نهاية كل عام وبداية العام الذى يليه لطالما ألهمت واستوقفت الكثير من الباحثين والكُتاب والصحفيون ووسائل الإعلام لمراجعة العام الذى مضى والتوقف عند أبرز أحداثه واسترجاع شريط ذكريات عام كامل بحلوه ومره وإنجازاته وإبداعاته. عام 2013، يراه البعض أنه كان عامًا مميزا على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية ، ويراه البعض الآخر أنه عام كارثي على جميع المستويات. شهدت مصر فى عام 2013، أًحداثًا كثيرة ومهمة على الصعيد السياسي أبرزها سقوط الدكتور'' محمد مرسي ''عقب تظاهرات شعبية في يونيه الماضي ،على إثرها تولى الحكم رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار ''عدلي منصور'' . ومع أول خطاب لرئيس مصر الجديد بدأت وسائل الإعلام والكُتاب والصحفيون والأطباء النفسيون وأهل الاختصاص بعمل مقارنات بين خطابات كل منهما ، من حيث العبارات المستخدمة والحالة النفسية أثناء إلقاء الخطاب. نتناول في هذا التقرير حصاد عام أ2013 للخطابات الرئاسية لكل من الدكتور'' محمد مرسي ''والمستشار'' عدلي منصور'' ، ووجهة نظر إعلاميين و استشاريين فى الطب النفسي ، وهل كانت تحفظ للدولة هيبتها ؟ محمد مرسي ألقى الدكتور محمد مرسي، فى النصف الأول من العام ،خمسة عشر خطاباً فى عدة مناسبات ومحافل دولية مختلفة،وهى على النحو التالي: الخطاب الأول:'' 24يناير'' بمناسبة الذكرى الثانية لثورة الخامس والعشرون من يناير والمولد النبوي بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر. الخطاب الثاني: ''6 فبراير '' فى افتتاح منظمة المؤتمر الإسلامى بالقاهرة . الخطاب الثالث: ''18 مارس '' ألقى كلمة بمناسبة منحه الدكتوراه الفخرية من الجامعة الوطنية بباكستان. الخطاب الرابع: ''21مارس '' الاحتفال بعيد المعلم بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر. الخطاب الخامس:'' 22مارس '' كلمة أمام قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة بمقر المنطقة المركزية بالعباسية. الخطاب السادس: ''26 مارس'' ألقى كلمة خلال القمة العربية الرابعة والعشرون بالدوحة. الخطاب السابع:''11إبريل '' ألقى كلمة أمام أساتذة الجامعات وعدد من العلماء، بمناسبة عيد العلم، بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر. الخطاب الثامن:'' 1 مايو '' ألقى كلمة أمام عمال الحديد والصلب ، بمناسبة عيد العمال، بمجمع الحديد والصلب بحلوان. الحطاب التاسع:'' 15 مايو'' ألقى كلمة وسط حقول القمح بمناسبة الاحتفال بموسم حصاد القمح ، ببرج العرب بالإسكندرية. الخطاب العاشر: ''22مايو '' ألقى كلمة عقب عودة الجنود المختطفين بشمال سيناء. الخطاب الحادي عشر: ''25 مايو '' ألقى كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الاستثنائية الإفريقية. الخطاب الثاني عشر: 10'' يونيه'' ألقى كلمة أمام عدد من رجال الدولة بخصوص أزمة ''سد النهضة الإثيوبي '' الخطاب الثالث عشر:'' 15 يونيه '' ألقى كلمة وسط الآلاف من أنصاره ، لنصرة الثورة السورية. الخطاب الرابع عشر: ''26يونيه '' ألقى خطاباً بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر ، لعرض كشف حساب بمناسبة مرور عام على توليه الحكم الخطاب الخامس عشر: ''2يوليو'' ألقى كلمة إلى أنصاره عقب تظاهرات 30 يونيه، يطالبهم بالنزول للحفاظ على الشرعية. عدلي منصور ألقى المستشار ''عدلي منصور'' فى النصف الثاني من عام ألفين وثلاثة عشر ، خمسة خطابات فى مناسبات مختلفة، على النحو التالي : الخطاب الأول: ''3يوليو'' بعد حلف اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد أمام المحكمة الدستورية العليا بالمعادي الخطاب الثاني: ''18 يوليو'' بمناسبة إحياء ذكرى العاشر من رمضان ، بقصر الاتحادية بمصر الجديدة. الخطاب الثالث:'' 7 أغسطس'' ،بمناسبة عيد الفطر المبارك ، بقصر الاتحادية ، بمصر الجديدة. الخطاب الرابع: ''5 أكتوبر'' بمناسبة مرور أربعين عامًا على ذكرى انتصار أكتوبر، بقصر الاتحادية ، بمصر الجديدة. الخطاب الخامس:'' 14ديسمبر'' ، فى افتتاح احتفالية تحديد موعد الاستفتاء على الدستور. رأي خبراء الإعلام قال الدكتور حسن عماد مكاوي - عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة - إن خطابات الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي كانت دائمًا تستخدم استمالات عاطفية تحاول أن تجذب أكبر عدد من الجماهير لصالح دعم جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية. وأضاف مكاوي فى تصريحات ''لمصراوي'' أن الخطابات كانت تنطوى على ألفاظ غير معتادة من جانب رئيس يمثل كيان الدولة الرسمي وتستخدم فيها ألفاظ غير مقبولة مثل '' الحارة المزنوقة'' و''القرد والقرداتي'' وغيرها من الألفاظ ، مضيفًا أن هذه الألفاظ لا تليق برئيس جمهورية عند الاستخدام. وأشار عميد كلية الإعلام، إلى أن الخطابات كان يتم إلقاؤها فى المساء المبكر أوالصباح المبكر من اليوم التالي ،وكانت تستغرق وقتًا طويلاً للغاية ، من ما ينم على عشوائية وقدر كبير من الارتجال وعدم تحديد أهداف الخطاب بشكل كبير، مؤكدًا أن الخطابات كانت تفتقد إلى رؤية واضحة للواقع واستشراف جوانب المستقبل. فيما يتعلق بخطابات المستشار عدلي منصور، قال مكاوي إن الخطابات اتسمت بالقِصر والتوجه المباشر ومخاطبة العقل والمنطق واستخدام كلمات حاسمة لاتقبل التأويل أو التبديل وأن الكلمة ليس لديه سوى المعنى الواحد الذي يقصده بالفعل. وأشار مكاوي إلى أن خطابات الرئيس المؤقت تستخدم عبارات موجزة ومؤثرة ومتجهة مباشرة إلى الهدف، مضيفاً أن هذه النوعية من الخطابات التي تضفي طابعًا من الجدية والاحترام و تُعبر عن كيان رئيس الدولة. وتابع عميد كلية الإعلام أن هناك فرقًا بين من يستخدم الاستمالات العاطفية من أجل الحشد وكسب أكبر عدد من الجمهور بشكل وقتي قصير الأمد ، وبين من يوجه خطابات قصيرة عقلانية مباشرة تستهدف التأثير في الناس ولكن على المدى البعيد. رأي الطب النفسي قال الدكتور خالد صبري - استشاري الطب النفسي - أن القوانين العامة التي تحكم الخطابات تقوم على ما يلفظه اللسان وترتيب الأفكار والقدرة على التعبير والسمات الشخصية التي تظهر في لغة الجسد عن طريق تلميحات الوجه وحركات اليدين أثناء الخطاب ،والقدرة عن نقل الفكرة المكتوبة بشكل يعبر عن أفكار وشخصية القائم بالخطاب. وأضاف صبري فى تصريحات ''لمصراوي'' أن الخطابات الرئاسية التي تكتب للدكتور محمد مرسي كانت تكتب بصيغة الأمر لذلك كان يكرر كلمات بعينها أكثر من مره وكانت اشبه بخطيب الجمعة، على حد قوله. وتابع صبري أن الرئيس المعزول كان يفتقد فى جميع خطاباته القدرة على الثبات الانفعالي وقد ظهرت بوضوح فى آخر خطاب له المعروف إعلاميًا بخطاب ''الشرعية'' الذي قام فيه بتكرار الكلمة أكثر من مرة والتركيز على الكلمات التي لها مدلول عملي وترك المدلول اللفظي، مثل ''أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة '' ''سنة واحدة كفاية '' ويقصد بها المعارضة،لإقناع الشعب أنه مازال مسيطرًا على مقاليد الحكم، والحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا، وهذا يثبت مدى الاهتزاز النفسي الذي كان يظهر عليه في خطاباته. وأشار صبري إلى أن لغة الجسد عند الدكتور محمد مرسي، كانت زائدة عن الحد با ستخدم العين واليدين وتكرار الحركات أكثر من مرة ليثبت للشعب أن قراره نابع منه ويثبت لنفسه أنه قادر على السيطرة ، وهذه الطريقة يعلمها جيدًا الأطباء النفسيون ، مؤكدًا أن محمد مرسي، كان بعيدًا تمامًا عن دلالات الرئاسة والزعامة من حيث الخطابة، وعادًة ما تكون كلمات الرئيس أو الزعيم محسوبة و محسومة وحازمة ومقنعة وهذا ما كان يفتقده في خطاباته. فيما يتعلق بالرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، قال صبري، إن الرئيس المؤقت يتحدث بشكل منظم ومرتب وواضح ومحدَد ومُحدِّد، و يجيد نطق الكلام بشكل صحيح يعطيه المدلول اللفظي السليم،مؤكدًا أن لغة الجسد وتعبيرات الوجه وحركات اليدين محدودة للغاية وبشكل أقل من المطلوب. وأضاف صبري أن المستشار عدلي منصور، يمتلك ثباتًا انفعاليًا جيدًا جدا ولا يتفاعل مع الأحداث بشكل انفعالي ، لديه القدرة على التحكم في نفسه بشكل كبير ،مشيرًا إلى أن كل هذه القدرات تُعد من سمات الشخصية ،ويرجع ذلك إلى معرفة دوره كرئيس مؤقت وأنها مسألة وقت ثم يعود بعد ذلك إلى منصة القضاء.