سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025    رئيس الاتحاد البرازيلي: تلقيت تعليقات من اللاعبين بشأن أنشيلوتي    اصطدام قطار ركاب بجرار زراعي في البحيرة.. ومصرع السائق "صور"    عاجل- مصر وقطر تواصلان جهودهما في الوساطة بقطاع غزة    عاجل- ترامب يبدأ جولة خليجية.. استثمارات ضخمة وقضايا إقليمية في صدارة المشهد    في إطار جولته بالشرق الأوسط| ترامب يتوجه إلي السعودية    عاجل- الأمم المتحدة تحذر من أزمة غذائية وصحية حادة في غزة    الشرع: قد نبني برجا لترامب لتخفيف العقوبات.. والأخيرد يرد: سنوافق    أسعار الفراخ تنخفض من جديد.. الخير جاي    موعد مباراة ريال مدريد ومايوركا في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    عاجل- مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار يسلط الضوء على تجربة الهند في تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    شاهد| مشاجرة بالشوم داخل مسجد في الحرفيين بالقاهرة    بعد ساعات من وفاته.. شريف ليلة يتصدر تريند "جوجل"    صبحي خليل يكشف أسباب تألقه في أدوار الشر وممثله المفضل ورسالة محمد رمضان له    إرشادات دقيقة لأداء مناسك الحج والعمرة كما فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم    البنك التجاري الدولي مصر يحقق 16.6 مليار جنيه صافي ربح خلال 3 أشهر    «البترول» تعلن فتح باب تقديم المستندات لصرف تعويضات طلمبات البنزين    وزارة الصحة تحذر: تغيرات في سلوك الطفل قد تشير إلى اضطرابات نفسية    قبل السفر للحج... وزارة الصحة تنشر دليلك الصحي الشامل للوقاية وسلامة الحجاج    عيد ظهور العذراء مريم في فاتيما.. ذكرى روحية خالدة    وزارة العدل تعلن عن وظائف قيادية شاغرة.. تعرف على الشروط وطريقة التقديم    حكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح    قانون تنظيم الفتوى، شروط بث ونشر الفتاوى الشرعية    في ذكرى فاطيما.. إيمان لا ينكسر وحادثة غيرت التاريخ    ستيف ويتكوف: حرب أوكرانيا وروسيا لم تكن لتحدث لو كان ترامب رئيسا في 2022    تزينها 3 منتخبات عربية، قائمة المتأهلين إلى كأس العالم للشباب    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط»    كان يتلقى علاجه.. استشهاد الصحفي حسن إصليح في قصف الاحتلال لمستشفى ناصر ب خان يونس    بيان هام من محامية بوسي شلبي بشأن اتهامات خوض الأعراض: إنذار قانوني    تشكيل الأهلي المتوقع أمام سيراميكا كليوباترا في الدوري المصري    حبس عصابة «حمادة وتوتو» بالسيدة زينب    3 شهداء وإصابات جراء قصف الاحتلال خيمة نازحين في خان يونس    مستشفى سوهاج العام يوفر أحدث المناظير لعلاج حصوات المسالك البولية للأطفال    بعد اطمئنان السيسي.. من هو صنع الله إبراهيم؟    انفجار أسطوانة غاز السبب.. تفاصيل إصابة أم وطفليها في حريق منزل بكرداسة    أبو زهرة يهنئ المنتخب الوطني للشباب تحت 20 عاما بعد فوزه المثير على غانا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    جدول امتحانات الشهادة الإعدادية بمحافظة المنيا للفصل الدراسي الثاني 2025    «التضامن الاجتماعي» توضح شروط الحصول على معاش تكافل وكرامة    قناة السويس تجهز مفاجأة لشركات الشحن العالمية (تفاصيل)    الكشف على 490 مواطناً وتوزيع 308 نظارات طبية خلال قافلة طبية بدمنهور    تحت شعار «اكتشاف المشهد».. «أسبوع القاهرة للصورة» يواصل فعاليات دورته الرابعة بدعم غزة (صور)    اليوم| محاكمة 73 متهمًا في قضية خلية اللجان النوعية بالتجمع    كشف لغز العثور على جثة بالأراضي الزراعية بالغربية    يلا كورة يكشف.. التفاصيل المالية في عقد ريفيرو مع الأهلي    إيمان العاصي في "الجيم" ونانسي عجرم بفستان أنيق.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    قبل عرضه على "MBC".. صلاح عبدالله ينشر صورة من كواليس مسلسل "حرب الجبالي"    أميرة سليم تحيي حفلها الأول بدار الأوبرا بمدينة الفنون والثقافة في العاصمة الإدارية    سقوط طفل من مرتفع " بيارة " بنادي المنتزه بالإسماعيلية    اليوم| محاكمة تشكيل عصابي بتهمة الشروع في قتل شاب ببولاق الدكرور    جدول امتحانات المواد غير المضافة للمجموع للصف الثاني الثانوي ببورسعيد(متى تبدأ؟)    اعتماد 24 مدرسة من هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد بالوادي الجديد    النصر يكتسح الأخدود بتسعة أهداف نظيفة في ليلة تألق ماني    أحمد الغندور يدير قمة الزمالك وبيراميدز    جامعة القاهرة تحتفل بيوم المرأة العالمي في الرياضيات وتطلق شبكة المرأة العربية- (صور)    طفل ينهي حياته داخل منزله بالإسماعيلية    عالم بالأزهر: هذا أجمل دعاء لمواجهة الهموم والأحزان    أهم 60 سؤالاً وإجابة شرعية عن الأضحية.. أصدرتها دار الإفتاء المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاطمة طاهر.. سيدة إذاعة ''القرآن الكريم'' الأولى
نشر في مصراوي يوم 31 - 05 - 2014

تكشف الشمس عن نور ربها الذي أشرقت به الأرض، ينضبط المؤشر، يتقافز الطلاب في طريقهم، أيديهم تقبض على الحقائب المدرسية، نسمة الصباح تداعب ملامحهم الصغيرة، يتخللها صوت صغار مثلهم ينطلق عبر الأثير يشدو ''نبينا الهادي محمد عن سائر الخلق اصطفاه'' يتبعه صوت رخيم ينطلق في نطق الحروف ''براعم الإيمان.. برنامج يعده ويقدمه فاطمة طاهر''.. برنامج نشأ في ظلاله أجيال عديدة، بينما كانت مقدمته تحمل لقب سيدة ''إذاعة القرآن الكريم'' الأولى.
15 عامًا ظلت المشرفة اللغوية تعمل بالبرامج الموجهة، تستمع إلى صوت ''أبله فضيلة''، تطرب لها ويزداد شغفها بتحقيق حلم تقديم برامج للأطفال، حتى جاءت الفرصة ''إذاعة القرآن الكريم'' تعلن عن الحاجة إلى مذيعين، أسرعت ''فاطمة'' وقد تحلت بشجاعة اعتمادها بالإذاعة إلى مكتب رئيس ''القرآن الكريم'' وقتها ''كامل الجندي''، طلبت منه الالتحاق بالإذاعة، وجود النساء محظور بالإذاعة، لم يتقدم إليها أحد قط لمعرفته السبب، لم تعبأ المذيعة الشابة بذلك، والمفاجأة أن رئيس الإذاعة جاء مرحبًا، لكن ذلك لم يكن كافيًا لبدء العمل؛ عقدت لجنة البرامج الدينية بمجلس الشعب جلسة لبحث الأمر وجاءت الموافقة لأول صوت نسائي يدلف لستديوهات إذاعة ''القرآن الكريم''.
الشهادة كان أول زفير ل''فاطمة'' تبعه تكرار الحمد على القرار الذي أبلغها به رئيس الإذاعة، لتبدأ سيدة إذاعة القرآن الكريم الأولى تحقيق الحلم، مع ''عبد البديع القمحاوي'' مقدم برامج الأطفال في الإذاعة حينها، شاركته برنامجه ''براعم الإيمان..أحباب الله''، بفاصل قصير من التسبيح ''سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر'' بدأت به ''فضلوا ده عشان مايبقاش في إثارة والموضوع لسه جديد''، حب العمل ورؤية أولى خطوات الحلم رفعت عنها الرهبة لكن القلق والحرص على عدم الوقوع في أي زلة ظل رفيقها.
