سلطت صحيفة الحياة اللندنية الضوء على فؤاد عوني الشخص الذي استطاع فضح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، والذي يتباهى بعدم قدرة أحد على كشف هويته الحقيقية. فأوضحت الصحيفة أن اسم فؤاد عوني ما هو إلا اسم مستعار لشخص مجهول، يقول إنه كان مقربا من أردوغان إلا أنه سأم من سياسته لذا قرر فضحه وكشف حقيقته للجميع. ولفتت الصحيفة إلى الظهور المفاجئ لحساب باسم فؤاد عوني على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يقوم بتسريب أدق التفاصيل وأسرار حكومة أردوغان، جعل مستشاري رئيس الوزراء السابق رجب طيب أردوغان يشكّون في بعضهم بعضاً. ويقول الشخص الغامض الذي يتستر وراء ذلك الاسم المستعار إنه يستمتع بحديث مستشاري أردوغان عنه في حضوره من دون علمهم أنه جالس بينهم. كان هذا هو التصريح الوحيد الذي أدلى به فؤاد عوني الشخصية الغامضة إلى وسائل الإعلام خلال الشهور الثمانية الماضية ولا أحد يعرف أي شيء عن صاحب هذا العنوان الإلكتروني الذي ظهر بداية السنة بالتزامن مع كشف فضيحة الفساد التي طاولت أربعة وزراء في حكومة أردوغان (قبل انتخابه رئيساً)، وبدأ يسرب وثائق ومعلومات من داخل الحكومة التي فشلت في إغلاق حسابه ووقف تغريداته. وأقامت المخابرات العامة دعوى ضده، واتهمت الصحفي، رجل الأمن السابق إمرالله أوصلو، المحسوب على جماعة فتح الله جولن الدينية بأنه صاحب الحساب الإلكتروني ويعمل جاسوساً للولايات المتحدة ويحصل على المعلومات من شبكة جواسيس في المخابرات والأمن التركي. ودفعت الاتهامات أوصلو الى الهرب الى أمريكا بعد تنصّله من الشبهات وتبرؤه من ذلك الحساب الذي استمر في كشف المستور، حتى بعد هروبه، ما أضعف اتهامات المخابرات له. ولا سبيل للتحقق من الأخبار التي ينشرها عوني لأنها خاصة وسرية جداً، فهو يتحدث عن علاقات أردوغان بمستشاريه وما يدور من أحاديث بينهم في الغرف المغلقة، كما يتناول ارتباطات بين عائلة أردوغان وعالم المال. لكن كل ما تكهن به من اعتقال رجال امن ومخابرات محسوبين على جماعة جولن، كان صحيحاً ودقيقاً، وآخره خطة إفلاس بنك آسيا، المركز المالي لجماعة جولن، والتي فاجأت أسواق المال. كما توقّع عوني إغلاق ملف فساد نجل أردوغان قبل إغلاقه فعلياً بيومين، وفاجأ كثيرين بحديثه مسبقاً عن قوانين مثيرة للجدل طُرِحت على البرلمان فجأة. وفيما لا تخفي الأوساط المقربة من أردوغان انزعاجها الشديد من تغريدات فؤاد عوني الذي يتابعه أكثر من 400 ألف على تويتر، باتت تغريداته أخيراً تركّز على وجود علاقة بين الحكومة وتنظيم داعش. اذ قال إن أنقرة لا تريد التحرك ضد داعش، ليس بسبب الأتراك الرهائن لدى التنظيم، وإنما لأن الحكومة تعلم أن ل ''داعش'' خلايا في عدد من المدن التركية، يمكنها أن تحوِّل تركيا الى جحيم إذا أرادت، وجميع الذين حذّروا من ذلك أو تتبّعوا آثار الخلايا هم اليوم في السجن، لأنهم من جماعة جولن الذين رفضوا سياسة الحكومة بدعم التنظيمات المتطرفة للتخلص من نظام (الرئيس بشار) الأسد. ويلفت عوني الى ما يصفه ب ''الرد الخجول للحكومة الحالية على فضيحة تجسس ألمانيا وخمس دول أخرى غربية على تركيا في السنوات الخمس الماضية، والسبب إدراك الحكومة أن الغرب بات يعرف كثيراً من أسرار أردوغان المالية، وعلاقة حكومته مع التنظيمات الراديكالية، بحيث باتت صعبة عليه مواجهة تلك الدول، ومحاسبتها على تنصّتها''. ويبدو أن السجال بين عوني والحكومة سيطول ويأخذ طابعاً أكثر إثارة، طالما استمر الخلاف بين غولن وأردوغان.