صنعاء/عدن (رويترز) - هاجم ملثمون مباني في منطقة مسامير بجنوب اليمن يوم الخميس في احدث موجة من هجمات المسلحين في المنطقة في حين وصلت أول شحنة من النفط الذي تبرعت به السعودية الى اليمن. وسلطت شحنة النفط الخام الضوء على مخاوف السعودية من أن تتسبب الازمة السياسية الدامية في اليمن في سقوطه في الفوضى بما يمنح المتشددين موطيء قدم للتحرك بحرية قرب ممرات ملاحية حيوية لشحن النفط. وقال سكان لرويترز عبر الهاتف ان المقاتلين الذين يصفهم الجيش اليمني بأنهم أعضاء فيتنظيم القاعدة استولوا لفترة وجيزة على مبنى اداري للقوات الامنية ومكاتب في منطقة مسامير. وقال ساكن "وقعت معركة طويلة مع قوات الامن" وأضاف أن المسلحين تراجعوا بعدما نفدت الذخيرة التي كانت بحوزتهم. وقتل ثلاثة حراس بالرصاص يوم الاربعاء عندما اقتحم مسلحون ثلاثة مبان حكومية أخرى في مدينة الحوطة المجاورة. وينشط انفصاليون جنوبيون ومقاتلون من تنظيم القاعدة في المنطقة. وأصابت احتجاجات تنادي بالديمقراطية وانهاء حكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الممتد منذ 33 عاما اليمن بالشلل تقريبا وادت الى أزمة في امدادات الكهرباء والمياه والوقود. وقالت مصادر ملاحية ان ناقلة تحمل 600 ألف برميل من النفط الخام وصلت الى ميناء عدن في اطار منحة سعودية قدرها ثلاثة ملايين برميل. وقالت المصادر ان الشحنة ستنقل الى مصفاة عدن المتوقفة عن العمل منذ اسفر تفجير في ابريل نيسان عن قطع خط أنابيب النفط الذي تعتمد عليه. وعرضت دول خليجية عدة اتفاقات لاقناع صالح (69 عاما) بالتنحي. وانسحب صالح ثلاث مرات من خطط نقل السلطة في اللحظات الاخيرة. وقالت قوات الامن اليمنية انها ألقت القبض على عشرة مقاتلين يشتبه بأنهم من القاعدة كانوا يحاولون التسلل الى مدينة عدن الجنوبية في وقت متأخر من يوم الاربعاء. وتطل عدن على ممرات شحن استراتيجية يمر منها يوميا قرابة ثلاثة ملايين برميل نفط. وفي نفس الوقت يفر الاف اللاجئين من عدن منذ أن سيطر مقاتلون على عاصمة محافظة أبين الجنوبية المضطربة. وقال مسؤول امني محلي ان قوات الامن كثفت نقاط التفتيش العسكرية والدوريات لحراسة البنوك والمباني الحكومية في عدن وانها احبطت محاولة لتفجير فندق. وقال "القت قوات الامن القبض على مخربين كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة في فندق في عدن". وقال ان خمسة اخرين اعتقلوا لاطلاقهم النار على سكان وهجومهم على متاجر في منطقة المنصورة في عدن. وقالت وزارة الدفاع اليمنية ان شخصين قتلا يوم الخميس بعد ان اطلق "ارهابيون" قذائف مورتر في المدينة التي فر أغلب سكانها. وقال جريجوري جونسن خبير الشؤون اليمنية بجامعة برينستون ان كلا من الحكومة والمعارضة حاول استغلال وجود القاعدة في اليمن اعلاميا لمصلحته. واضاف انه متشكك في تقارير حكومية عن قتل قوات الامن او اعتقالها لمتشددين تابعين للقاعدة وقال "نحن لا نعرف على وجه التأكيد ما يجري في ابين ولحج (في الجنوب) او حتى في عدن." وقال "القاعدة موجودة على الارض بالطبع .. لكن ليس كل المتشددين في اليمن هم القاعدة." وقال الباحث اليمني علي سيف حسن ان تصاعد العنف يشير الى أن الجماعات المسلحة التي كانت تتعاون في السابق مع صالح لم تعد تتعاون بعد ان ضعفت قبضته على السلطة. وقال انه عندما يأتي النظام الجديد في اليمن سيتفاوضون معه. واضاف أن هذه الجماعات ليست تنظيم القاعدة ولكنها تشبهه الى حد ما.