أكد اللواء مدحت المنشاوى مدير إدارة العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزى أن قوات الشرطة نجحت فى اجهاض مخططات تنظيم الاخوان لجر الشرطة الى مذبحة ضد المواطنين فى كرداسة. وأوضح اللواء المنشاوى فى حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد أن كرداسة مثلت بؤرة إجرامية وارهابية هددت سيادة وهيبة الدولة, بل وصل الحد الى اطلاق البعض عليها (جمهورية كرداسة) فى إشارة الى انفصالها أمنيا وفعليا عن سلطة الدولة, وهو ما استلزم تدخلا سريعا من قبل أجهزة الأمن لبسط هيبة الدولة بداخل كرداسة مرة أخرى. وأشار الى أنه عندما تم اتخاذ قرار اقتحام كرداسة لتطهيرها من البؤر الاجرامية والارهابية التى استفحلت بها عقب أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة, حرص اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية على وضع خطة أمنية استهدفت ضبط القائمين على تلك البؤر دون إراقة نقطة دماء واحدة, سواء من المتهمين المطلوبين أو من أهالى كرداسة, الذين تحولت حياتهم اليومية الى كابوس بسبب تلك البؤر. وأضاف مدير إدارة العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزى أن خطة اقتحام كرداسة استدنت الى محورين أساسيين, الأول هو الحصار الخارجى لجميع المداخل والمخارج الخاصة بالمنطقة, خاصة بالظهير الصحراوى ومنطقة الزراعات المتاخمة لها, وهو المحور الذى قامت به قوات الأمن بالاشتراك مع القوات المسلحة, والمحور الثانى وهو الخاص بعملية المداهمات للمنازل التى تم تحديدها من خلال الاستطلاع واجهزة البحث لضبط المتهمين المطلوبين, والذين يبلغ عددهم حوالى 185 متهما, والذين تم التوصل الى هويتهم من خلال الفيديوهات التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى وشبكة الانتنرت حول مذبحة مركز شرطة كرداسة التى راح ضحيتها 11 شهيدا من ضباط وأفراد المركز. وأضاف اللواء المنشاوى "كنا حريصين على تحديد ساعة الصفر صباحا لاقتحام كرداسة, ورفضنا الدخول ليلا على الرغم من سهولة الاقتحام ليلا, ولكننا خشينا على اثارة الرعب فى قلوب اهالى كرداسة الشرفاء الذين تعاونوا معنا بكل حب وكان لهم الفضل فيما لا يقل عن 50 % من نسبة نجاح العملية; حيث إن المعلومات التى أمدونا بها عن اماكن اختباء العناصر الارهابية والاجرامية سهلت من مهمتنا, خاصة بعد لجوء العديد من تلك العناصر الى الاختباء فى بعض المنازل وسط شوارع مكتظة بالسكان". وتابع أن خطة اقتحام كرداسة اعتمدت أيضا على الخداع الاستراتيجى; حيث تم الاعلان عن بدء عملية الاقتحام أربع مرات قبل ميعاد العملية الحقيقى فى إطار التمويه; حيث إنه فى يوم تنفيذ العملية الفعلى لم تتوقع العناصر الاجرامية والارهابية بكرداسة تنفيذها, وهو ما ساعد قوات الشرطة على السيطرة على الأوضاع بشكل كامل فى أربع ساعات فقط والقاء القبض على نحو 60 من العناصر شديدة الخطورة من بينهم ثلاثة من المتهمين الرئيسيين فى ارتكاب مذبحة مركز شرطة كرداسة. وفيما يتعلق بالمواقف الانسانية التى عاصرها اللواء المنشاوى فى أعقاب عملية الاقتحام, روى اللواء المنشاوى قائلا " فور الانتهاء من عملية الاقتحام والسيطرة على الأوضاع بكرداسة, أتى الى أحد المواطنين وهو يبكى وقال لى ان فرح ابنته كان منذ ثلاثة أسابيع, وبعد أن تكلف تكاليف الاعداد له حدث ما حدث بكرداسة, وخاف أن يقيم فرج ابنته خشية بطش تلك العناصر الارهابية والاجرامية, بل أنهم هددوه فى حالة اقامته للفرح بقتل ابنته وعريسها .. فقلت له اعمل الفرح الان واحنا معاكم ومع كرداسة كلها, فانصرف الرجل وهو يبكى من فرحته وأقام بالفعل عرس ابنته . كما أن هناك موقفا آخر أثر فى للغاية; حيث كنا فى بداية عملية الاقتحام, وكان هناك تبادل كثيف لإطلاق النار مع العناصر الارهابية الخطرة, وأثناء نزولى من احدى المدرعات لاستطلاع الأمر ميدانيا, هاجم أحد الضباط وقام بدفعى باتجاه احدى الحوائط خشية اصابتى, ثم قام بخلع الصديرى الواقى من الرصاص الذى كان يرتديه ووضعه على صدرى عنوة لحمايتى, وحاولت منعه ولكنه رفض وأصر على قيامى بارتدائه, على الرغم من عدم معرفتى به, ولكنه موقف يعكس مدى التلاحم والحب وانكار الذات الموجود بين القوات المشاركة". وأكد اللواء المنشاوى أن قوات الأمن لن تتراجع عن حربها الشرسة ضد قوى الارهاب والتطرف التى تحاول أن تعبث بأمن البلاد وتعيدها الى عصور الظلام, لافتا الى تنظيم الاخوان بعد أن فشل فى حشد المظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى, لجأ الى التصعيد من خلال انتهاج العنف ومحاولة جر قوات الشرطة الى مواجهات