ما زالت المقبرة الجديدة لتنظيم ''عصائب أهل الحق'' الشيعي العراقي، في محافظة النجف، (جنوب غربي العراق)، تستقبل المزيد من قتلاه الذين سقطوا في اشتباكات بسوريا لاسيما عند مقام السيدة زينب بريف دمشق، جنوبيسوريا. وتفقدت مراسلة الأناضول المقبرة الجديدة التي تقع خلف مرقد ''الشهيد الأول محمد باقر الصدر''، في مقبرة ''السلام'' بالنجف، بصحبة أبو حسن (الاسم الحركي لأحد قياديي التنظيم رفض نشر اسمه الحقيقي).
وقال أبو الحسن إن المقبرة الجديدة ''هي الثانية لعصائب أهل الحق في مقبرة ''السلام'' بالنجف، بعد أن امتلأت المقبرة الأولى بالجثث ولم يعد بها متسع''.
وأضاف ''المقبرة الجديدة استقبلت منذ إنشائها قبل 6 أشهر عشرات من القتلى من عناصر التنظيم''، دون أن يعطي رقما محددا.
ومن جانبه، تحدث ''حسين الشحماني'' للأناضول خلال زيارته قبر ابن عمه ''كرار الشحماني'' الذي قتل في سوريا في أبريل الماضي، قائلا ''جاءنا خبر أنه قتل في اشتباكات عند مقام السيدة زينب بريف دمشق''.
وأوضح أن جثمان ابن عمه ''تم نقله من سوريا إلى طهران، ومنها نقل إلى عبادان (جنوبيإيران على الحدود مع العراق) جوا، ثم نُقل برا إلى منفذ الشلامجة (الإيراني) الحدودي ليلا، وبعد إتمام الإجراءات القانونية، جلبناه إلى مدينة الكاظمية شمالي بغداد، وبعد تشييعه في المدينة، جئنا به إلى هذه المقبرة ودفناه هنا''.
وأضاف الشحماني ''المعلومات التي وصلتنا في البداية قالت إن كرار قتل في اشتباكات مع ''الجيش الحر'' (السوري المعارض) قرب مقام السيدة زينب ولكننا اكشتفنا بعد فترة أنه قتل على يد زميل معه بعد أن دار بينهما نقاش حاد حول انتماءاتهما العقائدية''.
ويدور في العراق صراع عقائدي بين عناصر ''جيش المهدي'' الشيعي التابع للتيار الصدري في العراق وعناصر ''عصائب أهل الحق'' المنشق من هذا التيار ويتحركون بإمرة الحكومة العراقية حسب ادعاءات بعض المراقبين.
وأضاف الشحماني أن ''كرار التحق بالقتال في سوريا قبل مقتله بثلاثة أشهر تقريبا بعد أن تلقى مكالمات من قادة في تنظيم لواء أبو فضل العباس (تنظيم شيعي مسلح لحماية مرقد السيدة زينب في سوريا وليس له نشاط في العراق) لأنه كان بارعا في القنص وأغرته بفكرة القتال في سوريا لاسيما أن الهدف من القتال هو الدفاع عن مرقد السيدة زينب''.
وأشار الشحماني إلى أن من يلتحقون ب''العصائب'' للقتال في سوريا يتم تدريبهم لمدة 15 يوما في إيران في حالة لو كانوا لا يجيدون فن القتال بالشوارع، ومن ثم يلتحقون للقتال لمدة 45 يوما، بعدها يمنحون إجازة، أو يقررون عدم العودة''.
وأوضح أن التنظيم ''يفضل تجنيد العزاب بدلا من المتزوجين نتيجة لكثرة مقتلهم حتى لا يبقون أطفالهم يتامى''.
ورغم إنكار الحكومة العراقية دعمها للنظام السوري، ونفيها تزويده بالمسلحين والسلاح، إلا أن المعارضة السورية، تتهمها بغض الطرف عن توافد مسلحين منتمين لتنظيمات عسكرية عراقية للقتال في دمشق.
وانشق تنظيم ''عصائب أهل الحق'' (يطلق عليه مؤيدوه حركة المقاومة الإسلامية في العراق), ويتزعمه الشيخ قيس الخزعلي من التيار الصدري.
ويقدر عدد مقاتليه، بحسب تقديرات مراقبين، بأكثر من 10 آلاف مقاتل بعدما كان عددهم لا يتجاوز 3 آلاف عام 2007 وجميعهم يتلقون التدريب العسكري والدعم المادي والتسليحي من فيلق القدسالإيراني.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا