لدينا عجز 45% في عدد الأئمة.. وهناك خطة طموحة لتجديد الخطاب الديني حوار - وليد الحاج: تصوير - أميرة صبري: أوضح الشيخ خالد خضر إبراهيم، وكيل وزارة الأوقاف بقنا، أن المحافظة آمنة تمامًا من الفكر التكفيري، لطبيعة محافظة قنا القبلية، التي من الصعب أن تسمح بأن يسودها مثل ذلك الفكر، الذي لا وجود له في مصر إلا في مناطق من شمال سيناء، على حد قوله، متمنيًا أن يتم القضاء عليه نهائيًا. ** ما تعليقك حول تصريحات وجود معتنقي لفكر داعش ببعض مساجد قنا؟ * لا يوجد مطلقًا ما يسمى بفكر جماعة "داعش" بالمساجد التابعة لمديرية أوقاف قنا، وثبت ذلك خلال التقرير الذي أعدته لجنة المتابعة التابعة للمديرية، الذي استند في البحث على أرض الواقع، واتضح أنه لا يوجد أي شخص من رواد هذه المساجد المذكورة ينتمي لهذا الفكر التكفيري المنحرف، الذي تحدث عنه الشيخ قرشي سلامة، نقيب الأئمة والدعاة بقنا، والذي نفى ذلك بنفسه خلال اتصاله الهاتفي مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج "العاشرة مساء" قائلًا: أنه لا يوجد في قنا فكر داعش أو فكر تكفيري، ولكنني أهيب بالمسؤولين من وزارة الأوقاف بضرورة الاهتمام بتكثيف الدعوة بهذه الأماكن، لوجود بعض الشباب من سن 18 إلى 30 عام لديهم من العاطفة التي تميل إلى هذا الفكر، بهدف تصحيح هذه المفاهيم المغلوطة لديهم. ** هل تسيطر مديرية أوقاف قنا على كافة المساجد بالمحافظة؟ * نعم، بالفعل تسيطر مديرية الأوقاف على كافة مساجد المحافظة الحكومية والأهلية سيطرة كاملة، بعلمائها وبجهاز المتابعة والرقابة الموجود بالمديرية، حتى لا ينجرف أي فكر مخالف للفكر الوسطي السمح. ** ما هي الخطة التي تنتهجها المديرية للنهوض بالدعوة في قنا؟ * تم وضع خطة للنهوض بمستوى الدعوة والدعاة، وذلك بالتنسيق مع رجال الأزهر الشريف من الوعظ والإرشاد، كما تم وضع خطة عاجلة لعقد ندوات للتوعية، ووقع عليها مدير عام الوعظ والإرشاد، بهدف عقد محاضرات مكثفة في المساجد المشار إليها من قبل الشكوى المقدمة من نقيب الأئمة والدعاة بقنا، وتتناول هذه المحاضرات مواضيع مهمة، منها تصحيح المفاهيم المغلوطة وبث الفكر الوسطي والتعامل مع الفكر التكفيري بما يتلاءم مع العصر الحديث. * هل يوجد عجز في عدد الأئمة؟ وما هي الخطة المتبعة لمواجهة هذا؟ ** نعم لدينا نسبة عجز في عدد الأئمة، مثلنا مثل مديريات الأوقاف بكل محافظات مصر، إذ يوجد لدينا 110 ألف مسجد حكومي يقابلهم 57 ألف إمام، بنسبة عجز تزيد عن 45%، ولكننا نقوم بسد هذا من خلال "خطباء المكافأة" من الأزهريين ذوي الفكر الوسطى السمح، الذين يحملون تصريح من وزارة الأوقاف باعتلاء المنابر وإلقاء الدروس الأسبوعية، تحت الإشراف الكامل من مديرية أوقاف قنا، لحين الإعلان عن المسابقة المقبلة الخاصة بالأئمة الجدد. ** كيف يمكن تجديد الخطاب الديني في قنا خصوصًا وفي مصر عمومًا؟ * من خلال رفع كل ما يشوب الخطاب من مغالطات، ونقوم ببثه للقيادات بالمديرية التي تقوم بتعليمه للمفتشين، ويتم طرحه في المؤتمرات والاجتماعات الدورية التي تعقد بين القيادات والأئمة، ويتم التأكيد على ضرورة مواكبة الإمام للواقع المعاصر في خطابه الديني، بما يتلاءم مع الفكر الوسطى والمواقف الحياتية، فلا يجوز مطلقًا أن يتحول الخطاب من خطاب ديني إلى خطاب سياسي، لأن الهدف الأساسي من اعتلاء المنبر هو تعليم الناس بأمور دينهم وليس استغلاله للدعاية بشتى أنواعها السياسية أو الشخصية، أو الترويج لفكر مغاير للفكر الوسطي السمح.