مباشرة للاستفادة بها خارجيا,الا أن قوات الشرطة لم تمنح له الفرصة لذلك وواصلت عمها طبقا للقانون ودون أى تجاوز, بل مثلت ضربة القبض على المتحدث باسم التنظيم جهاد حداد ضربة قوية لهم, خاصة وانه كان المسئول عن ترويج أكاذيبهم المضللة وادعاءاتهم تجاه قوات الشرطة والقوات المسلحة خارجيا. وحول الأوضاع الأمنية فى سيناء, قال اللواء المنشاوى إن الأوضاع الأمنية فى سيناء شهدت تحسنا ملحوظا بفضل العمليات الموسعة التى تشنها القوات المسلحة وقوات الأمن بكافة ربوع أرض الفيروز, خاصة فى القرى التى ظلت لسنوات طويلة ملاذا للجماعات الارهابية مثل قرى التومة, والجورة, والشيخ زويد, والمهدية. وأضاف ان الانتشار الأمنى المكثف بسيناء أدى الى تغير كيفى فى العمليات الارهابية, مشيرا الى أن العناصر الارهابية والتكفيرية كانت فى البداية تلجأ الى المواجهة المباشرة مع قوات الأمن من خلال استخدامها للاسلحة الثقيلة, ومن بينها المدافع النصف بوصة, والمدافع الهاون, وقذائف الآر بى جيه, ولكنها الآن تلجأ الى العمليات الخسيسة الغادرة; حيث تستهدف حاليا الآليات والمركبات العسكرية والشرطية من خلال العبوات الناسفة والألغام التى يتم زراعتها على الطرق, مؤكدا انه سيتم الإعلان قريبا عن خلو سيناء من الإرهاب. وتابع مدير إدارة العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزى أن الجهود غير العادية التى قامت بها القوات المسلحة لردم وهدم الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة كان لها مفعول السحر فى الحد من الأنشطة الارهابية فى سيناء; حيث توقف توافد العناصر الارهابية الخطرة التى كانت تدخل الى البلاد عبر تلك الأنفاق, وهى عناصر مختلفة الجنسيات من بينها فلسطينيون, وسوريون, وأفارقة, وباكستانيون, وأفغان, مما ساعد قوات الأمن على تضييق الخناق على العناصر الارهابية الموجودة بسيناء وعدم اعطائها الفرصة للهروب عبر الحدود الدولية. وحول طبيعة عملية إدارة العمليات الخاصة, قال اللواء المنشاوى إن العمليات الخاصة هى احدى أهم الإدارات الأمنية بوزارة الداخلية, مشيرا الى أنها تختص بالأساس بمهمتين أساسيتين, الأولى خاصة بتأمين المنشآت الهامة والحيوية مثل ميناء القاهرة الجوى, وإتحاد الإذاعة والتليفزيون, ووزارة الخارجية, وسنترال رمسيس, بالإضافة الى تأمين مختلف السفارات والقنصليات والشخصيات الهامة. وأضاف أن المهمة الثانية للعمليات الخاصة تتمثل فى مشاركتها فى المأموريات الهامة مع قطاع الأمن الوطنى, وقطاع مصلحة الأمن العام, وإدارات البحث الجنائى, والإدارة العامة لمكافحة المخدرات فى مختلف أنحاء الجمهورية; حيث تقوم الجهة صاحبة الاختصاص بتقديم المعلومات المتوافرة عن المأمورية الى العمليات الخاصة, والتى تقوم بدورها بالإعداد لها والاستطلاع لتقدير حجم القوات وتجهيزها وفقا للمعلومات الواردة, ثم تقوم بعد ذلك بوضع خطة تنفيذ المأمورية ثم البدء فى تنفيذها. وفيما يتعلق بأشهر المأموريات التى شاركت بها العمليات الخاصة مؤخرا, أوضح اللواء المنشاوى أن أشهر العمليات التى شاركت بها للعمليات الخاصة مؤخرا, العمليات الأمنية بسيناء, واقتحام قرية دلجا بمحافظة المنيا, واقتحام منطقة كرداسة, ومنطقة أبوخليفة بالإسماعيلية وتطهيرهم من العناصر الاجرامية والارهابية الخطرة وضبط العديد من الأسلحة المتنوعة وكميات هائلة من الذخائر بحوزة تلك العناصر, بالإضافة الى المشاركة فى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة, والسيطرة على مجريات الأمور خلال أحداث مسجد الفتح. وأضاف اللواء المنشاوى أن الإدارة اشتركت أيضا بشكل محورى فى القاء القبض على معظم قيادات وكوادر تنظيم الاخوان بداية من رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتنى, وأمين الحزب بالجيزة حلمى الجزار, مرورا بنائبى المرشد العام للجماعة خيرت الشاطر ومحمد بيومى, حتى القاء القبض على المرشد العام للجماعة محمد بديع والقيادى بالجماعة محمد البلتاجى والداعية صفوت حجازى, بالإضافة الى العديد من القيادات والكوادر الإدارية والتنظيمية للجماعة, والتى ساهم القاء القبض عليهم فى تقويض محاولات الجماعة لنشر الفوضى فى الشارع المصرى. وأكد اللواء مدحت المنشاوى مدير إدارة العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزى ان جميع ضباط وأفراد ومجندى العمليات الخاصة, بل وكافة أبناء جهاز الشرطة على استعداد تام لتقديم أرواحهم فداء لأمن وآمان مصر, مشددا على عزم رجال الشرطة على مواصلة جهودهم الحثيثة والتضحية بالغالى والنفيس من أجل تحقيق الأمن والاستقرار فى الشارع المصرى.