المنامة (رويترز) - عملت البحرين التي تحرص على اعادة سباق الجائزة الكبرى الى أراضيها في اطار بطولة فورمولا 1 والذي أرجيء بعد الاحتجاجات الشعبية في فبراير شباط على منع أي اضطرابات يوم الخميس بعد رفع الاحكام العرفية في وقت سابق من الاسبوع. وانتشرت دوريات الشرطة في شوارع المنامة وقرى حول العاصمة للحيلولة دون قيام أي احتجاجات مطالبة بالديمقراطية قبل انعقاد الجهة المسؤولة عن بطولة فورمولا 1 للسيارات يوم الجمعة لتحديد ما اذا كان بامكان البحرين تنظيم السباق في وقت لاحق من العام. وفرضت الاسرة الحاكمة في البحرين الاحكام العرفية لمدة ثلاثة أشهر ولجأت الى قوات من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة في منتصف مارس اذار للمساعدة على اخماد الاحتجاجات التي كان أغلب المشاركين فيها من الشيعة. وتقول الحكومة ان رفع الاحكام العرفية هذا الاسبوع مؤشر على أن الامور عادت لطبيعتها في البلاد. وقالت وزارة الداخلية يوم الخميس انها فرضت حظرا الى أجل غير مسمى على الصيد وأنشطة أخرى في المياه الشمالية للجزيرة. ولم تعلن الوزارة سببا للحظر لكن الحكومة تتهم ايران باذكاء الاضطرابات من خلال صلاتها بأحزاب المعارضة. وكتب على لافتات في المنامة "معا لنعيد سباق البحرين ببطولة فورمولا 1." ويقول نشطاء لحقوق الانسان ان الاحكام العرفية ألغيت قبل اسبوعين من الموعد المقرر لاستعادة سباق البحرين. وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان والتي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها ان الجهة المعنية باتخاذ قرار السباق يجب أن تضع في اعتبارها قمع نشطاء المعارضة خلال فترة الاحكام العرفية التي امتدت 11 اسبوعا عندما تتخذ قرارها. وما زالت المحاكمات العسكرية لمعارضين وعددهم 21 أغلبهم من الشيعة مستمرة لكن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة عرض اجراء حوار جديد بشأن الاصلاح مع كل الاطراف دون ذكر تفاصيل. وقالت زينب الخواجة -وهي ابنة أحد المتهمي-ن في صفحتها على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي ان الشرطة استجوبتها يوم الخميس بشان ما اذا كانت قد شاركت في الاحتجاجات. وكانت قد أضربت عن الطعام في ابريل نيسان بعد القاء القبض على والدها وتوجيه اتهامات له لاحقا شأنه شأن اخرين بالسعي للاطاحة بنظام الحكم. وقالت وكالة أنباء البحرين الرسمية ان المحكمة أصدرت أحكاما بالسجن ما بين عام وخمسة أعوام على ستة أشخاص يوم الخميس لقيامهم بأعمال شغب والتجمع بشكل غير مشروع بغرض احداث اضطرابات في اشارة للاحتجاجات. وألغت بريطانيا نصيحة خاصة بالسفر هذا الاسبوع لكنها عبرت عن قلقها بشأن انتهاك حقوق الانسان. وقال الوزير بوزارة الخارجية البريطانية الستير بيرت يوم الاربعاء "مازلنا نشعر بقلق بالغ من تقارير عن انتهاك حقوق الانسان من بينها اعتقال محتجين وعاملين طبيين في الاونة الاخيرة وطبيعة الاتهامات الموجهة اليهم." ونظم الشيعة احتجاجات صغيرة في عدة قرى يوم الاربعاء رغم ابقاء قوات الامن على نقاط تفتيش. وأظهرت لقطات فيديو بثها نشطاء على الانترنت اشتباكات أطلقت خلالها قنابل الغاز المسيل للدموع. وقالت الحكومة ان قواتها لم تفتح النار. ومن المقرر أن تمثل الطالبة ايات القرمزي في الجلسة الاولى من محاكمة عسكرية وذلك بسبب قراءتها قصيدة خلال اعتصام بدوار اللؤلؤة الذي كان محور الاحتجاجات. ودعت في القصيدة المتاحة أيضا على موقع يوتيوب لملفات الفيديو الملك وعائلة ال خليفة الى اجراء اصلاحات. وقالت اسرة القرمزي التي التقت بها في الجلسة لنشطاء حقوقيين انها تعرضت لانتهاكات أثناء احتجازها مثل البصق في فمها ومسح وجهها في مرحاض. وتم استدعاء عدد من النشطاء وساسة المعارضة منهم الناشط الحقوقي نبيل رجب والشيخ علي سلمان الامين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية لاستجوابهم يوم الثلاثاء قبل يوم من رفع الاحكام العرفية. وجمع التماس على الانترنت يطالب فرق بطولة فورمولا 1 بمقاطعة سباق البحرين أكثر من 77 ألف توقيع. وجاء في الالتماس "ندعوكم لاعلان عدم مشاركتكم في البحرين هذا العام لان الحكومة قتلت وأصابت مئات الابرياء طالبوا بحقوقهم." وقال موظف في حلبة البحرين الدولية ان 28 من بين 108 من العاملين أقيلوا. وأضاف أن جميع المقالين احتجزوا وأسيئت معاملتهم وما زال خمسة رهن الاحتجاز منهم المدير المالي جعفر المنصور. وأضاف أن جميع المحتجزين من الشيعة والكثير شاركوا في حركة الاحتجاج أو أبدوا تأييدهم. وأقالت الحكومة المئات من الشيعة من الوظائف الحكومية وليس من الواضح عدد المعتقلين أو الذين ما زالوا محتجزين. وقال رجل في العشرينات من عمره رافضا الافصاح عن هويته "اساءوا معاملة الجميع حتى اليوم الاخير الذي تم الافراج عنا فيه." وطلبت الشرطة من المعتقلين توقيع أوراق تقول انهم مستعدون للاستدعاء مرة اخرى للاستجواب في أي مرحلة وهو ما يعد التفافا على رفع الاحكام العرفية هذا الاسبوع. وقال الموظف ان خطاب فصله تضمن على غير الحقيقة انه كان متغيبا عن العمل لكنه سمع للمرة الاولى من الشرطة اثناء احتجازه انه فقد وظيفته. وقال مشيرا الى 20 يوما من المعاملة السيئة "جعلونا نركل بعضنا بعضا." وأضاف "قالوا انهم سيغتصبوننا. وحاولوا لمس أجسادنا في أنحاء متفرقة حتى تشعر ان هذا سيحدث." وقال انهم تعرضوا للاهانات لكونهم شيعة حيث قال محققون انهم شاركوا في زواج متعة في دوار اللؤلؤة. وعندما غادروا تم تطهير جروحهم لازالة الادلة على الانتهاكات. وقال "طالبونا بعدم الحديث الى وسائل الاعلام كي لا نظهر للناس اننا تعرضنا للتعذيب."