درجت عدد من اندية الدرجة الممتازة وبخاصة مايسمي منهم بالأربعة الكبار على استقطاب النجوم البارزين من انديتهم برغبة الاستفادة من جهودهم وتعزيز صفوف فرقها في استحقاقاتهم المحلية والخارجية، وكما هو معروف فإن صفقات اللاعبين تكلف خزينة النادي اموالا طائلة تضر بميزانيتها وتؤثر سلباً على بقية الالعاب المتميزة والتي هي أولى بهذه الملايين. وليست هذه هي المشكلة، بل مايؤسف ويندى له الجبين ان عددا من اللاعبين الذين استقدمتهم الاندية الكبيرة ودفعت فيهم الملايين وباتوا يشكلون عبئا ثقيلا على كشوفاتها، ولم تتم الاستفادة منهم، مما يؤكد بان الاختيار لايتم برؤية فنية وبنظرة مستقبلية لحال الفريق، بل في غالب الاحيان يخضع لأمزجة الاداريين دون اخذ الرؤية الفنية من المدربين.
إذ ان عمليات الاستقطاب تتم قبل وصول المدرب وتقلده مهمام الامور الفنية، فتصبح تلك الاسماء مفروضة عليه وهو لم يخترها، فيبدأ يتعامل مع تلك الشريحة من اللاعبين بمبدأ استكشاف القدرات وعندما يتأكد له بأن اللاعب ليس بالمستوى المطلوب ولايفيده فنيا، يجد المدرب نفسه مجبراً علي الابقاء عليه في دكة البدلاء والاعتماد على لاعب آخر مفيد وقادر على ترجمة خططه الفنية باتقان من داخل "المستطيل الاخضر" والامثلة على ذلك كثيرة ومتعدده اذا اردنا استعراضها بحذافيرها لاحتجنا إلى مقالات عديدة. ولكنني استعرض في هذه العجالة بعض النماذج لتأكيد حالة التكديس التي تعاني منها انديتنا، ولك ان تتخيل عزيزي القارئ أين وصل الحال بالنجم الدولي المشاكس وهداف الاتفاق يوسف السالم الذي لايشق له غبار والذي كان يمثل قوة هجوم فارس الدهناء، الضاربة ويعمل له المدافعون الف حساب وحساب، فاذا به وبين عشية وضحاها يتحول الى لاعب كومبارس في حضرة الزعيم، وظل صديقا دائما لدكة البدلاء كلاعب احتياطي، إذ لايجد فرصة المشاركة الا بالتقسيط غير المريح، ونفس السيناريو يتكرر مع المدافع يحيى المسلم، الذي وصل الى صفوف المنتخب عبر بوابة ناديه السابق الرائد فكان ان استقطبه الهلاليون ليلحق برفيق دربه المهاجم يوسف السالم ويصبح صديقا دائم لدكة البدلاء ولن انسى النجم المخضرم سعد الحارثي فقد كان له نصيب وافر في دكة البدلاء الهلالية، وغير السالم والمسلم والحارثي كثيرون في الاندية الاخرى لاقوا نفس المصير، كعبدالرحمن القحطاني في الاتحاد وبعده للنصر.
ويتكرر الحال مع ربيع سفياني الذي كان نجما لامعا مع الفتح وانطفأ عندما جاء للنصر ولم يجد له مكاناً وكذلك الحارس بدر الدعيع الذي تم التعاقد معه وانهاء عقده وعندما تعرض عبدالله الشمري للاصابة عادت لاستقطابه، اليس هذا تخبطا لايرتبط بالواقع الفني بصلة، والسؤال من المتضرر من مثل هذه التجاوزات؟ بكل تأكيد المتضرر من ورائها الكرة السعودية هي الخاسر الاكبر، بحكم ان امثال هولاء اللاعبين يفقدون حساسيتهم مع الكرة وهم بعيدون عن المشاركة والاحتكاك المفيد داخل الملعب.
فمن يعي الدرس ويتعامل بوعي واحتراف مع متطلبات فريقه لا ان يتم جلب اللاعبين حتى لاينتقلوا لفرق أخرى تكون اقوى من فرقهم في بعض خطوطها، وفي الاتحاد والأهلي والشباب امثلة اخرى نتحدث عنها لاحقا فمعهم نجوم انتهت وخسرت بريقها، ولم تستطع العودة لاثبات وجودها مع فرق اخرى غير فرقها التي رفضت عودتهم اليها.