اعتذر المخرج السينمائي الدنمركي فون تريير عن تصريحه السابق في مهرجان كان بأنه نازي وأن إسرائيل مصدر ألم . وقال تريير معتذرا في مؤتمر صحفي لست معاديا للسامية وليست لي أحكام عنصرية مسبقة ولست نازيا . الاعتذار جاء قبل العرض الأول لفيلمه الجديد ميلانخوليا والذي يدخل ضمن أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام. وقد أثارت تصريحات تريير ، والتي يبدو أنها جاءت في لحظة غضب، قدرا كبيرا من الجدل داخل أروقة المهرجان. وأعربت الممثلة كريستين دانسيت بطلة الفيلم عن اعتقادها بأن تريير قد أطلق العنان للسانه وأوقع نفسه في حفرة عميقة . وكان تريير قد صرح في أحد اللقاءات بأنه متعاطف مع الزعيم النازي أدولف هتلر وأنه ليس ضد اليهود ولكن اسرائيل مصدر ألم . وتسبب تلك التصريحات في جلب انتقادات حادة على منظمي المهرجان ، واضطرت إدارة المهرجان إلى نشر بيان باسمها على صفحتها على الانترنت قالت فيه إنها شعرت بالانزعاج من تصريحات المخرج البالغ من العمر خمسة وخمسين عاما وطالبته بأن يقدم تفسيرا لتلك التصريحات. ومضى بيان اللجنة المنظمة قائلا إن المخرج يؤكد أنه سمح لنفسه بأن يستفز، ولذلك فإن إدارة المهرجان تقبل بهذا السبب وتتعهد بأن تجعل اعتذار فون تريير علنيا ، كما أن إدارة المهرجان عازمة على ألا تسمح أبدا بأن يتحول هذا الحدث إلى منبر للتصريحات السياسية أو شيء من هذا القبيل . وارتسمت ابتسامات واسعة على وجوه فون تريير وأبطال فيلمه وهم يخطون فوق السجاد الأحمر في طريقهم إلى حيث يعرض فيلمهم اليوم. ولم يكن الحال كذلك من قبل عندما قوبلت تصريحات تريير عن النازي واسرائيل بالوجوم والاستهجان الصامت في وجوده. وبلغ الأمر إلى درجة أن كريستين دانسيت، وهي بطلة الفيلم الشهير سبايدر مان عقبت على تصريحات تريير بأنها جعلت الموقف متوترا في المؤتمر الصحفي. فيلم ميلانخوليا دراما ترصد حياة أسرة تعيش في زمن يوشك أن يشهد حدثا دينيا كبيرا ، وهو مستوحى من سفر الرؤيا بالعهد القديم من الإنجيل. ويرى بعض النقاد أن الخلافات التي أشعلتها تصريحات فون تريير قد تقلل فرص الفيلم في الحصول على جائزة السعفة الذهبية ، وهي الجائزة التي سبق أن فاز بها في عام 2000 عن فيلمه الموسيقي راقصة في الظلام . آخر مشاركة لفون تريير في مهرجان كان كانت في عام 2009 حيث شارك بفيلم أنتي كرايست أو ضد المسيح ، وهو دراما سوداء تضمنت الكثير من مشاهد الجنس الكامل والعنف وأثار ضجة واسعة في مسابقة ذلك العام. فون تريير معروف بنكاته اللاذعة وخوفه من ركوب الطائرات وعلاقته المتوترة دائما بالصحفيين. أعمال المهرجان تستمر اليوم الخميس بعرض أول لفيلم الجلد الذي أعيش فيه وهو أحدث أعمال المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار.