شهدت مصر في الآونة الأخيرة حالات عنف متكررة ضد الأطفال، حيث جاء في تقرير المجلس القومى للطفولة و الأمومة، إنه خلال أسبوعين فقط من شهر إبريل الجاري تم رصد 34 حالة عنف ضد الأطفال ،منها احدى عشر حالات قتل ، و 8 حالات اعتداء جسدي ، و7 حالات إهمال نتج عنه قتل أو إصابات للأطفال ، بالإضافة الى5 حالات خطف وإتجار بالأطفال ، وحالتين اغتصاب ، وحالة تعذيب واحدة. . من جانبها، صرحت عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، في تصريحات لمصراوي، أن التقرير بيّن تزايد حالات العنف ضد الأطفال بصورها المختلفة ، وان حالات قتل الأطفال كانت أعلى نسبة من إجمالي حالات العنف التي يتعرض لها الأطفال وبلغت 31.8%، وتلتها حالات اغتصاب الأطفال بنسبة 23.2% من إجمالي الحالات. ووصفت الناشطة الحقوقية داليا زيادة التقرير الصادر عن المجلس، بأنه غير صادم بالمرة بل أن هناك حالات اكثر من ذلك و لكن لم يتم توثيقها بشكل سليم . وأضافت ل''مصراوي''، أن هذه الحوادث متكررة بشكل يومى ومشيرة الى أنه فى الماضى لم تكن تعلن او يتم التحدث عنها، اما الان فالمجتمع اصبح اكثر جرأة حتى الضحية اصبحت تجهر بآراءها ، مؤكدة على ان السبب فى زيادة حالات العنف هو غياب العقاب ، بالإضافة الى غياب وجود قانون لحماية الأطفال . و أشارت إلى انه يجب وجود توعية قوية للأهالي و المسؤولين بالنسبة للجرائم التي تحدث للأطفال، و كيفية التصدي لها و خصوصاً ان جريمة التحرش الجنسي بالأطفال أصبحت ظاهرة بشكل كبير داخل المجتمع ،مشددة على ان هذا التقرير بمثابة دافع ومبرر قوى لكى يستخدم الرئيس سلطاته و يصدر قوانين رادعة للعنف ضد الأطفال ودون انتظار البرلمان لتشريع تلك القوانين. عقوبة الإعدام و من جانبه، أوضحت دعاء عباس، عضو الجمعية القانونية لحقوق الطفل و الأسرة، انه بعد ثورة 25 يناير زادت حالات الاغتصاب للأطفال و ان السبب فى ذلك هو الانفلات الأمنى فى الدرجة الاولى، و يليه الانفلات الأخلاقى معللة ذلك أن المجتمع لا يدرك المعنى الحقيقي لكلمة الحرية. و اشارت إلى أنه يجب تطبيق القانون أولاً ويليه بعد ذلك دور الأسرة و المدرسة و منظمات المجتمع المدني و وزارة الداخلية، وتابعت: يجب تضافر كل الجهود فى الجهات المعنية للقضاء على العنف ضد الأطفال . و أكدت على أن الفن لديه تأثير كبير فيما يتعلق بقضايا الاغتصاب و التحرش الجنسي داخل المجتمع، مشيرة الى ''أن فيلم ''حلاوة روح'' لا يعبر إلا على تدنى الاخلاق و يعتبر جريمة للاستغلال الجنسى للأطفال، فهو يمثل علاقة لامرأة بطفل و هذا ضد جميع الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل''. وقالت: يجب عمل ندوات لتوعية القائمين فى مجال صناعة السينما بحقوق الطفل، فالدستور قد كفل حق حرية الإبداع و لكن القيود مطلوبة فى حالة معارضة القانون . و شددت على انه يجب أن ىكون هناك عقوبات رادعة بداخل القانون المصرى، كعقوبة الإعدام لمرتكبي جريمة اغتصاب الاطفال، مضيفة أن المشكلة فى التنفيذ و ليس تشريع القوانين تحريض الإخوان على العنف في السياق ذاته، قال نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إن الاطفال اصبحوا أداة فى أيدى المجرمين و تجار المخدرات، وأن العنف ضد الأطفال لا يتمثل فى العنف المادى او الجسدي فقط بل عنف فكرى و مجتمعي، ومثال على ذلك ما تفعله جماعة الاخوان المسلمين و تحريض الاطفال و الصبية للإضرار بالمال العام و استخدامها للأطفال كدروع بشرية فى ميدان رابعة سابقاً ،فكل هذه دلائل على العنف المجتمعي للأطفال. وطالب حبرائيل في تصريحات لمصراوي، تفعيل مواد الدستور الجديد الخاصة بالطفل لحماية الأطفال من كل انواع العنف، و إعادة النظر فى قوانين الطفل ، بالإضافة الى إصلاح منظومة التعليم ككل و تغيير المناهج المحرضة على العنف ، و تضافر جهود مؤسسات التنمية و الشئون الاجتماعية. واقترح رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، وزارة للطفولة و الأمومة بها مؤسسات و خبراء في أمور الطفل.