يدلي البرتغاليون باصواتهم اليوم الاحد في انتخابات تشريعية مبكرة لاختيار نوابهم ورئيس الحكومة الجديد الذي ستكون مهمته تنفيذ خطة الانقاذ المالي التي يريدها الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي. وسيختار حوالى 9,6 ملايين ناخب 230 نائبا لولاية مدتها اربع سنوات في البرلمان الذي تم حله في نهاية آذار/مارس بعد استقالة رئيس الحكومة الاشتراكي جوزيه سوكراتس الحاكم منذ 2005.
وتفيد استطلاعات الرأي الاخيرة ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي (يمين الوسط) سيفوز في الاقتراع وسيحمل زعيمه الليبرالي المعتدل بيدرو باسوس كويلو الى رئاسة الحكومة.
وفي حال حصوله على اغلبية نسبية، يمكن للحزب الاشتراكي الديموقراطي تشكيل حكومة مع المركز الديموقراطي والاشتراكي الحزب اليميني الذي يشكل اقلية ويعد ثالث قوة سياسية في البلاد.
وستكون المهمة الرئيسية للفائز في الاقتراع تطبيق برنامج اصلاحات صارم يطالب به الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي مقابل منح البرتغال قرضا بقيمة 78 مليار يورو.
وكان سوكراتيس اضطر لطلب المساعدة الدولية بعد اسبوعين على استقالته لان الدولة البرتغالية لم تعد قادرة على تمويل نفسها بسبب ارتفاع الفوائد التي يطلبها السوق.
وانهت البرتغال التي تعاني من ديون كبيرة بلغت 160 مليون يورو في نهاية 2010، العام الماضي بانكماش وعجز عام بلغ 9,1 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي وبطالة تجاوزت نسبتها 11 بالمئة.
وقال الرئيس البرتغالي انيبال كافاكو سيلفا في كلمة بثها التلفزيون مساء السبت "في مواجهة الوضع الخطير في بلدنا، ستكون الانتخابات التي تجري غدا (الاحد) حاسمة".
وبعد ان وصف الاقتراع بانه "لحظة حاسمة للبلاد"، رأى الرئيس ان "الامتناع عن التصويت يعني عدم الرغبة في المشاركة ببناء بلد افضل".
وذكر سوكراتس (53 عاما) الذي يتهمه خصومه بانه قاد البلاد الى الافلاس، بانه "ناضل بكل قواه خلال الحملة" ضد اللجوء الى مساعدة خارجية كان يمكن تجنبها لو لم ترفض المعارضة خطته التشقفية.
وكرر في خطابه "لقد سببوا هذه الازمة السياسية لجلب صندوق النقد الدولي وتطبيق برنامج مفرط في الليبرالية بسهولة اكبر".
واتهم سوكراتس خصمه الرئيسي بانه يريد "تدمير الدولة.
وخلافا لليونان وايرلندا، تعهدت كل الاحزاب في البرتغال باستثناء اليسار المعادي لليبرالية باحترام اجراءات الخطة الدولية التي تم التفاوض حولها الشهر الماضي ولم يرفضها سوى اليسار المعارض لليبرالية.
واكد باسوس كويلو انه سيذهب في حال فوزه "ابعد" من هذا البرنامج وخصوصا في مجال الخصخصة واصلاح سوق العمل والخدمات العامة والسياسات الاجتماعية.
وقال في اليوم الاخير من الحملة "نعرف ان السنوات المقبلة ستكون بالغة الصعوبة وعلينا العمل كثيرا لتسديد ديوننا".
واضاف كويلو (46 عاما) الذي لم يشارك في اي حكومة من قبل "لكن البرتغاليين يعرفون ان البرتغال يجب ان تحترم ما تفاوضت عليه وهذا ما سنفعله"، داعيا الناخبين الى منحه اغلبية مطلقة "لضمان حكومة قوية" قادرة على "النهوض بالبرتغال".
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة الثامنة (7,00 تغ) من الاحد. وينتهي التصويت في الساعة 19,00 غي البرتغال وماديرا، وبعد ساعة من ذلك في ارخبيل اسوريس.
ويتوقع ان يعلن اول التقديرات في الساعة 20,00.
اما النواب الاربعة الذين يختارهم البرتغاليون المقيمون في الخارج فلن يعرفوا قبل منتصف يونيو.