غرفة القاهرة تعرض مبادرة ''صحوة أمة'' لمحاربة الفقر والبطالة

عرض المهندس محمد إسماعيل عبده رئيس شعبة المستلزمات والأجهزة الطبية بالغرفة التجارية للقاهرة مبادرة ''صحوة أمة'' والتي تدعو لإنشاء الهيئة العليا للأسرة المصرية برئاسة رئيس الجمهورية، وعضوية كل من شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة الأرثوذكسية، ورئيسي مجلس الوزراء ومجلس النواب، ووزير المالية مفوض أمناء صندوق دعم مصر وأمين الهيئة العليا للأسرة.
كما اقترح عبده خلال مؤتمر عقد مساء أمس الأربعاء لعرض المبادرة أن تضمن الهيئة في عضويتها وزراء التعاون الدولي، والصحة، والتربية والتعليم، والثقافة، والإسكان، والتضامن الاجتماعي، والتنمية المحلية، ورئيسي اتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية، وفقًا لبيان لغرفة القاهرة تلقى مصراوي نسخة منه اليوم الخميس.
وقال إن الهيكل التنظيمي سيمتد من تلك الهيئة إلى جميع أحياء وقرى مصر من خلال لجان فرعية تتولى تطوير السياسات العامة وهو ما يعد تطبيقًا عمليًا لسياسة اللامركزية بما يضمن تكاتف أغنياء كل حي مع فقراءه وانخراطهم جميعًا في جهود حل مشكلات المجتمع الأساسية وهي الفقر، والجهل، والمرض، وعلاج ظواهرها السلبية من بطالة مرتفعة وعشوائيات وصلت لسكن القبور، وأيضًا تفشي مجموعة من الأمراض المستوطنة، بجانب ظواهر اجتماعية سلبية كأطفال الشوارع والمخدرات والتفكك الأسري.
وأضاف عبده أن ''صحوة أمة'' تستهدف القضاء على الفقر والأمية خلال 5 سنوات، وتوفير نحو 30 مليار جنيه من فاتورة الدعم وتخفيض معدلات البطالة بنسبة النصف، وتطوير المناطق العشوائية وسكان القبور، والعمل على تقديم السلع الغذائية بأسعار مخفضة وجودة عالية، وتقنين أوضاع الباعة الجائلين في الأسواق والأحياء، وربط التأمين الصحي والعلاج على نفقة الدولة للأسر محدودة الدخل، وعلاج ظاهرة أطفال الشوارع.
3 دوائر للمبادرة
من ناحيته، أكد علي شكري النائب الأول لرئيس الغرفة التجارية للقاهرة أن المبادرة تستهدف وضع خطط وآليات تنفيذية تشارك في وضعها 3 دوائر الأولى الدائرة التشريعية ممثلة في المجلس المحلي على مستوى الحي والقرية، أو مجلس النواب على مستوى الجمهورية، والثانية الجهات التنفيذية ممثلة في الوزارات والهيئات العامة، والثالثة منظمات المجتمع المدني من غرف تجارية وصناعية، وكبار رجال الأعمال والتجار بالحي أو القرية لمواجهة مشكلات الفقر والجهل والمرض.
وقال إنه رغم الإنفاق الضخم الذي قدمته الموازنة العامة للبعد الاجتماعي والذي بلغ خلال العشر سنوات الماضية ما يزيد على 2 تريليون جنيه فإن عائد هذا الإنفاق غير ملموس بالدرجة المرجوة فبعد الاتجاه النزولي لمعدلات الفقر قبيل الأزمة المالية العالمية عام 2008 عاودت المعدلات اتجاهها الصاعد مرة أخرى حيث تقدر الجهات الرسمية معدل الفقر حاليا بنحو 45 بالمئة، كما أن معدلات البطالة تزيد على نسبة 13.3 بالمئة أو نحو 3.7 مليون عاطل.
وأضاف شكري أن مصر حاليًا تتغير للأفضل، فهناك إرادة سياسية لإعادة صياغة صورة مصر في الألفية الجديدة، وهي صورة لا مكان فيها للمشكلات الاجتماعية قبل الاقتصادية، صورة يتكاتف فيها الجميع في وجه ما يعتري العالم من إرهاب وتطرف، وثقافة الكراهية، ورفض الآخر.
وأشار إلى أن مبادرة الغرفة كما تحرص على القضاء على الفقر من خلال تحويل الأسر الفقيرة لقوة عاملة ومنتجة، تحرص أيضًا على إعلاء دور الثقافة كمدخل لبناء الشخصية المصرية في القرن الحادي والعشرون التي ستتعامل مع تحديات ومشكلات أكثر تعقيدًا.
الزيادة السكانية والنمو الاقتصادي
من جانبه، رفض الدكتور صلاح جودة الخبير الاقتصادي تحذير الحكومة من الانفجار السكاني الذي يسجل نحو 2.2 بالمئة سنويًا في حين أن معدلات النمو الاقتصادي للعام المالي الماضي لم تزد على 2.1 بالمئة معتبرًا أن مهمة الحكومة تكمن في زيادة معدلات نمو الاقتصاد وليست محاربة الزيادة السكانية.
وقال إن مصر تمتلك ثروة بشرية حيث أن أكثر من 46 بالمئة من تعداد السكان هم الفئة العمرية الشابة، لافتًا إلى أن الاتحاد الأوروبي توسع شرقًا لضم 15 دولة في شرق أوروبا للاستفادة من ثرواتها البشرية بسبب أن دول غرب اوروبا اتبعت سياسات لتحديد النسل في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أدت إلى إصابتها بالشيخوخة والتناقص السكاني.
وطالب جودة بالتفرقة بين الفقر والجوع، لأن الفقر قد يكون فكر الفقر وهو ما يتطلب أسلوب مختلف لمواجهة المشكلات مثل مبادرة ''صحوة أمة''، أما الجوع فيمكن القضاء عليه خلال 24 شهرًا فقط بإعادة تخطيط الموارد.
مشروع لذوي الاحتياجات الخاصة
وفي نفس الإطار، كشف الدكتور علاء بلبع عميد كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة عن مشروع لإنشاء أكبر مدينة لعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة 6 أكتوبر على مساحة 17 فدانًا، بجانب تخصيص مساحات ضخمة لإقامة مراكز مماثلة في عدد من محافظات مصر، مقدرًا عدد ذوي الاحتياجات الخاصة بمصر بما يتراوح بين 12 و15 مليون شخص وهو ما يسبب معاناة اقتصادية واجتماعية كبيرة لهم وأسرهم.
وقال إن مشروعات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ستكون إحدى المشروعات التي سيوجه لها جزء من موارد مبادرة ''صحوة أمة'' والتي تفرد جانبًا مهمًا لرعاية المرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة ومتحدي الإعاقة، حيث أن هناك خطط لإقامة مدرسة لتعليمهم بجانب مصنع لتصنيع المعدات والأجهزة التي يحتاجونها بمشروع 6 أكتوبر.
وحضر المؤتمر الذي عقد بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر عادل لبيب وزير التنمية المحلية، والدكتور محمد أبو شادي وزير التموين السابق، والمهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق، ومحمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وعدد من سفراء الدول العربية والإفريقية المعتمدين بالقاهرة، بجانب نجوم الفن والغناء منهم الفنانة المغربية جنات، والإعلامي طارق علام.