نصائح نفسية من الدكتورة ثمينة شاهيم لقراء جوهرة. أرسلوا استفساراتكم إلى:[email protected]هل حان ذلك الوقت من العام مجددًا؟ هل انتهت عطلة الصيف الكسولة والممتعة والمريحة؟ نعم! يقولها الأهل وهم يتنفسون الصعداء. ولكن العودة إلى المدرسة قد يكون تجربة مرهقة لملايين الأطفال حول العالم، فكل ما كان يقلقهم في الصيف هو محاولة تجنب لدغات البعوض ومعرفة كم من الوقت يمكنهم التحديق في السقف وما الذي يمكن مشاهدته على التلفاز. الصف الجديد، الأستاذ، التلاميذ، المواضيع، النهوض باكرًا، حافلة المدرسة والخوف من التكيف مع الآخرين. . كلها أمور تسبب القلق للطفل حيال عودته إلى مقعد الدراسة. وتفسر لين بوفكا عالمة نفسية حاصلة على شهادة دكتوراه أن "نهاية الصيف وبداية السنة الدراسية الجديدة تسبب التوتر للأهل والأطفال"، "فبينما يحاول الأهل التنسيق بين العمل والمنزل يغفلون عن مشاعر أطفالهم بالتوتر والقلق مع بداية المدرسة. العمل مع أطفالك لبناء المرونة وترويض مشاعرهم مفيد للصحة النفسية لكل العائلة". هذا الأمر يستحق التفكير لأن بدء المدرسة بإيجابية يترك أثرًا جيدًا على ثقة الطفل وسلوكه ومستوى شعوره بالأمان والتفاؤل والأداء الثقافي والاجتماعي. حتى الأطفال الذين لا يعانون من اضطرابات مهمة السنة الماضية ويشعرون بالحماس للعودة إلى المدرسة يمرون بمرحلة قلق وترقب غامض مع اقتراب اليوم الأول للمدرسة. الأطفال الذين يشعرون بالقلق والغضب يعتمدون على متغيرات كثيرة مثل:- المدرسة جديدة أو نفس مدرسة السنة الماضية- الانتقال إلى بلد آخر- مستوى الطفل في السنة الماضية- شعور الأهل بالتوتر والقلق- الدعم من الأصدقاء والعائلة- وجود شقيق أو قريب أكبر في المدرسة- اختلاف روتين الصيف عن روتين السنة الدراسية- مدى واقعية توقعات الطفل وربما أهم جانب يضاف على هذه اللائحة هو طريقة تحضير أطفالنا لهذه العودة. فالانتقال يجب أن يكون مدروسًا ضمن برنامج جيد بهدف تجنب تعريض نظام الطفل إلى صدمة مع التغيير من جو العطلة إلى الجو الأكاديمي. وفي حين أن معظمنا حاضرون لشراء اللوازم والزي فقد لا نكون دائمًا جاهزين للمتطلبات الذهنية للعام الدراسي الجديد. لذا إليكم بعض الخطوات التي يمكنكم اتباعها لتسهيل عملية الانتقال:- نظمي عادات النوم والأكل لدى الطفل لتتناسب مع الروتين الجديد قبل أسبوع على الأقل من بداية المدرسة- اشتري جميع اللوازم مسبقًا برفقة طفلك ليشعر بالمشاركة والحماس- تحدثي مع طفلك عن أي شيء قد يقلقه- تعاطفي معه، فأي نوع من التغيير يكون صعبًا. شاركيه تجاربك ليتعلم مواجهة مخاوفه وفهم فوائد العلم- لا تبالغي بالقلق أو ترميه عليه- اعرفي المزيد عن المدرسة لتشاركيه بعض المعلومات. فكلما أحس الطفل بأنك تألفين وتستوعبين ما في داخل وخارج المدرسة كلما شعر بالراحة- ضعي روزنامة خاصة ليرى الطفل متى موعد العطلة القادمة وأعياد الميلاد الآتية والمناسبات المميزة ليتطلع إليها- شجعي طفلك على الاتصال بأصدقائه في المدرسة إذا كان يخرج مع أولاد وأقرباء غيرهم في العطلة بهدف إعادة ربطه بدائرته الاجتماعية المعتادة طبعًا هناك الطفل العنيد الذي يخطط لجعل حياتك بائسة ويصرخ كل صباح "لا أريد الذهاب إلى المدرسة!". وهذا يعني "أنني أتمنى لو لم ينتهي الصيف بسرعة" وليس كما يفسرها معظم الأهل "بأنني لا أريد التعلم" فيرسمون صورة بائسة عن مستقبل منكوب في وعيهم. كيف يجب على الأهل الرد على هؤلاء الطفال المميزين؟ بعض الأهل يعطون تفسيرًا قصيرًا وليس لطيفًا جدًا فيردون "عليك الذهاب أو ماما وبابا سيذهبان إلى السجن!!". والبعض الآخر يقولون أشياء مثل "إما تذهب إلى المدرسة أو إلى العمل في مصنع لصناعة أربطة الحذاء في أفريقيا". هذه الأجوبة لا تعطى بجدية للطفل فغالبًا ما يعبر عنها الأهل عندما يشعرون كليًا بالاحباط أو على سبيل المزاح. وبالتالي أفضل خيار هو العودة إلى أصل السبب في عدم رغبة الطفل في الذهاب إلى المدرسة لكي تتمكني من مساعدته على تخطي المشكلة التي تسبب له القلق. حياة الطفل مليئة بالمنعطفات الحماسية ولكنه قد لا يعرف كيف يمسك حزام الأمان بإحكام على الطرق المختلفة التي يأخذها. يمكن للأهل والمربين أن يلعبوا دورًا مهمًا في دعم الطفل على طول الطريق. فمعرفة ما الذي يجب توقعه، من الشخص الذي نلجأ إليه وكيف نتصرف في الحالات المختلفة قد يبني أسس جسر الأمان بين العطلة الصيفية وبداية العام الدراسي الجديد.