حذر الدكتور أسامة ياسين وزير الشباب من التسرب من التعليم في مصر خاصة الفتيات باعتباره نزيفا دائما لموارد الدولة حيث أن عدد المتسربين 300 ألف في حين أن برنامج محو الأمية يستهدف 400 ألف وهو ما كشفه برنامج إشراق لتحسين الفرص الحياتية أمام الفتيات المتسربات من التعليم في الريف المصري في الفئة العمرية من 12 إلى 15 سنة . وطالب الوزير - خلال مشاركته في حفل ختام برنامج إشراق الذي نفذته الوزارة بالتعاون مع مجلس السكان الدولي داخل محافظات (الفيوم، سوهاج، قنا) لمحو أمية الفتيات المتسربات من التعليم، بحضور الدكتورة نهلة عبد التواب مملثة عن مجلس السكان الدولي، والسيد جيرارد ستيجز السفير الهولندي بالقاهرة - بتكاتف جميع مؤسسات الدولة لمحاربة ظاهرة التسرب من التعليم والحد منها . وأشار إلى أن المشروع كشف عن أن هناك فتيات ليس لهن شهادات ميلاد أو رقم قومي مما يعنى عدم اعتراف المجتمع بهن .. كاشفا عن أن الوزارة بصدد إطلاق مبادرة ضخمة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي ومؤسسات المجتمع المدني، خلال الفترة المقبلة، يقوم فيها الشاب بمحو أمية نظيره الشاب في جميع المحافظات عن طريق تعلم القرين للقرين لمحو أمية الشباب داخل المجتمع المصري. وشدد ياسين على اهتمام الوزارة بمنح الأولوية للبرامج والأنشطة التي تستهدف الفتيات والقرى المهمشة داخل المحافظات الحدودية وصعيد مصر الذى وصل خط الفقر فيه إلى 50 في المئة خاصة وأن الفتاة كانت مشاركة أساسية في ثورة يناير، مشيرا إلى أن كل مسارات الوزارة من منشآت ومراكز الشباب في جميع محافظات مصر هي مكان لائق اجتماعيا وأمنيا يحفز الفتيات أن يدخلن ويمارسن الأنشطة بداخلها بجانب الشباب. وأكد أن الفتيات فى صعيد مصر والمحافظات الحدودية هن الأكثر عرضة للتسرب من التعليم، وأن برنامج (إشراق) لم يقدم علاجا لمحو أمية الفتيات فقط، وإنما تجاوز لإزالة الأبجدية الحياتية لديهن، وتعليمهن مهارات حياتية أخرى .. مشيرا إلى أن 88 في المئة من الفتيات اللاتي شاركن في البرنامج قد نجحن وتم تأهيلهن علميا لإلحاقهم بمرحلة التعليم الإعدادي واستطاع 66 في المئة منهن الالتحاق بالمرحلة الإعدادية. من جانبها ، طالبت السفيرة مرفت تلاوي الأمين العام للمجلس القومي للمرأة كل المجتمع بالتعاون لمواجهة ظاهرة الانفجار السكاني وتسرب الفتيات من التعليم والأزمات الاقتصادية ومنها أزمة المياه والاهتمام بالتوعية والإعلام للتصدي لتلك الظواهر وللعادات والتقاليد السلبية في المجتمع التي تدفع الفتاة للزواج المبكر ولسوق العمل بعد تسربها من التعليم . وأعربت عن الاستعداد للتعاون مع وزارة الشباب للتوعية في المعسكرات الشبابية بأضرار تلك الظواهر وتنفيذ المجلس لأكثر من 250 دورة تدريبية في المحافظات خاصة الصعيد للتوعية من مخاطر الزيادة السكانية .. مشددة على الاهتمام بتلك القضايا أكثر من السياسة. وأشار سفير هولندا إلى اهتمام بلاده بالتعاون مع الحكومة المصرية لمواجهة تسرب الفتيات من التعليم من خلال برامج تنموية وثقافية. كما أوضحت الدكتور نهلة عبد التواب ممثل مجلس السكان الدولى أن برنامج (إشراق) استهدف بناء قدرات الفتيات المتسربات من التعليم في الوجه القبلي، وشارك في تنفيذه وزارة الشباب وهيئة تعليم الكبار وبنك الطعام والمجلس القومي للأمومة والطفولة و6 جمعيات أهلية، مبينة أن البرنامج كان له مردود جيد على المستوى الصحي والسياسي والاجتماعي لدى الفتيات المتسربات من التعليم.
وأشارت أن البرنامج بدأ بمرحلة تجريبية داخل 4 قرى بالمنيا وجاءت بنتائج طيبة شجعت على التوسع فى تنفيذه داخل 10 قرى في محافظتي المنيا وبنى سويف، عقبها تنفيذه داخل 30 قرية فى محافظات (الفيوم، سوهاج، قنا)، مؤكدة أن البرنامج استطاع أن يحدث تغييرا ملحوظا في الاتجاهات والمفاهيم لدى الفتيات المتسربات من التعليم.