كشف اللواء مدحت المنشاوي، مدير جهاز العمليات الخاصة بوزارة الداخلية، أن قوات الأمن سيطرت على منطقة كرداسة بنسبة 95% وأن وزارة الداخلية في سبيلها لتطهير كل البؤر الإجرامية على مستوى محافظات الجمهورية. وأوضح اللواء ''المنشاوي'' في حواره مع ''مصراوي'' أسباب تأخر اقتحام منطقة كرداسة، موضحا أن هناك خطة مُحكمة وضعت قبل اقتحام المنطقة، لضبط كل المتورطين في واقعة ''مذبحة قسم شرطة كرداسة''، كانت تحتاج إلى وقت لتحديد الجناه وأماكن تواجدهم، وكل العناصر الخطرة. كما أكد اللواء ''المنشاوي'' أن قوات الأمن لن تسمح بأي خروج عن القانون من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين، خلال احتفالات نصر 6 أكتوبر، منوها أنهم سيتعاملون بكل حزم مع أي محاولة للاعتصام بميادين مصر. وقال مدير جهاز العمليات الخاصة بوزارة الداخلية، إن الوضع الأمني بسيناء مستقر لدرجة كبيرة، وتم القضاء على بؤر إجرامية عديدة، مشيرا إلى أن الأمور كان يمكن الانتهاء منها خلال 24 ساعة، لكن وضع سيناء مُختلف، نظرا لحساسية المنطقة، والنظر لمصلحة الأسر السيناوية، لذا يتم التعامل بحرص شديد، لعدم تعرض المواطنين لأي آذى. وتطرقنا في حوارنا مع اللواء مدحت المنشاوي، إلى كيفية وضع خطط اقتحام البؤر الإجرامية، وحقيقة ما أشيع عن انتهاكات رجال الشرطة بمنطقة ''كرداسة''، والبؤر الإجرامية المستهدفة في الفترة القادمة، وغضب رجال الشرطة أثناء حكم محمد مرسي.. وإليكم تفاصيل الحوار. ما دور الذى تلعبه إدارة العمليات الخاصة بوزارة الداخلية؟ الإدارة تابعة لقطاع الأمن المركزي لوزارة الداخلية، مُكلفة بمهام خاصة من تأمين المنشآت والأماكن الحيوية، وتأمين الشخصيات الهامة، وتأمين أعمال الترحيلات، والمأموريات الليلية، والتعامل مع البؤر الإجرامية الخطرة، وهذه العمليات شاقة جدا، تحتاج لرجال شرطة ذو مواصفات خاصة، يتمتعون بلياقة بدنية وذهنية. وإدارة العمليات الخاصة، مقرها القاهرة، لكن معسكراتها منتشرة في ربوع مصر، وتُكلف على مدار اليوم والساعة بأموريات تختص بالأمن السياسي والجنائي ومداهمة البؤر الإجرامية، والمشاركة في عمليات سيناء مع القوات المسلحة. ما هي أسس اختيار رجال الشرطة بقطاع العمليات الخاصة؟ بداية رغبة من ضباط الشرطة، ثم تُثقل خبراتهم بالتدريب البدني والذهني والفكري والتأهيل النفسي، ويخضعون لتدريبات لياقة ورماية وعلى الثبات الانفعالي لأنهم يتعرضون لمواقف جسيمة، ويُقاس مستواهم في نهاية الأمر من خلال اختبارات، قبل الدفع بهم للعمل. والحقيقة كل ضباط الأمن المركزي يتمتعون بمواصفات مميزة ذهنيا وبدنيا، لأنه قطاع ميداني، متواجد في الشارع المصري لمواجهة أعمال الشغب والبؤر الإجرامية. هل يُدرب رجال الشرطة على التعامل مع المواطنين؟ استفدنا كثيرا من الثورة، واكتشفنا ضرورة تنمية هذا الجانب لدى العاملين بالشرطة من ضباط وأفراد ومجندين، أتصور أنه أمر هام جدًا، وخاصة للرجال الذين يتعاملون مع السلاح، وأمن المواطنين هو هدفنا، والتعامل الجيد معهم لأننا أبناء وطن واحد. ماذا عن ما يُشاع عن عودة بطش رجال الشرطة بالمواطنين؟ عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف، ومن يُخطىء في حق مواطن سوف يتحمل ثمن فعلته، وسيحاسب فورا، والشعب لديه الأن ثقافة ثورية، تجعله يرفض أي ممارسات خاطئة، ولن يسمح بأي أفعال مسيئة معه، ونحن نهدف الأن بجوار القوات المسلحة إلى حماية الدولة، وعودة الأمن إلى الشارع المصري، وغير معقول أن نستعدي الناس، لذا نحرص على عدم استدراجنا لأي صدام مع الشعب رغم محاولات جماعة الإخوان المسلمين استدراجنا، لوقوع خسائر وسقوط ضحايا ليستغلوا الأمر في الترويج عن أمور غير حقيقة. حدثنا عن تقييمك للوضع الأمني الحالي في منطقة ''كرداسة''؟ سيطرنا على منطقة كرداسة بنسبة 95 %، والأوضاع الأمنية مستقرة تماما. هناك شكاوى من انتهاكات في ''كرداسة'' من حرق منازل وضبط مواطنين دون تهمة.. تعليقك؟ تعرضنا لاطلاق نيران وقنابل يدوية أثناء عملية اقتحام كرداسة، ورغم هذه لم يحدث أي انتهاك ضد المواطنين بالمنطقة، ولم يُحرق منزل، أو يتعرض أحد المتهمين للإهانة أو الأذى البدني، حتى أننا منعنا المداهمات الليلية حتى لا نفزع الناس. أما عن ضبط مواطنين دون تهمة، فهو كلام عارِ من الصحة، كل من ضبطوا مجرمين اشتركوا في جريمة ''مذبحة قسم شرطة كرداسة''، وجميعهم ظهروا في فيديوهات سجلت الحادث، ومن يشكك في الأمر يطابق المتهمين بمن ظهروا في تلك الفيديوهات، بالإضافة إلى أن كل من ضبطوا تم تحديدهم مسبقا، أو أرشد عنهم المضبوطين. ولماذا تأخرت عملية اقتحام ''كرداسة''؟ لم نتأخر، فقط كنا نعمل على تحديد العناصر المستهدفة من المجرمين، وتحديد كل من سرق وحرق وقتل وقام بالتمثيل البجثث، وكل من مارس ضغوط على المواطنين بكرداسة، حتى أنهم قامو بحظر تجول للأهالي، وكلفنا هذه الكثير من الوقت. ماذا عن البؤر الإجرامية في ''العياط'' و''الصف''؟ في سبيلنا إلى تطهير كل البؤر الإجرامية في كل المحافظات، وهناك قرار بذلك، لأننا قطعنا مشوار لتحقيق الأمن في الشارع المصري، ولابد من استكماله إلى النهاية، ولو تركنا إي بؤرة ستستشرى في أماكن آخرى. كيف تُحدد توقيتات تطهير البؤر الإجرامية المستهدفة؟ يُقدر اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، ومساعديه، توقيتات اقتحام البؤر الإجرامية، حسب الأولوية والمعلومات المتوافرة والنتائج الإيجابية في حالة استهداف بؤرة بعينها. ما هي الآليات المتبعة لوضع خطة تطهير بؤرة إجرامية تم تحديدها؟ نعتمد في خطة اقتحام البؤر الإجرامية على المعلومات وتقييم الموقف، ورفع الأماكن المستهدف مداهمتها، وتحديد الأماكن بالصور والخرائط، ثم نقوم بتحديد أعداد القوات، والتوقيتات الزمنية، والأولوية في مداهمة العناصر الأشد خطورة، ثم الأقل، لأن ضبط الأشد خطورة، يُضعف معنويات الآخريين. هل سلاح وزارة الداخلية يكفي لتصفية البؤر الإجرامية في مصر؟ سلاحنا كافي، والوزارة تدعم قطاعتها بشكل مستمر، وهناك تحديث دائم، ونتائجنا كلها إيجابية في التعامل مع البؤر الإجرامية. ما حقيقة استخدام رجال الشرطة لأسلحة قديمة؟ لكل سلاح عمر افتراضي، ويُكهن فور إنتهاء صلاحيته، ولا يمكن أن يحصل رجل شرطة يواجه مخاطر خلال اقتحام البؤر الإجرامية أسلحة غير صالحة، فهدفنا الأول سلامته، لذا ندعمهم بكل الأسلحة الحديثة، ولم يحدث أن تسلم شرطي سلاح فاسد مثلا. كيف تصف الوضع الأمني في سيناء؟ نواجه أعمال إرهابية تسودها روح الكراهية، تستهدف رجال القوات المسلحة والشرطة، من عناصر بلا عقيدة، مرتزقة، هدفهم تدمير الدولة المصرية، بعضهم أُفرج عنهم من السجون في عهد محمد مرسي، وبعضهم مروا من خلال الأنفاق، وآخرين عبر الحدود، ممولين من الخارج، يُنفق عليهم بمرتبات شهرية، نواجههم برفقة القوات المسلحة بكل عزيمة، والاستقرار الأمني وصل لدرجة كبيرة جدا، وهناك جهود مبذولة، وبؤر إجرامية تم القضاء عليه، لكن لا يُعلن عن كل شىء، فمن يحاربون الإرهاب في سيناء، هدفهم وطني، ولا يهتمون بالحديث عن جهودهم. عمليات أمنية موسعة منذ شهور بسيناء.. ما سبب تأخر القضاء على الإرهاب هناك؟ كان يمكن أن تنتهي كل الأمور في سيناء خلال 24 ساعة، لكننا ننظر لمصلحة الأسر السيناوية وحساسية المنطقة، فنضطر إلى تحمل خسائر في سبيل عدم تعرض المواطنين هناك لأي آذى، فنحن نتعامل مع مجرمين يختبئون وسط الأطفال والشيوخ، وسيناء لها وضع مختلف وخاص، وعادات، لذا نتعامل بحرص شديد. البعض ندد بممارسات قوات الأمن هناك من هدم منازل وتعامل سىء مع المواطنين.. تعليقك؟ نحترم طبيعة المجتمع السيناوي وعاداتهم، ونتعامل بحرص وحساسية معهم، وإن تعرض بيت للهدم تدفع الدولة سعر أغلى من ثمنه لأصحابه، ولابد أن نعلم أن هناك بعض الأماكن يتم استغلالها بشكل سىء، هناك بيوت بداخلها أنفاق، وآخرى تأوي مجرمين، ومن المستحيل الصمت على هذه الأمور، ولابد من التدخل الحاسم، وإعلاء مصلحة الدولة عن مصالح الأفراد، فالأمن القومي لا يمكن المساس به. هل استشعرت غضب رجال الشرطة ضد ''مرسي'' أثناء حكمه رغم مساندته للداخلية؟ هتف رجال الشرطة ضد ''مرسي'' في جنازة الشهداء، وصدر منهم تلويحات بأنهم سيمتنعون عن العمل، مما يدل على الغضب الشديد لديهم من حكمه، بعد أن ظهرت نواياه الغير سليمة، شأنه شأن الجماعة المنتمي إليها، الإخوان المسلمين، وتكريمه الإرهابين، وبدأ في مسلسل هدم الدولة، ولم تنجح محاولاته لايهام الشعب أن الشرطة والجيش في صفه. كيف تتعامل وزارة الداخلية مع تظاهرات الإخوان في 6 أكتوبر للمطالبة بعودة ''مرسي''؟ لن يُسمح بأي خروج عن الاطار السلمي في التظاهر، ومن يطل برأسه خارج حدود النظام والقانون والشرعية لا يلوم إلا نفسه، سنتصدى بكل حزم وحسم لأي محاولة للاعتصام في الميادين، ولن نعود للخلف مرة آخرى، فمؤسسات الدولة تتعاون من أجل دفع البلاد إلى الأمام، ومن سيدعوا للآثم والعدوان لن ينجح ابدا في مخططه. يتعرض الصحفيين خلال عمليات الداخلية لأذى بدني من كل الأطراف.. هل هناك حلول أمنية للأمر؟ كل عملياتنا تتسم بالخطورة الشديدة، لذا لابد من التنسيق مع الصحفيين، للحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وتجهيزهم بوسائل نقل أمنة وتجهيزات مثل واقي يرتدونه حتى لا يتعروضوا لأذى، لأني كمسؤول أتعرض للمسألة عن إي مكروه يتعرض له صحفي، أما رجال الشرطة فدورهم هو مواجهة للخطر. أما عن بعض الأحداث الفردية التي تعرض لها صحفيين لتعامل سىء من رجال الشرطة، فالأمر لايتعدى ضغوط عصبية لخطورة الموقف، ونتعلم من أخطائنا ونحرص على عدم تكراره مرة آخرى. هل ترى أن الوضع الأمني تحسن في الشارع المصري؟ الإجابه تراها في عودة ابتسامة الناس حتى ولو محدودة، كنا نعيش في كابوس وتخلصنا منه، وكل ما يحدث الأن من محاولات لإثارة الشغب والتخريب، والتهديد بتعريض حياه المواطنين للخطر، فترة وجيزة وسينتهي كل هذا تمام وتستقر الأمور.