بالصور.. ''الأسبوع الأسود''.. لسه نضال الطلبة في الشارع

خافوا أن يتحول أصدقائهم إلى أرقام، سجلات تحفظها الدولة لفلان الفلاني المُعتقل، لم تسلم جامعة منهم من السوء، رغم أن جامعة القاهرة هي البطل في عدد الطلاب الذين سقطوا هذا العام واعتقلوا، إلا أن الجامعات الخاصة دخلت في المنافسة، بين البريطانية، الأمريكية، الألمانية والمعهد التكنولوجي العالي للهندسة، دفع كل منهم ثمن تظاهراتهم اعتقال أصدقائهم، رغم أن بعضهم لم يشارك في تلك التظاهرات، فلم يكن من الطلاب إلا أن حاولوا إبقاء سيرة من في السجون حية، إلا أن يخرجوا منها.
''الأسبوع الأسود'' هو اسم الفعاليات التي أطلقها مجموعة من الطلاب من أكثر من جامعة خاصة، يبتغون بها عدة أهداف، أهمها الإفراج عن زملائهم المعتقلين، إسقاط قانون التظاهر، ومحاولة تجميع توقيعات لإجراء امتحاناتهم داخل المعتقل في حالة عدم الخروج، بدأ الأسبوع الأحد ويستمر حتى الخميس، يتضمن بشكل يومي فعالية مختلفة في الجامعات المشاركة بشكل متزامن وموّحد.
''أحمد أبو زيد'' أحد منسقي الفعاليات وطالب بالجامعة البريطانية، قال إن الفعالية الأولى كانت وقفة احتجاجية داخل الجامعة تنادي بالإفراج عن المعتقلين ''عملنا الفعالية في مبنى طب أسنان لأن الطلبة المعتقلين اللي في الجامعة بتاعتنا منها''، أربعة هو عدد الطلاب المعتقلين من الجامعة البريطانية، تم القبض عليهم بشكل عشوائي على حد قول ''أبو زيد''، ''مش كلهم كانوا في مظاهرة فيه جزء اتقبض عليه ومكنش مشارك في مظاهرات''.
لم تتضمن الفعالية الوقفة الاحتجاجية فقط، بل توزيع البيان المشترك بين الجامعات المختلفة، والذي ندد بالاعتقالات وحدد الفعاليات التي سيتم إقامتها خلال الأسبوع، بداية من الوقفات الاحتجاجية، ومرورًا بسلاسل بشرية داخل الجامعات للتعريف بقضايا المعتقلين وحتى الخميس القادم الذي سيشهد اجتماع الطلاب على سلم نقابة الصحفيين مع أهالي المعتقلين لعمل وقفة سلمية.
''تواصلنا مع حملة امتحنوا المعتقلين وعملنا الإجراءات اللازمة عشان صحابنا يمتحنوا ولسة مستنيين''، لا يعرف طالب الهندسة على وجه التحديد نتيجة مساعيهم، فالرد لا يأتي من النيابة إلا وقت الامتحان ''لئما، التعامل الأمني داخل الجامعة مع فعاليات الطلبة لم يحمل تجاوزًا على حد قول ''أبو زيد''، ''بقالنا 3 سنين بنتظاهر جوة الجامعة فمحدش بيعترض واحنا عارفين الأمن هناك''.
''كسر حاجز الخوف لدى الناس هو الهدف الأعظم لأسبوع الشباب الأسود ''عايزين نفهم الناس العادية إن فيه ظلم واقع وفيه طلبة في السجن ونقولهم إن لسة فيه ناس بتعترض على الظلم اللي حاصل حاليًا''.
لم تأتِ تسمية الأسبوع بالأسود من فراغ ''صحابنا الفترة اللي فاتت خدوا أحكام كلهم بخمس سنين و100 ألف جنيه غرامة والأحكام كانت صادمة جدًا''، حدث ذلك على مستوى أكثر من جامعة، وليست البريطانية فقط، فتحولت الأيام الماضية لفترة عصيبة يمر بها زملاء المعتقلين، بعد ما توقعوا خروج أصدقائهم في أقرب فرصة قبل الامتحانات وهو ما لم يحدث.
جامعة القاهرة خرجت من سياق ذلك الأسبوع بسبب امتحانات الفصل الدراسي الثاني، بينما ستبدأ اختبارات الجامعات الموقعة على البيان الأسبوع القادم، هذا ما دفع طلاب المعهد التكنولوجي العالي للهندسة، بفرعيه العاشر من رمضان و6 أكتوبر للمشاركة، حيث اُعتقل من فرع العاشر 17 طالب، ومن أكتوبر 9.
الراية التي يجتمع تحتها الطلاب واسعة -على حد قول ''إبراهيم فاروق'' عضو اتحاد معهد العاشر، لا تلفظ أي اتجاه سياسي آخر، طالما أنه لن يتم رفع أي علامات لأي اتجاه سياسي أو حزبي ''بنرحب بكل الناس معانا في الفعاليات بس من غير أيدولوجيات شخصية'' ، كما أن مطالبهم تتضمن إخراج طلاب الإخوان المعتقلين ''احنا بنطالب بخروجهم زي التانيين لأنهم طلاب في الآخر ملناش دعوة باتجاههم السياسي''.
''عبدالله البغدادي'' و''عبد الرحمن الغندور''، هما الطالبان المعتقلان من الجامعة الأمريكية، حُكم عليهم بخمس سنوات، بينما شاركت الجامعة في الفعاليات، بدءًا بالوقفة، بالإضافة لعمل إضراب جزئي عن الدراسة، على حد قول ''أمنية فراج''، الطالبة بكلية الإعلام بالجامعة، وأحد منسقي الفعاليات ''في أساتذة استجابوا للإضراب وقالولنا هنلغي الغياب ليكوا وفيه قالوا لأ''، بينما رحب البعض بما فعله الطلبة أكثر من غيره ''فيه دكتور سياسة شجعنا وقالنا إنكوا كدة بتمارسوا اللي بندرسه في العلوم السياسية في الكلية ودة حقكوا''.