''تطهير الصف بات قريبًا''.. كلمات قليلة قالها اللواء مدحت المنشاوي، مدير العمليات الخاصة بوزارة الداخلية، للإعلان عن اقتراب ''ساعة الصفر'' لبدء عمليات تطهير ذلك المركز الذي تحول من كونه متنزه الملوك ليصبح معقلاً للمسلحين والعناصر الإجرامية الخطرة. مركز الصف جغرافيا يقع مركز الصف على بعد 70 كيلو مترا من العاصمة، وهو أحد مراكز محافظة الجيزة ويعد مركز زراعي بالمقام الأول وإن احتوى على عدد كبير من مصانع الطوب، ويضم مركز الصف ستة مراكز تشمل أكثر من 30 قرية. ويشتهر مركز الصف في التاريخ بأن النبي موسى عليه السلام ولد بقرية أسكر، وأن قرية مسجد موسى بها مسجدا كان يتعبد فيه، ومما هو مشهور أن الصف ومناطقها كانت متنزها للملوك والأمراء على مر العصور والأزمان. معركة الخمس ساعات بينما كانت أجهزة الأمن منشغلة بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، كان مسلحين ومتظاهرين مناصرين لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس السابق محمد مرسي على موعد لاقتحام قسمي شرطة أطفيح والصف. البداية كانت مع اقتحام قسم شرطة أطفيح وإضرام النيران فيه، وإصابة عدد من الضباط وأفراد الشرطة. ''إسلامية إسلامية..الله أكبر..الداخلية بلطجية..'' كلمات اتخذها المعتدون على قسم شرطة الصف شعارًا لهم أثناء تنظيمهم لمسيرات عدة بشوارع المركز؛ تمهيدًا للتجمع أمام قسم شرطة الصف لاقتحامه انتقامًا مما وصفوه ب''وحشية وزارة الداخلية'' في فضها لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة. بدأت الواقعة بإلقاء الحجارة وزجاجات فارغة على قوات الشرطة المتمركزة أمام القسم التي بادلتها إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريقهم وإبعادهم عن محيط القسم. تطور الأمر إلى تبادل الطرفان إطلاق الرصاص الحي والخرطوش، مرورًا بزجاجات المولوتوف الحارقة وأخيرًا وليس بأخر كان رجال الشرطة على موعد مع حرب دامية من قبل بعض قبائل العرب المؤيدين لحكم جماعة الإخوان عقب استخدامهم لأسلحة الجرينوف المحملة على عربات دفع رباعي في معركة استمرت منذ الحادية عشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا عندما انسحب رجال الشرطة من الباب الخلفي للقسم عقب نفاد الذخيرة في ظل استنجاد العميد محمود شوقي، مأمور القسم، والمقدم محمد مختار، رئيس مباحث الصف، بمديرية أمن الجيزة، دون وصول أية تعزيزات أمنية او إمدادهم بالذخيرة لمواصلة دفاعهم عن بيتهم! إشاعات..إشاعات..إشاعات تتردد بين الحين والآخر بحسب رواية أمنية، بعض الشائعات عن تواجد القيادي الإخواني عصام العريان بإحدى قرى مركز الصف أو تنقله بين مركزي الصف وأطفيح، لكن عشرات المأموريات داهمت عددًا من القرى والمناطق التي من المحتمل اختباء العريان فيها، لكون دون جدوى. ومن جانبه، أفاد أحد قاطني شارع المركز - الشارع الرئيسي بمركز الصف الذي يتواجد فيه مجمع الخدمات وقسم الشرطة - أن العريان غير متواجد بالمرة في الصف بأكملها، مشيرًا إلى أن تظاهرات عدد من المنتمين لجماعة الإخوان والتيارات الإسلامية التي وصفها ب''المتشددة''، تسببت في تدهور الحالة الاقتصادية لأصحاب المحلات المجارة للقسم في ظل حالة من الخوف والفزع الشديدين من المسلحين خاصة في غياب التواجد الأمني. أسطورة قرية ''الودي'' تعددت وقائع سرقة السيارات بمدخل الطريق الدولي وتحديدًا بقرية الودي والفاعل واحد وهي ''العصابات المسلحة''، الأمر الذي أدى لاشتهار تلك القرية بسمعة سيئة وهي سرقة السيارات من خلال إيوائها لعناصر مسلحة تستهدف سرقة السيارات المارة بالطريق الدولي وسط غياب دور الأمن وترهل في الأدء الأمني لضباط إدارة مكافحة سرقة السيارات بمديرية أمن الجيزة. وناشد عدد من الأهالي الشرفاء بهذه القرية وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ومدير أمن الجيزة، اللواء كمال الدالي، بسرعة التدخل لحمايتهم أنفسهم من تلك العصابات المسلحة التي ذاع صيتها. الصف يريد تطهيره من البؤر الإجرامية انفلات أمني يعاني منه مركز الصف منذ اقتحام مسلحين لقسم الشرطة وإضرام النيران فيه عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، علامات القلق والترقب هي سمة الأهالي هناك في انتظار ''ساعة الصفر'' التي تعلن بدء تطهير الصف من البؤر الإجرامية ومن ثم عودة الأمن والاستقرار بجميع انحاء المركز. وفي سياق متصل، قال مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة، إن أجهزة الأمن تعكف على وضع خطة أمنية موسعة، لتطهير مركز الصف جنوبالجيزة من البؤر الإجرامية. وأضاف المصدر، أنه من المقرر البدء في العملية عقب الانتهاء من تطهير كرداسة، وإلقاء القبض على المتهمين المتورطين في مذبحة كرداسة، مشيرًا إلى أن عمليات التمشيط التي تتم بكرداسة حققت نجاحًا كبيرًا خاصة في ظل فرض السيطرة الأمنية بالمركز. وبرر المصدر الأمني الحملة المرتقبة على مدينة الصف بأن بها عدة بؤر إجرامية، ويختبئ بداخلها عناصر من تنظيم الإخوان المسلمين المطلوبين للجهات الأمنية والقضائية، حسب المصدر الأمني.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراكاضغط هنا