يمثل القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش الجمعة للمرة الاولى امام قضاة محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة الذين سيطلبون منه الاقرار بذنبه او الدفع ببراءته من 11 تهمة بدلا من 15. وسيرأس الجلسة الاولى لمثول المتهم التي حددت الجمعة في الساعة 10,00 بالتوقيت المحلي (8,00 ت غ)، القاضي الهولندي الفونس اوري الذي سبق وتراس جلسة رادوفان كرادجيتش الزعيم السياسي لصرب البوسنة في 31 تموز/يوليو 2008. وتوجه الى الرجلين التهمة نفسها بارتكاب عمليتي ابادة، واربع تهم بجرائم حرب وخمس تهم بجرائم ضد الانسانية ارتكبت ابان حرب البوسنة (1992-1995) التي ادت الى سقوط مئة الف قتيل و2,2 مليون نازح. وقد اعلن مدعي عام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة سيرج برامرتز في مؤتمر صحافي انه نقل صباح اليوم الاربعاء الى القضاة نسخة جديدة لمحضر الاتهام تأخذ في الاعتبار "تطور القضاء ووقائع جديدة". وقال القاضي البلجيكي انه "من المبكر جدا" اتخاذ قرار بشأن احتمال ضم قضيتي ملاديتش وكرادجيتش. واكد "لم يتخذ اي قرار بهذا الخصوص". وقد امضى ملاديتش ليلته الاولى في سجن المحكمة في لاهاي اثر وصوله الى هولندا مساء الثلاثاء على متن طائرة حكومية صربية. ففور هبوط الطائرة في مطار روتردام اقتيد الى سجن محكمة الجزاء في لاهاي بمواكبة امنية مشددة. وغادرت مروحيتان واربع سيارات في وقت واحد مطار روتردام باتجاه السجن. واكد كاتب محكمة الجزاء جون هوكينغ في مؤتمر صحافي ان راتكو ملاديتش "كان متعاونا للغاية" لدى وصوله الى السجن، واضاف "لم نلق اي مشكلة للتفاهم". واوضح كاتب المحكمة الاسترالي "شرحنا له القانون الساري هنا" لاسيما بخصوص الزيارات والاتصالات الهاتفية، مضيفا ان طبيب السجن اجرى فحصا طبيا لملاديتش كما هي الحال بالنسبة لاي نزيل جديد. لكنه رفض الادلاء باي تعليق حول الوضع الصحي للجنرال السابق، مؤكدا ان هذا الامر يتعلق بالحياة الخاصة. وفي صربيا تذرع الدفاع عن ملاديتش بسؤ وضعه الصحي في محاولته تأخير موعد نقله الى لاهاي. واثناء جلسة صباح الجمعة سيكون بامكان ملاديتش المتهم خصوصا بمجزرة سريبرينتسا التي قضى خلالها نحو ثمانية الاف مسلم في تموز/يوليو 1995، ان اراد، طلب مهلة 30 يوما قبل ان يطرح عليه السؤال مجددا ان كان يقر بذنبه ام لا. وقال توم كاريمانس القائد السابق لقوات حفظ السلام الهولنديين الذين انتشروا في سريبرينيتسا عند وقوع المجزرة، في مقابلة الاربعاء مع صحيفة اي دي، "اني سعيد من اجل جميع الناجين بان العدالة ستنتصر". واعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي من جهته في بيان صادر عن وزارته ان محاكمة راتكو ملاديتش امام محكمة الجزاء الخاصة بيوغوسلافيا السابقة "اشارة قوية الى قوة القانون الدولي المتزايدة" كما انها تثير الارتياح من اجل الضحايا حتى وان جاءت متأخرة".