تحتفل طائفة الأقباط" الكاثوليك" غدا الأربعاء 25 ديسمبر بعيد ميلاد السيد المسيح، كما يحتفل الأقباط الأرثدوكس بعيد الميلاد في 7 يناير المقبل. وكعادة كل عام ،يُثار الجدل بين السلفيين والإخوان في التأصيل الشرعي لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد؛ الا أن الخلاف في هذا العام له مذاق سياسي ، حيث أبدي تحالف دعم الشرعية استعداده لوقف التظاهرات المواكبة لأعياد الميلاد . وعلي ما يبدوا أن مشهد حادث كنيسة القديسين في يناير 2011 مازال عالقاً في الأذهان في بداية مطلع كل عام. حيث قدم ما يسمى "تحالف دعم الشرعية"، التهنئة للأقباط بعيد الميلاد. وقال التحالف في بيان له إنه بالرغم من حالات القمع ومباركة البابا توا ضروس لما وصفوه ب"الانقلاب"، فإن التحالف يقدم التهنئة للأقباط بمناسبة عيد الميلاد. وأبدى التحالف، استعداده لوقف مظاهرات التحالف المواكبة لاحتفالات مسيحيي مصر لدحض الفتن وتفويت الفرصة على ما وصفهم ب"الانقلابين" الذين يريدون الشر بمصر وتابع البيان : إنهم يتقدمون بالتهنئة لأبناء مصر من الأشقاء المسيحيين بمناسبة ذكرى مولد المسيح عليه السلام، الذي لا يعي الانقلابين معنى وقيم رسالته السمحاء. وأضاف: "كنا نحرص على حضور بعض منا للتهنئة في كنائس مصر لكن ظروف الملاحقات والقمع الأمني لأبرز قيادات التحالف الذين اعتادوا الحضور تمنع ذلك وتحول دونه". "استنكار" وفي اول رد فعل سلفي علي هذه تهنئة التحالف للأقباط ،عادت موجة الجدل بين السلفيين والإخوان ، حيث أكد الدكتور احمد عبدالحميد عضو مجلس شوري الدعوة السلفية اندهاشه من هذه التهنئة. وتساءل عبدالحميد في تصريحات صحفية ،الثلاثاء، كيف أن الإخوان وحلفاءهم يستخدمون هذه اللغة الودية المتعطفة مع النصارى في تهنئتهم بعيد يتناقض مع عقيدة المسلمين. وهاجمت الصفحات الرسمية للدعوة السلفية تهنئة التحالف للأقباط حيث ابدوا استنكارهم من صياغة بيان التحالف ونيته للذهاب الي الأقباط لتهنئتهم في حين أنهم يقذفون الشيخ يتسر برهامي مؤسس الدعوة السلفية بأبشع الألفاظ-علي حد قولهم من جانبه قال الشيخ ناصر رضوان الداعية السلفي ، في تصريحات لمصراوي ، اننا نتعجب من وصف بعض الإخوان لأبناء الدعوة السلفية بالمنافقين لصور للشيخ ياسر برهامي مع القساوسة بينما يهنئ قادتهم القساوسة رغم أنه لا يجوز شرعاً تهنئتهم لأننا لا نهنئ أحداً يدعي أن لله ابنا أو زوجة. "المفتي يهنئ الأقباط" من جانبه، أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن ميلاد السيد المسيح عليه السلام كان ومازال وسيظل ميلاد خير وسلام ورحمة، ليس فقط لإخواننا المسيحيين، بل وللمسلمين وسائر البشر أجمعين في كل الأزمان. جاء ذلك في برقية التهنئة التي بعث بها مفتي الجمهورية اليوم الى كل من القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية، وسفير الفاتيكان بالقاهرة والأنبا انطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر، والمطران منير حنا رئيس الطائفة الأسقفية في مصر والشرق الأوسط، وجميع رؤساء الطوائف والإخوة المسيحيين في داخل البلاد وخارجها بمناسبة عيد الميلاد المجيد، متمنيًا أن تكون الأعياد فرصة جديدة لنشر الحب والسلام على الأرض وتأكيدا لصلات الترابط والأخوة بين المصريين والشعوب جميعًا. وقال فضيلته في تهنئته للإخوة الأقباط بمناسبة احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد " أدعو الله أن يعيد هذه الأيام على شعب مصر الحبيب مسلمين وأقباطا بالمزيد من الإخاء والمحبة والترابط والخير، وأن يبقى وطننا الغالي دائمًا وأبدًا رمزًا للأمن والأمان والسلام والمحبة". وأشار فضيلته إلى أنه يجب علينا كأبناء وطن واحد أن ننشر الحب والسلام فيما بيننا، لأننا اليوم بحاجة إلى إشاعة مشاعر التآخي والتلاحم والوحدة الوطنية ونبذ الشقاق والخلاف حتى نترك للأجيال القادمة بناءً حضاريًّا إنسانيًّا أساسه الإيمان وعماده العدل وقوته المحبة بين أبناء الوطن. ودعا فضيلة المفتي المسلمين والمسيحيين على حد سواء، إلى ضرورة تحويل هذه المشاعر الطيبة إلى توحيد للجهود والرؤى والبحث عن المشترك من أجل مصلحة مصر، مضيفًا أن الأنبياء عليهم السلام تركوا لنا قيمًا وقواعد راقية في التعاملات الإنسانية وغيرها تنفع في كل زمان ومكان وما علينا إلا التحلي والتمسك بها. "لا يجوز تهنئة المفتي للأقباط". وردا علي تهنئة عبد مفتي الجمهورية للأقباط أكد رضوان انه لا يجوز تهنئتهم بأعيادهم قائلاً" لا يجوز شرعاً تهنئة النصارى بعيد شتمهم رب العالمين".