة" هذا العام بدلا من ذبح الأضحية، نظرا لارتفاع الأسعار. ويضيف جلال: أسعار الخراف لن يستطيع كثير من الناس تحمل كلفتها، حيث أن متوسط سعرها يصل إلى 2000 جنيه، وتزن حوالي 20 كيلو، بينما سعر كيلو "اللحم العجالى" 80 جنيها، ويمكن للمواطن شراء حوالي 25 كيلو من اللحم الصافي بنفس سعر الخروف. ويشتكي محمود شرقاوي، "تاجر خراف"، من عزوف المواطنين عن شراء اللحوم الحية، مبررا ذلك بالحالة الاقتصادية التي انعكست على المواطن والسوق معا، وعطلت حركه البيع والشراء فى الأضاحي هذا العام، ويرى شرقاوي: أن السبب المباشر لذلك هو دخول موسم المدارس، حيث اتجهت معظم الأسر لشراء الزي المدرسي ومستلزمات الدراسة، ما أثر بشكل سلبي على حركة البيع مقارنة بالعام الماضي. ويستبعد شرقاوي إمكانية تحسن حركة الشراء فى الأيام القادمة قائلا: الحالة نستطيع أن نكتشفها قبل العيد بأكثر من أسبوع، وهي ضعيفة وليس هناك أملا في التحسن. اللحوم المذبوحة بديلا عن الأضاحي على جانب آخر يقول محمد أشرف، موظف، بدأنا الاستعداد لعيد الأضحى المبارك ومن الواضح أن أسعار اللحوم هذا العام ستكون مرتفعة بشكل كبير، حيث وصل كيلو "اللحوم" إلى 80 جنيه، وكنا عادة "نذبح " كل عام، لكن هذا العام لا أعتقد أننا سنستطيع شراء أضحية بسبب ارتفاع الأسعار، ونتمنى أن يتم مراعاة المواطن الفقير خاصة في أسعار السلع خلال الفترة القادمة. وتقول أحلام عبد التواب، ربة منزل: "بصراحة مفيش أي استعداد لعيد الأضحى،لكن من الواضح أن أسعار اللحوم مرتفعة جدا، وخاصة أن الناس تركز على شراء اللحم في عيد الأضحى لأنه موسم وعيد لازم كل بيت يفرح فيه، وأنا كل عام أشتري لحوم مذبوحة، حيث لا تسمح امكانياتي بشراء ضحية ". وتقول سامية أحمد عبد الجواد: أسرتي اعتادت كل عام شراء لحوم فى العيد ولا نقوم بشراء أضاحي لأن أسعارها مرتفعة، كما أن أسعار اللحوم مرتفعة أيضا حيث يصل سعر الكيلو إلى80 جنيه. ويقول فتحي عجمي : أنه على الرغم من أن أسعار اللحوم ترتفع كل عام إلا أنه سوف يقوم بشراء أضحية هذا العام كما تعود وتعودت أسرته كل عام، ويضيف: حتى الآن لم تتضح أسعار الأضحية كالخراف مثلا، لكن من الواضح أن سعر كيلو اللحم قد ارتفع إلى 80 جنيه وبناء عليه سيرتفع ثمن الأضحية كثيرا. وتقول سمية جلال، موظفة، إن أسعار السلع جميعها مرتفعة جدا، وليست أسعار اللحوم فقط، لذلك لذلك سوف تقوم بشراء لحوم "مذبوحة"، وتضيف سمية أنه على الحكومة أن تراعي الفقراء ومحدودي الدخل. طرح كميات من اللحوم من جانبه قال محمد إبراهيم، وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بالفيوم، أنه تم التنسيق مع الشركة القابضة لطرح كميات كبيرة من اللحوم ما بين البلدي والذي يصل سعره إلى50 جنيه للكيلو الواحد، واللحوم المستوردة التي ستبدأ أسعارها من 30 جنيه إلى 48 جنيه للكيلو في 8 منافذ على مستوى المحافظة.