مشوار ضم 51 عامًا أمام الميكروفون حمل كثيرًا من المفارقات، تحلت به ''فاطمة طاهر'' بيقين ''إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه''، حلمها بين الإذاعة والتدريس كان، ورغم ذلك الدخول لساحة مبنى الإذاعة لم يكن مرتب له ''لقيت إعلان طالبين مشرف لغوي في البرامج الموجهة''، تقدمت عام 1963 الشابة خريجة الألسن المتقنة للغة الإسبانية، لتبدأ رحلتها التي لم تخل في اليوم الأول من مواقف تدفعها للأمام.
''زميلتي كانت في غزة بتسجل مع قوات الطوارئ الدولية'' كانت ''فاطمة'' قيد التعيين لم تعلم شكل الإذاعة إلا وقت الاختبار الذي واجهته فور تقدمها للعمل، ثلاثة برامج تقدم بالتتابع ''الإسباني، والبرتغالي الموجهة إلى البرازيل، وأخيرًا العربي الموجة إلى أمريكا''، اضطرت المشرفة الشابة في ذلك الوقت الإشراف على جميع المذيعين، البرامج كانت تبث على الهواء مباشرة، انتهى الأول والثاني، وحان وقت البرنامج الثالث لكن المذيع لم يأت بعد؛ تعطلت سيارته بالطريق ولابد من بديل ''مدير البرامج قال لي ذيعي البرنامج بداله'' لم تدرك ''فاطمة'' الأمر ''أذيع إزاي ده أول يوم ليا''.
''هنا القاهرة'' بكيان يملأه رهبة الموقف انطلقت أولى كلمات ''فاطمة'' موجهة إلى أمريكا وباللغة العربية، علامات إشادة ظل يشير بها المهندس الإذاعي الذي اضطر مرافقة المذيعة بالاستوديو لمعاونتها في تقديم الحلقة ''زمان المذيع بيعمل كل حاجة.. يشغل الاسطوانات ويطلع اللحن المميز لكن أنا ماكنتش أعرف أعمل كده وقتها''.
جواب شكر حصلت عليه ''فاطمة'' من مدير البرامج صباح اليوم التالي لتقديمها البرنامج مصحوبًا بكلمات لا تنساها ''أنقذتي الإذاعة''؛ نقشت المذيعة الشابة أولى بصماتها داخل أرجاء المكان الذي كان جزء من حلمها.
إما مذيعة أو مدرسة أطفال تمنت أن تصبح الابنة الثانية لآل ''طاهر''، ما التحق من عائلتها أحد بالإذاعة ومع ذلك لم يعترض أبيها وزوجها على عملها، رغم ما تطلبه لفترة من الوقت الذهاب في وقت متأخر من الليل ''كانت عربية الإذاعة بتيجي تاخدني الساعة 12 بليل وساعات أخلص والنهار طالع مع بتوع اللبن'' تقولها مازحة مدينة بالفضل للزوج الذي ظل خير الرفيق والمعين حتى وفاته العام الماضي، حتى أن ''ماما فاطمة'' –لقبها بالإذاعة- تبدل بها الحال، تأثرت حتى المرض فانقطعت عن الإذاعة من حينها.
حزن انتاب سيدة ''براعم الإيمان'' بعد خطابات أرسل إليها لا تخرج عن سؤال ''إزاي واحدة تقدم في إذاعة القرآن الكريم''، الإسلام أنصف المرأة وكرمها؛ تؤمن ''فاطمة'' بذلك لهذا لم تتخل عن استكمال مشوارها وتحقيق النجاح الذي حدث بالفعل مع أول خطاب شكر لها بعد تقديم حلقات البرنامج وحدها، حيث قرر ''عبد البديع القمحاوي'' ترك البرنامج لشريكته، لتتولى ''فاطمة'' إعداده وتقديمه في شكل جديد.
''كنت بروح لهم في كل حته..النوادي والمدارس..'' تسافر إلى الإسكندرية، والمحلة وكفر الشيخ والمنوفية وغيرها توجهت من أجل نقل صوت الأطفال، مرتلين للقرءان، موجهين أسئلة لضيوف الحلقات من الأساتذة والشيوخ، الأطفال عشق والدة الأبناءالأربعة، دموعهم سهم يقتسمها لا تستطيع الصمود أمامه ''كان في أطفال بيقرأوا القرآن غلط لكن أمام دموعهم مكنتش بقدر ما أسجلش معاهم''، الأناشيد والأدعية كانت وسيلتها كي لا ينكسر خاطر الصغار.
