الفلاح المصري، حياته تعبر عن قصة كفاح يرويها لنا التاريخ، ربما منذ 62 عاما فقط في مثل هذا اليوم 9سبتمبر، تحديدا في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والتي كانت هذه اللحظة هي الأولى في تاريخه ليشعر بكرامته واحترامه كإنسان داخل وطنه وقبل ذلك كان الفلاح المصري مأجورا بأرضه. ''الفلاحون آلات مأجورة لا يترك لهم للمعاش إلا ما يقيهم الموت وما يحصدونه من أرز وحنطة يذهب إلى موائد أسيادهم ويحتفظون بالذرة لكي يصنعون منها خبزا''، هكذا وصف حالهم الكاتب ''فولني'' في كتابه ''الرحالة'' واصفا حياتهم أثناء عصر الدولة العثمانية والمماليك أنهم ليسوا إلا عاملين بأرضهم يزرعون وغيرهم يحصد ثمار جهدهم. وكان نظام الالتزام في عصر الدولة العثمانية يحتم على الفلاحين حق الانتفاع فقط من أرضه وليس له الحق في بيعها أو الشراء يحصد من المحاصيل ما يكفي لقوت يومه فقط والباقي تحصده الدولة من ضرائب جميعها تجمع لصالح السلطان وحاشيته. و ظلت أحوال الفلاحين المصريين في تدهور، حتى تطورت نسبيا في عصر نهضة مصر الحديثة وهي فترة حكم محمد علي، وقامت الحكومة بعهده في عام 1813 بإحصاء الأطيان ومساحة الاراضي الزراعية، ثم وزعت الأراضي على الفلاحين وخصصت لكل أسرة، ما يتراوح بين الثلاثة والخمس أفدنة حسب قدرة كل منها، على أن يكون لها حق الانتفاع ب ''25%'' فقط دون أن تمتلكها ملكية خاصة، وذلك بشرط دفع ما تقرره الحكومة من ضرائب وأموال، وتنزع الأرض من الفلاحين اذا عجزوا عن دفع الضرائب والأموال التي تقررها الحكومة، وفي نفس الوقت الدولة هي التي تحدد أنواع المحاصيل التي يزرعها الفلاح تحت مسمى نظام الاحتكار الذي انشائه محمد على في فترة حكمه والذي جعل من الفلاح ألة مسخرة لخدمة الدولة. وبقى الوضع كما هو عليه في ظل نظام الاسرة المالكة وأحفاد ''محمد علي''، على الفلاحين لسنوات طويلة يتعب الفلاح ويجني ثمار تعبه الطبقات العليا من المجتمع في ذلك الوقت. في يوم 23 يوليو لعام1952م تحولت حياة كل المصريين وخاصة الفلاح، في ثورة كانت من أهم أهدافها ''العدالة الاجتماعية'' التي أكد عليها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عندما قضى على النظام الإقطاعي بعد الثورة، بإصدار قانون الاصلاح الزراعي والذي قسم الأراضي على جميع الفلاحين المصريين، ليكون الفلاح المصري مالكا لأرضه لأول مرة في التاريخ بدون شريك وقرر عبد الناصر في 9سبتمبر 1952، توزيع الأراضي على الفلاحين بعد الثورة، واعتبار ذلك اليوم عيداً لهم تكريما لإنسانيتهم وكرامتهم.