قبل اسبوع من الانتخابات التشريعية المبكرة في البرتغال، ما زالت الامور غير محسومة بين الاشتراكيين ويمين الوسط، مما يزيد في المخاوف حيال قدرة الحكومة المقبلة على التطبيق السريع لبرنامج المساعدات المبرم مع الاتحاد الاروروبي وصندوق النقد الدولي. والحزب الاجتماعي الديموقراطي (يمين الوسط) الذي كان الاوفر حظا قبل شهرين، لم يعد يحظى سوى بفارق ضئيل (نقطتان فقط) على الحزب الاشتراكي الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء جوزيه سوكراتس، كما افاد استطلاعان السبت. وتوقع هذان الاستطلاعان اللذان اجرتهما صحيفة بوبليكو واسبوعية اكسبرسو ان يحصل الحزب الاجتماعي الديموقراطي الذي يتزعمه بدرو باسوس كويلهو على ما بين 33,9 و35,8% من الاصوات امام الحزب الاشتراكي (بين 32,3% و34,1%). ويظل حزب الوسط الديموقراطي (يمين) في المرتبة الثالثة مع نحو 11,3% الى 13,4% من الاصوات دون التاكد من حصول اليمين على الاغلبية المطلقة في البرلمان. وفي الجوهر، التزمت الاحزاب السياسية البرتغالية الثلاثة بتطبيق برنامج التقشف والاصلاحات الذي تفاوضت بشانه الحكومة المنتهية ولايتها مع الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي مقابل قرض بنحو 78 مليار يورو على مدى ثلاث سنوات. لكنهم في الواقع لا يزالون منقسمين حول الاجراءات التي يجب تطبيقها لتجسيد تلك الاهداف ومنها خفض العجز خصوصا في مجال الضرائب، وكذلك بشان حجم التخصيص واصلاح سوق العمل والنظام الصحي. وصرح ديفيد شنوتز المحلل في كومرزبنك لوكالة فرانس برس "قد يصعب تنفيذ البرنامج اذا ما وجدنا انفسنا مجددا من دون اغلبية في البرلمان"، مؤكدا انه "حتى وان كانت الاجراءات مفروضة من الخارج، فان تطبيقها يقتضي تشكيل حكومة قوية". ومنذ بداية الحملة الانتخابية، حرص رئيس الوزراء المستقيل جوزيه سوكراتس على التضخيم من احتمال "عودة اليمين" الى الحكم، متهما بدرو باسوس كويلهو بالسعي الى "اغتنام خطة المساعدة للنيل من الجانب الاجتماعي للدولة" و"خصخصة الصحة والتربية". من جانبه، اخذ كويلهو على جوزيه سوكراتس "انه يستمر في التصرف وكأنه يجهل ما يفرضه البرنامج رغم انه هو الذي وقعه شخصيا". ويرى المحلل السياسي انطونيو كوستا بينتو "انه لا بد من ترك هذه الاختلافات الظاهرة خلال الحملة الانتخابية"، مؤكدا انه "اذا فاز الحزب الاشتراكي، وهو ما اشك فيه، سيفرض رئيس الجمهورية (انيبال كافاكو سيلفا الذي ينتمي الى الحزب الاجتماعي الديموقراطي) ائتلافا كبيرا". واعتبر عالم الاجتماع مانويل فيلافردي كبرال ان "ليس هناك اي ائتلاف ممكن في اليسار لان الشيوعيين واقصى اليسار يرفضون خطة المساعدة، واذا فاز سوكراتس في الخامس من حزيران/يونيو فان الحزب الاجتماعي الديموقراطي وحزب الوسط الديموقراطي سيتعرضان لضغط كبير من اجل التحالف مع الحزب الاشتراكي". لكن صحيفة دياريو دي نوتيسياس افادت السبت ان "فوز الحزب الاشتراكي قد يتسبب في صراع سياسي سيؤخر تولي الحكومة مهامها" في حين يتوقع وصول اول وفد ثلاثي (الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد والبنك المركزي الاوروبي) لتقييم الوضع في نهاية تموز/يوليو الى لشبونة. واندلع جدل اخر مساء الجمعة في الحملة الانتخابية بعد ان كشفت الصحافة صيغتين مختلفتين لخطة المساعدة واحدة "تمهيدية" تلقت دعم الحزب الاجتماعي الديموقراطي وحزب الوسط الديموقراطي، واخرى وقعت عليها الحكومة في بروكسل وتتضمن، حسب وزارة المالية، "بعض التعديلات التقنية" لا سيما "في الجدول الزمني". وبعد انتقاد السلطة الاشتراكية "لقلة شفافيتها"، اكد رئيس الحزب الاجتماعي الديموقراطي انه سيطبق البرنامج "مهما كانت صيغته النهائية".