اتهامات للمسؤولين بالإهمال والتمييز بين المرضى بمستشفى ساحل سليم بأسيوط

"مفيش".. تلك الكلمة تمثل المفتاح السحري للغز مستشفى ساحل سليم المركزى، ذلك المبنى المفعم بالفخامة المتجملة، يستقبلك على بابه مياه "الصرف الصحي"، التى جعلته واجهة غير مبشرة لاستقبال المرضى، الذين يأتون من جميع الأرجاء أملاً فى التخلص من آلامهم، وعند دخولك إليه تجده أجوفا لا يوجد به أبسط المستلزمات الطبية، حتى "الكالونا" يطلبون من المرضى شرائها من الخارج، الإهمال وقع على كثير من شهادات وفاة لمرضى قصدوا أبواب المستشفى بدلاً من التوقيع على روشتة العلاج.. " ولاد البلد" التقت عددا من أهالي المركز لرصد معاناتهم في التحقيق التالي:
أب يسرد قصة وفاة ابنه
يقول أحمد حشمت، كهربائى: بعد آذان المغرب كنا أمام البيت، لدغ ابنى محمد "عقرب" فربطت ذراعه، وذهبت به إلى المستشفى وعند دخولى من الباب كنت بحاجة إلى مركب لكي أستطيع المرور في مياه المجاري التي تسد المدخل، وبعدما دخلت المستشفى قام الدكتور بإعطاء المصل لابنى بعدما اشتريته من خارج المستشفى لأنه لا يوجد في المستشفى، بعد ذلك قال لى خذه وامش، وعلى بعد أمتار من خروجى من باب المستشفى شعر ابنى بإعياء شديد وقيء، فعدت به مرة ثانية إلى المستشفى، وقال لنا الدكتور نحن بحاجة إلى مصل مرة ثانية فأحضرت المصل وبعد ذلك لم يستطع أى طبيب من الثلاثة الموجودين أن يُخرج الوريد لكى يعطى له المصل عن طريقه، وبدأ السم يسرى فى جسم ابنى.
أطباء قليلو الخبرة
ويستطرد: بعد ساعتين من الحادث انهار ابنى، فاتصل الأطباء بزميل لهم اسمه أبوبكر وجاء واستطاع إظهار الوريد، وعند سؤاله عن "الكاليون" لم يجده فاشتريته من الخارج، بذلك يكون ابنى أخذ أربعة أمصال، وبدون فائدة أيضاً، وعندما وجدنا أن حالته فى تدهور انتقلنا به إلى مستشفى أسيوط الجامعى وهناك ارتفعت درجة حرارته وحدث له انتفاخ، وبعدها توفى فى الحال.
ويضيف: لو كنت أعلم أن المستشفى لن تتمكن من علاج ابنى كنت ذهبت به من البداية إلى المستشفى الجامعى بأسيوط، وهذه لم تكن أول حالة وفاة بسبب الإهمال الموجود فى المستشفى سواء بسبب إهمال الأطباء وعدم وجودهم فى أوقات عملهم، أو بسبب نقص الإمكانيات وعدم توفر الإسعافات الأولية.
وما بين ذكريات سعيدة وحاضر مؤلم تجلس والدة الطفل متشحة بالسواد ممسكة بصورته وملابسه مرددة "حسبنا الله ونعم الوكيل".
وتقول: بعد المغرب كان يلعب فى الخارج وفجأة لدغه عقرب، أخذناه أنا وأبوه وطلعنا نجرى بيه على المستشفى، كنت أرى ولدى يموت أمام عينى ووكنت عاجزة عن عمل أي شيء لمساعدته.
وتضيف: "كان جايب فوانيس رمضان وبيعلب بيها، وأبوه جابله لبس العيد، ما لحقش يفرح بيه، كان بيعلب وسطينا، فجأة راح من إيدى وكنت بشوفه بيموت قدام عينى وما قدرتش أعمل له حاجة".
لا يوجد إبر لخياطة الجروح
يقول وليد عبدالرحمن، مدرب بأكاديمية اتحاد الشرطة: منذ حوالى 25 يوما كنت ألعب فى نادى وسط البلد، وأصبت فى رجلى، فذهبت إلى المستشفى المركزى وكنت بحاجة لخياطة جراحية، فأخبروني أنه لا يوجد إبر خيط، فخرجت واشتريتها، وعند ذهابى لفك الغرز قالوا لى لا إنهم لا يستطيعون فك غرزي فى غير وقت العمل، فى حين أن هناك آخرين فكوا غرزهم فى هذا الوقت، فقمت بتوسيط أحد معارفى وهو عامل فى المستشفى فوافقوا وقاموا بفك الغرز.
معلومات مضللة
ويقول عنتر ذكى، سائق: كان ابني يلعب وسقط على ذراعه وعندما ذهبت به إلى المستشفى لعمل أشعة له، قالوا لا يوجد أشعة، لأن الجهاز عطلان، وبعد مشادات مع الموجودين من ممرضات وأطباء ومشاحنات، فتحوا غرفة الأشعة وأجروا الأشعة لابني، وأخبروني أن ابنى سليم، وعدت به إلى المنزل دون إعطائى الأشعة التى تثبت ذلك، وبعد يومين تورم ذراع ابنى، فذهبت به إلى دكتور فى عيادة خارجية فعمل له أشعة وقال إن ذراعه به كسر وبحاجة إلى تركيب "شرائح"، وحولني إلى مستشفى المبرة، وأجريت له العملية هناك.
الممرضات يقمن بدور الأطباء
ويشير إلى أنه قبل ذلك بأيام قليلة مرضت ابنته وكتبت له ممرضة بالمستشفى "حقنة" وقالت له اشتريها من الصيدلية الخارجية واعطها لها فى الخارج أيضاً.
وفى واقعة أخرى تروى سماح رمضان، بكالوريوس تربية زراعية، كنت أعانى من "المرارة" وعندما ذهبت إلى المستشفى لم أجد بها مسكن للألم، ولم يوافق أى دكتور داخل المستشفى على إجراء العملية على الرغم من خطورة حالتى، ما اضطرني إلى إجرائها فى مستشفى الجامعة بأسيوط.
وتضيف: لا نستفيد بأى خدمات أو إمكانيات داخل المستشفى، حتى الأطباء غير موجودين، "فالمرضى فى واد والأطباء فى واد.
ويمتنع الدكتور عبد السيد حنا، مدير مستشفى ساحل سليم، عن الإدلاء بأية معلومات أو السماح بالتصوير داخل المستشفى والالتقاء بالمرضى قبل الرجوع إلى وكيل وزارة الصحة.
زيارة مفاجئة لضبط الأمور
ويقول الدكتور أحمد عبد الحميد، وكيل وزارة الصحة بأسيوط، إنه سيقوم بزيارة مفاجئة لمستشفى ساحل سليم وبرفقته فريق إشراف من ديوان المديرية؛ للمرور على كافة أقسام المستشفى والعمل على تلافى أوجه القصور الموجودة.
مكنكم متابعة صحيفة الأسايطة إحدى إصدارات ولاد البلد على:
فيسبوك:https://www.facebook.com/elassaita
تويتر: https://twitter.com/elassaita
يوتيوب: https://www.youtube.com/user/elassaita