الفوز مرتين في عشر مباريات ربما يكون كافيا للتأهل لبطولة اوروبا 2016 بعد قرار الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بزيادة عدد الفرق في النهائيات الى 24 مع الابقاء على نظام التصفيات نفسه. وسيشارك نصف عدد أعضاء الاتحاد الاوروبي لكرة القدم تقريبا في النهائيات في فرنسا وهو ما سيحول التصفيات - التي ستنطلق الاحد وسط حالة تجاهل تامة - الى مسألة تتعلق بمن لن يتأهل وليس من سيصعد. وجاءت كأس العالم - بكرة القدم الهجومية التي شهدتها واثارتها التي لا تنتهي - لتعزز اللعبة على المستوى الدولي في وقت مناسب. لكن اذا كانت نهائيات البرازيل تمثل خطوة للأمام بالنسبة لكرة القدم الدولية فان تصفيات بطولة اوروبا 2016 ربما تعيدها خطوتين للخلف مع التركيز بشكل كبير على من سيحصل على المركزين الثاني والثالث في المجموعات التي تضم خمسة أو ستة فرق. وتأهلت المنتخبات الكبيرة مثل المانيا وهولندا وايطاليا واسبانيا بسهولة الى كأس العالم رغم وجود 13 مقعدا فقط لاوروبا ومن المفترض أن تبلغ بطولة اوروبا دون بذل أي جهد يذكر تقريبا. وتتكون التصفيات من تسع مجموعات تضم كل منها ستة فرق ومجموعة واحدة من خمسة فرق وسيتأهل أول فريقين في كل مجموعة مباشرة للنهائيات بالإضافة لأفضل فريق يحتل المركز الثالث وفرنسا صاحبة الضيافة. وستخوض الفرق الثمانية المتبقية التي تحتل المركز الثالث جولة فاصلة من مباراتي ذهاب وإياب من أجل المقاعد الاربعة المتبقية. وهذا يعني أن الفرق قد تتأهل لنهائيات فرنسا عن طريق الفوز بمباراتين فقط أو رغم الخسارة خمس مرات. ومن بين الفرق التي احتلت المركز الثالث في مجموعاتها بالتصفيات الاوروبية المؤهلة لكأس العالم 2014 حققت فنلندا انتصارين وتعادلت ثلاث مرات وخسرت ثلاث مباريات بينما فازت سلوفينيا بخمس مباريات وخسرت مثلهم في عشرة لقاءات لها وفازت سلوفاكيا ثلاث مرات وتعادلت في اربع مباريات وخسرت ثلاثة لقاءات. وهذه النتائج ستمنحهم فرصة خوض الجولة الفاصلة وفقا لنظام بطولة اوروبا 2016 حيث سيكون التعادل في مباراتين كافيا للتأهل الى فرنسا اذا انتصروا بقاعدة الهدف خارج الأرض أو بركلات الترجيح. وسيعطي النظام الجديد على الأقل الأمل الى 26 فريقا لم يتأهلوا من قبل لبطولة اوروبا وهم البانيا واندورا وارمينيا واذربيجان وروسيا البيضاء والبوسنة وقبرص واستونيا وجزر الفارو وفنلندا وجورجيا وجبل طارق وايسلندا واسرائيل وقازاخستان وليختنشتاين وليتوانيا ولوكسمبورج ومقدونيا ومالطا ومولدوفا والجبل الاسود وايرلندا الشمالية وسان مارينو وسلوفاكيا وويلز. ويوحي اداء فرق اوروبا في اخر بطولتين لكأس العالم بأنه رغم امتلاك القارة لثلاثة أو اربعة فرق قوية جدا إلا أنها تفتقر للقوة في العمق. وفي المناسبتين فشلت سبعة فرق اوروبية من 13 في تجاوز دور المجموعات في كأس العالم. وبالمقارنة تأهلت كل منتخبات امريكا الجنوبية الخمسة في 2010 وصعدت خمسة فرق من ستة في 2014. وتبدأ المانيا بطلة العالم مشوارها بعد غد الاحد في مواجهة متوسطة القوة على أرضها ضد اسكتلندا بينما تستهل البرتغال التصفيات بلقاء سهل مع البانيا سيمثل فرصة ممتازة لتجاوز ما حدث لها في كأس العالم. كما ستشعر اسبانيا - التي تتطلع للتعافي من كابوس البرازيل - بالامتنان لأنها ستبدأ على ملعبها أمام مقدونيا يوم الاثنين في مجموعة تضم أيضا اوكرانياوسلوفاكيا وروسيا البيضاء ولوكسمبورج. وفي الوقت نفسه سيخوض منتخب جبل طارق أول مباراة رسمية في تاريخه حين يستضيف بولندا في فارو بالبرتغال يوم الاحد. وفي المنافسة على من سيحتل المركزين الثاني والثالث ستبرز مباراة النمسا على أرضها ضد السويد بالإضافة للقاء الدنمرك مع ارمينيا وجورجيا ضد ايرلندا والمجر ضد ايرلندا الشمالية والجبل الاسود ضد مولدوفا واوكرانيا ضد سلوفاكيا واستونيا ضد سلوفينيا. وحتى ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم - الذي تعهد بوضع كرة القدم الدولية على قمة أولوياته حين أعيد انتخابه في 2011 - اعترف بأن نظام التصفيات يفتقر للاثارة. وقال بلاتيني "أعتقد أن لدينا 24 فريقا جيدا في اوروبا.. لذلك جودة النهائيات لن تتأثر." وأضاف "الأمر الصعب الوحيد سيكون في التصفيات لأن المباريات المثيرة ستكون أقل في هذا المستوى لأن الاتحادات أرادت الحفاظ على نظام التصفيات نفسه." وتابع "سيتأهل فريقان أو ثلاثة من مجموعة تضم ستة فرق.. لذلك المباريات ستصبح أقل حسما لكن البطولة نفسها ستحافظ على اثارتها."