أدانت جماعة الإخوان المسلمين إيران وحزب الله اللبناني ل''تدخلهما في سوريا''، في إدانة هي الأولى التي توجهها الجماعة رسميًا لهاتين الجهتين منذ وصولها للحكم في مصر في يونيو الماضي. وفي البيان الذي أصدرته اليوم السبت، قالت الجماعة: ''يؤكد الإخوان المسلمون رفضهم الكامل واستنكارهم التام للتدخل الخارجي في سوريا، بما في ذلك التدخل الإيراني بشكل مباشر أو غير مباشر؛ عبر ميليشيات حزب الله اللبناني الذي أحرق بعض ما كان تبقَّى له من مصداقية في بعض النفوس''. وتابع البيان أن حزب الله بهذا التحرك ''كشف عن وجهه الطائفي البغيض بتحريك مُسلَّحِيه؛ لمساندة النظام الطائفي الظالم ضد الشعب السوري الأعزل التوَّاق للحرية، وباشتراكه الأثيم في قتل أبناء الشعب السوري في القصير (بريف حمص وسط سوريا) وغيرها، ففقد بذلك مكانته في نفوس الشعوب العربية والمسلمة التي اكتسبها عند مواجهته للعدو الصهيوني (يقصد الحرب بين الحزب وإسرائيل في يوليو/ تموز 2006)''. واستطردت الجماعة: ''وإذ يؤكِّد الإخوان المسلمون وقوفهم التام إلى جانب الشعب السوري فإنهم يدعمون الموقف المصري الرسمي والشعبي، ويدعون الحكومات العربية والإسلامية لاتخاذ المواقف السياسية القوية لمواجهة العدوان المستمر على الشعب السوري، سواء من النظام المستبد أو من حلفائه الطائفيين''. وأضافت الجماعة التي ينتمي إليها الرئيس الحالي محمد مرسي في بيانها: ''لا يزال الشَّعب السوري الشقيق تنزف دماؤه ظلمًا، ويتعرض لكثير من العدوان، في ظلِّ ترددٍ دولي وعربي في رفع الظلم عن كاهله''. وأكد الإخوان المسلمون مع كل الشعب المصري ''على دعمهم الكامل لنضال الشَّعب السوري الشقيق وجهاده للتخلص من النظام المستبد الذي استحلَّ الدِّماء وانتهك الأعراض، حتى أوقع من الضحايا في شعبه أكثر من مائة ألف، وهذا أضعاف أضعاف ما صنع المستعمر الأجنبي''. ولفت البيان إلى أن الإخوان المسلمين ''لا يألون جهدًا في إسناد الشعب السُّوري، وحشد الجهود لنصرته ودعم قضيته العادلة، بما يشمل الدعم المادي والمعنوي والسياسي''. وحاليًا، يسعى جيش النظام السورى، بمساعدة عناصر من حزب الله، إلى السيطرة على مدينة القصير السورية المتاخمة للحدود مع لبنان، كونها تصل بين العاصمة السورية دمشق ومنطقة الساحل ذات الغالبية العلوية التي ينحدر منها بشار الأسد. وتثير مشاركة حزب الله اللبناني بجانب قوات النظام السورى فى معارك القصير غربي سوريا، جدلاً متصاعدًا على الصعيدين السياسي والشعبي وانتقادات من بعض القوى بعدة دول عربية وغربية. وسبق أن قال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، إن مشاركة قواته في المعارك في القصير تأتي لحماية سكانها من اللبنانيين الذين يتعرضون للتهجير من قبل من أسماهم ب''المسلحين''، في إشارة إلى قوات المعارضة السورية، فيما يتهم الجيش الحر قوات حزب الله بالتدخل في القصير لدعم النظام السوري. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان (هيئة حقوقية غير حكومية) فإنه سقط من حزب الله أكثر من 100 قتيل خلال 8 أشهر أثناء مشاركتهم إلى جانب قوات النظام السوري في معارك ضد المعارضة المسلحة.