أكد ناشطون ومدونون عرب في اختتام ''ملتقى المدونين العرب'' في عمان انهم يواجهون ''هجمة غير مسبوقة'' وتحديات تقيد الحريات في بلدانهم تتجاوز ما كانت عليه قبل ''الربيع العربي''. وقال هشام المرآة، مدير ''الأصوات العالمية'' في ختام الملتقى أن ''الانظمة والمصالح المرتبطة بها أدركت بعد الثورات العربية أن الانترنت قد يشكل خطرا عليها''، مضيفا ان ''جهودا كبيرة تبذل لإعادة إنتاج قوانين قمعية كوسيلة لفرض الرقابة وخنق حرية التعبير على الانترنت''. واعتبر ان ''هناك اليوم هجمة غير مسبوقة على الناشطين عموماً والناشطين الرقميين خصوصاً''، لافتاً خصوصا إلى باسل الصفدي وعلاء عبد الفتاح ''اللذين تم اسكاتهما، ليس لأنهما ارتكبا جريمة لكن لأن وجودهما في حد ذاته يشكل خطرا على تلك الأنظمة''. والصفدي (33 عاما) ناشط سوري معتقل في سورية منذ ربيع عام 2012، وعبد الفتاح (33 عاما) ناشط وحقوقي مصري معتقل منذ نوفمبر 2013 لتظاهره ضد الدستور المصري الجديد. و''الاصوات العالمية'' هي شبكة عالمية من المدونين والصحافيين والناشطين الذين يتابعون وينقلون ما يحدث في فضاء المدونات في العالم. ويقول محمد الجوهري، ناشط من مصر، لوكالة ''فرانس برس'' ان ''التحديات الآن اصعب وتختلف عما كانت عليه قبل الثورات، نشطاء الانترنت في بداية الربيع العربي كانوا اكثر تنظيما وترابطا ولديهم وضوح في الرؤية وكانت السلطات تستخف بهم''. واضاف: ''الوضع الآن أصعب بكثير لان الحكومات العربية الآن تعلم أن ناشطي الانترنت بامكانهم احداث تغيير وبات هناك ترصد للناشطين وبالتالي يجب ان يكون لدينا وسائل مختلفة لمواجهة هذه التحديات''. اما مارسيل شحوارو، المدونة السورية، فتقول: ''كنا نتوقع في بداية الربيع العربي اننا سنحصل على حقنا في حرية التعبير بكبسة زر لكننا اخطأنا''. وتضيف ان ''واقع الحال يقول أن أي ديكتاتورية اصبحت تعلم انها بسيطرتها على نشطاء الانترنت تستطيع ان تسكت صوتا مهما وبالتالي فان اي ديكتاتور سيرصد ويعتقل ويكم افواه الناشطين والمدونين''. واشارت الى ان ''الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مثلا استخدمت الاساليب نفسها التي اتبعها النظام السوري ضد الناشطين والمدونين وكل منتقديه''. من جهته، قال مغني الراب المغربي معاذ بالغوات (26 عاما) الملقب ب''الحاقد'' لفرانس برس ان ''هناك تراجعا خطيرا في الحريات عقب انطلاق الثورات العربية لان الحكام الذين بقوا في منصبهم شددوا من قبضتهم''. واضاف: ''عندنا في المغرب مثلا ترى تعديلات دستورية شكلية لتلميع الصورة للخارج وبالمقابل هناك قمع غير مباشر للحريات''. وروى يالغوات كيف سجن مرتين عامي 2012 و2013 لأجل اغنية ''اضرب وقيس'' المناهضة للحكم والتي ردد اجزاء منها خلال جلسات ''ملتقى المدونين العرب''. وناقش نحو 70 مدوناً وناشطاً من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الملتقى الذي استمر اربعة أيام دورهم في المنطقة والتحديات التي تواجههم بعد ثلاثة اعوام على ''الربيع العربي''. وقالت ليلى نشواتي، وهي كاتبة وناشطة سورية تحمل الجنسية الاسبانية، لفرانس برس: ''قضيتنا واحدة وهدفنا مشترك ويجب ان نتعلم كيف ندافع عن قضيتنا وعن انفسنا أيضا''. واضافت: ''قبل ثلاث سنوات كان لدينا اهداف مشتركة وواضحة، الآن التركيز بات ينصب على مشاكل محلية اكثر فأكثر، في كل دولة ثم في كل مدينة بل في كل حارة، والخوف من ان نفقد قضيتنا المشتركة مستقبلا''. واشارت الى ان ''هذا الملتقى جاء ليحارب الانقسام بيننا لان قضيتنا مشتركة وواحدة ضد الديكتاتوريات ولاجل الحريات، خصوصا حرية التعبير سواء عبر الانترنت او في الواقع''. واعتبرت النشواتي ان ''المدون جزء من المجتمع ومجتمعاتنا حاليا تواجه تحديات وضغوطا كبيرة ولكنني متفائلة بالمستقبل''. وكان بيان صادر عن الملتقى اشار الى ''تصاعد موجات إصدار القوانين المناهضة للحريات، بالإضافة إلى القوانين التي تحد من حرية التعبير على الإنترنت، مما يؤدي إلى تعرض مستخدمي الإنترنت إلى تهديدات التحقيق والسجن''. واكد ان ''عدم وضوح الرؤية بالنسبة للمستقبل والاستقطاب السياسي ادى إلى جعل الانتقال إلى الديموقراطية أكثر صعوبة ويصاحبه الكثير من المشاق، خاصة للنشطاء والمدونين، والذين ساعدوا ودعموا الحركات التي ساهمت في الثورات العربية''. وعقد المدونون العرب ملتقاهم السابق في تونس العام 2011، وسبقه لقاءان في لبنان العامين 2008 و2009.