15 عامًا و''فاطمة'' وحيدة بإذاعة ''القرآن الكريم''، ينساب صوتها بتقديم برنامج الأطفال، وكذلك برامج للمرأة أشهر ''نساء مؤمنات''، التي حرصت على تقديمها لإظهار فضل الإسلام ومكانة المرأة فيه عكس ما يحدث بالواقع، وبرامج أخرى ''مساجد لها تاريخ''، حتى بدأ توافد النساء على الإذاعة، تولت تدريبهن، وتوارثن عنها برنامجها وتجددن فيه فبات ''طلائع الإيمان'' يستكمل مسيرة مقدمته، مستقلاً عن البرنامج الأول، ولم تعد سيدة واحدة بل ثمانية ووصل الأمر لترأس ''هاجر سعد الدين'' الإذاعة التي كان دخول المرأة إليها ''ممنوع''.
كثير من الشخصيات لاقت ''فاطمة'' لكنها لا تجد في ذلك مصدر للتباهي، فقط عمل تحبه فمن الطبيعي أن تؤديه بإخلاص، تحتفظ بشرف اللقاء، كلمات ومواقف حدثت به لكن سردها لا يأتي إلا في دائرة حب ذلك الأثير، تتحدث عن استضافة الشيخ ''محمد الغزالي'' ورؤية القاريء ''عبد الباسط عبد الصمد''، والمناضل الكوبي ''جيفارا؛ جمعتها الصدفة به بعد تغيبت المذيعة المقرر أن تدير اللقاء، نابت عنها ''فاطمة''، كلمات خرجت من المناضل عن أمريكا، ارتابت المذيعة لتوتر العلاقات بين البلدين الكوبي والأمريكي، الحوار كان مسجلاً، تحدثت إلى مديرها عن شكوكها في إلحاق الضرر بمصر، ورغم إخباره لها بالحل ''قبل الكلام ده قولي عملا بحرية الرأي وإن مصر على الحياد''، غير أنها لم تطمأن إلا بعد إذاعة الحوار.
في منزلها بمدينة نصر تمكث المذيعة سيدة ''براعم الإيمان''، وقد ناهزت الثامنة والسبعين من عمرها، تلتمس دفء الإذاعة وأطفالها في الأحفاد، تقص عليهم الحكايات، يطالبونها بالحديث عن عملها، تعلم أن الأمر بالنسبة لهم ''قصص''، أما هى فتاريخ تدعو الله أن يبقيها إياه ومن قبله حب الناس، تروي لهم في خجل عن شخصيات جمعها بهم الميكروفون أو طرقة الإذاعة، ينشرح صدرها بلقاء ''حسام'' صديق البرنامج المداوم على الاتصال بها مذكرًا لها بيوم العيد قبل ثلاثين عامًا حينما سجلت معه ''تكبيرات الإحرام، وتبتسم بتذكر صوت الصغير الذي لاقته بمدرسة في ''المنيل'' فباغتها بكلمات لازال رنين لحنها يطربها ''أحمد يا حبيبي ..أمن وسلام دنيا الإسلام''.
الإذاعة في ذكراها ال80.. توتة توتة ''مفرغتش'' الحدوتة
الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي.. الأديب الذي سرقه الإعلام.. (حوار)
مصراوي داخل إذاعة القرآن الكريم.. لمّا بدا في الأفق ''نور''
مصراوي يرصد قصة "هنا القاهرة".. على أثير "الحنين" يتوقف مؤشر العاصمة
في ذكري إنشاء الإذاعة .. أصحاب الأثير الإلكتروني ''على الحلم باقون''
الإذاعة.. ''حياة'' لمن ينادي
''سعيد'' .. 60 سنة راديو سمع وبيع
عملاق الإذاعة ''بابا شارو'' .. حكاية مذيع المصادفة ''بروفايل''
راديو ''انتيكة '' معبود الجماهير.. ''قصة للأطفال''
''ساعة لقلبك''.. فاكهة الإذاعة المصرية
عبد الخالق يحييكم من داخل السجن: ومن الراديو ''حياة''
إذاعيون يكتبون لمصراوي عن عملهم بالإذاعة المصرية
''نضال'' الأزهري.. الحياة من خلال إذاعة القرآن
مستمعون يكتبون عن "نوستالجيا" الإذاعة المصرية
حازم دياب يكتب: هوامش عن فائدة السمع في ذكرى انطلاق الإذاعة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.