قال رئيس أوكرانيا المؤقت أوليكسندر تيرتشينوف إن البلاد ستركز جهودها على التقارب مع الاتحاد الاوروبي. وأضاف الرئيس المؤقت انه ''مستعد للحوار'' مع روسيا، التي كانت تؤيد سلفه، الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش. وقال في خطاب بثه التلفزيون المحلي ''علينا العودة الى الاسرة الأوروبية.'' من جانبها، اعلنت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتن عن نيتها التوجه الى العاصمة الأوكرانية كييف يوم الاثنين لبحث الدعم الذي يمكن للاتحاد تقديمه لأوكرانيا ''لاجل التوصل الى حل نهائي للازمة السياسية والخطوات الواجب اتخاذها لاعادة الاستقرار الى الاقتصاد الأوكراني.'' وقال أوليكسندر تيرتشينوف إنه يريد لعلاقات أوكرانيا مع روسيا أن تبنى ''على اسس جديدة وعادلة ومتكافئة، تأخذ بعين الاعتبار الاختيار الاوروبي لأوكرانيا.'' وكانت روسيا قد عبرت عن عدم رضاها عن الاحداث الاخيرة في كييف، إذ قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف إن المعارضة الأوكرانية ''قد استولت على السلطة في كييف ورفضت القاء السلاح وفضلت سلوك درب العنف.'' واتهم لافروف أوكرانيا مجددا بالانحراف عن اتفاق السلام الذي تم توقيعه يوم الجمعة الماضي. واستدعت موسكو سفيرها لدى أكرانيا من أجل التشاور بشأن ما وصفته موسكو الوضع المتدهور في كييف. وتم الاعلان عن القرار عبر موقع وزارة الخارجية الروسية، وجاء فيه ''نظرا لتدهور الموقف في أوكرانيا وضرورة تحليل الوضع من كل جوانبه، تقرر استدعاء السفير الروسي لدى أوكرانيا ميخائيل زورابوف الى موسكو.'' يأتي ذلك فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية الدولية من أجل تأمين الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. وأعلن وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن دعمه لتعيين البرلمان الأوكراني أوليكسندر تيرتشينوف رئيسا مؤقتا للبلاد. كما أعرب كيري عن أمله في أن تقدم روسيا المساعدة لأكرانيا للخروج من أزمتها أكثر قوة واتحادا. مساعدات قال الاتحاد الأوروبي انه مستعد لتوفير مساعدات مالية كبيرة لأوكرانيا بمجرد تشكيل حكومة ديمقراطية. وخلال مشاركته في قمة دول مجموعة العشرين بمدينة سيدني الاسترالية، قال مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي أولي رين إنه من المهم توفير ما سماه أفقا أوروبيا واضحا للشعب الأوكراني، بعدما أظهر التزامه بالقيم الأوروبية. ومن جهته، أعلن وزير الخزانة الأمريكي جاكوب ليو أن بلاده على أهبة الاستعداد لتقديم العون لاوكرانيا. رئيس مؤقت وكان نواب البرلمان في أوكرانيا قد عينوا رئيس البرلمان تيرتشينوف رئيسا مؤقتا للبلاد. وجاء ذلك فيما الغموض ما زال يكتنف المكان الذي ذهب إليه الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، غداة فراره من كييف، في غمار موجة احتجاجات واسعة النطاق. وقد أطل يانوكوفيتش بعد ظهر أمس من على شاشة محطة تليفزيون محلية، ليعلن رفضه قرارعزله، واعتبر ذلك انقلابا. وما زال الآلاف من المتظاهرين المعارضين يعتصمون في ميدان الاستقلال وسط العاصمة منذ الاعلان عن اتفاق مع المعارضة. واوردت تقارير بأن قوات حرس الحدود في مطار دونتسك منعت طائرة كان يستقلها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من المغادرة. وحدد البرلمان 25 مايو موعدا لإجراء انتخابات رئاسية جديدة. ويوم أمس السبت ألقت رئيس الوزراء السابقة، يوليا تيموشنكو، فور الإفراج عنها، خطابا في ميدان الاستقلال تفاعل معه الجمهور بحماس. وطالبت رئيسة الوزراء السابقة، زعيمة المعارضة، انصارها بعدم مغادرة الميدان حتى انعقاد الانتخابات الرئاسية. ونبهت تيموشينكو إلى أنه لا ينبغي أن يعتقد المحتجون أن دورهم انتهى، قائلة: ''ما لم تتموا عملكم، ينبغي ألا يترك أحد الميدان، لأنه لا أحد باستطاعته القيام بهذا العمل، الدول الأخرى لا تستطيع القيام بما قمتم به، وتخلصنا من هذا الورم السرطاني''. وقد أفرج عن تيموشينكو بقرار صدق عليه البرلمان الجمعة. وقد حكم عليها عام 2011 بالسجن سبعة أعوام بعد إدانتها بإساءة استخدام السلطة. ووصف ترشينوف تشكيل حكومة ائتلافية بأنها من ''أولويات المرحلة''. وقال فيتالي كليتشكو زعيم المعارضة أمام البرلمان ''ليس لدينا الكثير من الوقت''. وألمح لبي بي سي إنه سيخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايوالمقبل. وقال ''أريد أن اجعل من اوكرانيا دولة أوروبية متطورة وإذا كان منصب رئيس الجمهورية سيمكنني مكن ذلك فسأبذل قصارى جهدي للفوز به''. وتسيطر المعارضة عمليا على العاصمة والبرلمان فقد دخل المتظاهرون باحة قصر الرئاسة دون أن يعترضهم أحد. وقالت متحدثة باسم الرئيس الأوكراني إنه لا يعترف بالقرارات الصادرة عن البرلمان. وفي خطاب تلفزيوني في وقت سابق السبت، أكد يانوكوفيتش على أنه يسعى ''لحماية الشعب'' وإنه ''لن يدخر أي جهد لإنهاء الاقتتال''. واتهم يانوكوفيتش البرلمان باتخاذ إجراءات غير قانونية بانتخابه رئيسا جديدا للبرلمان وإصدار قرار بالإفراج الفوري عن المعارضة البارزة يوليا تيموشينكو. وأضاف أنه جاء للحكم بانتخابات شرعية وأنه لن يترك البلاد ولن يستقيل. وتفيد تقارير بأن يانوكوفيتش موجود في مدينة خاركيف شرقي البلاد، القريبة من الحدود الروسية.
