قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الخميس ان خفض حجم القوات الامريكية في أفغانستان لا يعني الحد من الضغوط على التمرد هناك وفي الوقت نفسه قاومت حكومته الضغوط التي تطالبها باعلان جدول زمني تفصيلي لسحب قواتها من أفغانستان. وأعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الاربعاء أنه يعتزم سحب 33 ألف جندي من أفغانستان بحلول نهاية الصيف المقبل. وبعد الانسحاب سيبقى نحو 70 ألف جندي أمريكي في أفغانستان. وقال كاميرون أثناء زيارة لجمهورية التشيك انه لا يخلو من مغزى أن عشرة الاف جندي فقط سيسحبون من أفغانستان هذا العام والباقين العام المقبل. واضاف في افادة صحفية "ما يعنيه هذا هو أنه لن يكون هناك تخفيف للضغوط على التمرد في أفغانستان. "أنا واثق من أننا سنتمكن برغم سحب القوات (الامريكية) الاضافية من الاستمرار في الضغط على التمرد مع الانتقال الى السيطرة الافغانية بين الوقت الحالي وعام 2014 ." وتقضي خطة أوباما بسحب كل القوات الاضافية التي كان قد أمر بارسالها الى أفغانستان في 2010. وعلى الرغم من أن الحرب في أفغانستان لا تحظى بالتأييد بين الناخبين الامريكيين فقد قال مستشارون عسكريون ان الانسحاب السريع من أفغانستان ليس بالفكرة الرشيدة لانهم يخشون أن يسمح لمقاتلي طالبان باستعادة السيطرة سريعا على مناطق فقدوها. ولم تستطع القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي التي تساهم فيها بريطانيا وألمانيا بالنصيب الاكبر توجيه ضربة قاصمة لطالبان التي أطيح بحكومتها في عام 2001. ولبريطانيا ثاني أكبر عدد من الجنود في أفغانستان اذ لها قرابة 9500 جندي غالبيتهم في اقليم هلمند الجنوبي وهو من أكثر المناطق عنفا. وقتل 374 جنديا بريطانيا منذ اندلاع الحرب في أفغانستان. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الخميس انه سيسير على خطى واشنطن في بدء انسحاب تدريجي لقوات فرنسا في أفغانستان وقوامها أربعة الاف جندي في اطار العملية التي يقودها حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة. لكن متحدثا باسم كاميرون في لندن اكتفى بالقول ان بريطانيا ستدرس القرار الامريكي. ولم يكشف المتحدث ما اذا كانت بريطانيا ستتبع نهجها وتعلن جدولا زمنيا مفصلا للانسحاب. وقال المتحدث باسم كاميرون للصحفيين "سنبحث الاعلان الامريكي. سيبحث مجلس الامن القومي هذا الامر. وربما يكون لدينا المزيد لنعلنه في الوقت المناسب." وقال كاميرون العام الماضي ان القوات البريطانية قد تبدأ مغادرة أفغانستان في غضون خمس سنوات على أن يبقى ألف مدرب. وتعتزم بريطانيا تنفيذ انسحاب "وفقا للظروف" وتتوقع سحب قواتها القتالية من أفغانستان بحلول عام 2015. وقال المتحدث ان عبارة "وفقا للظروف" لن تتيح المجال لتمديد البقاء. وأضاف "بالنسبة لعبارة وفقا للظروف فاننا نتحدث عن المعدل الذي يثبت فيه أنه من الممكن نقل الامن الى قوات الامن الافغانية... سنفعل هذا بحلول نهاية عام 2014 ... انه موعد نهائي ... 2015 موعد نهائي ثابت."