تتجه الأنظار السبت صوب العاصمة الأثيوبية أديس أبابا التي تحتضن القمة الاستثنائية لزعماء أفريقيا احتفالا بالذكرى الخمسين على قيام منظمة الوحدة الافريقية التي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الأفريقي. وبدأت القمة الاستثنائية بكلمة لرئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلامينى زوما، أعربت فيها عن سعادتها للاحتفال بالذكرى ال50 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية ''الاتحاد الأفريقي''. وقالت زوما، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن ''المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية اتبعوا خطوات لتوحيد الشعوب الأفريقية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وقد حاربوا الاستعمار، ورفضوا الظلم الواقع عليهم''. ويشارك في الاحتفالات أكثر من 20 من زعماء ورؤساء دول وحكومات القارة الافريقية الى جانب عدد كبير من الشخصيات العالمية البارزة، مثل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وتسود القمة حالة من التفاؤل بسبب النمو الاقتصادي الذي حققته بعض الدول الأفريقية وثورات الربيع العربي التي طالب ثلاث دول عربية مصر وتونس وليبيا. ومن المقرر أن تبدأ الأحد أعمال القمة الأفريقية العادية في دورتها الحادية والعشرين، ويتضمن جدول أعمالها قضايا السلم والأمن والتنمية في أفريقيا، وسبل مكافحة مرضى الإيدز والملاريا، إضافة إلى دعم آليات الاتحاد الأفريقي لمنع وإدارة وحل النزاعات في القارة. مباحثات مصرية أفريقية ويشارك في القمة وفد مصري على رأسه الرئيس محمد مرسي، الذي وصل العاصمة الأثيوبية أمس الجمعة، ومن المقرر أن يلتقي عدد من زعماء القارة الأفريقية على هامش القمة. وأجرى وزير الخارجية محمد عمرو المتواجد في أديس أبابا أيضا مباحثات مكثفة مع وزراء خارجية الجزائر والسودان وسيراليون وكينيا. وتناولت المباحثات مع مراد مدلسي وزير خارجية الجزائر الوضع الراهن للعلاقات الثنائية واهتمام البلدين بمواصلة تطويرها على نحو يعكس العلاقات القوية بين الشعبين المصري والجزائري. وتم الاتفاق على عقد الاجتماع القادم للجنة المصرية الجزائرية المشتركة على مستوى وزيري الخارجية في الجزائر نهاية يونيو القادم. وهذا هو ثاني لقاء من نوعه بين وزيري خارجية البلدين خلال عشرة أيام، حيث التقيا مؤخرا في بروكسل على هامش اجتماع مؤتمر المانحين الدولي الخاص بمالي يوم 15 مايو الحالي، مما يظهر حرص البلدين على دفع وتطوير العلاقات الثنائية. كما بحث عمرو مع نظيره السوداني علي كرتي التطورات الخاصة بملف مياه النيل، وعرض كرتي مستجدات المفاوضات الجارية بين السودان وجنوب السودان لحل القضايا العالقة بين البلدين. واتفق الوزيران على عقد اللجنة المشتركة العليا المصرية السودانية بعد ترفيع مستوى اجتماعاتها لتصبح برئاسة رئيسي الجمهورية في أقرب فرصة. ومن أبرز ما ستشهده القمة الحالية قمة رئاسية بين الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت، بمشاركة رؤساء ساحل العاج وجنوب أفريقيا ونيجيريا وأثيوبيا. وتبحث قمة البشير ميارديت الحل النهائي لقضية أبي الغنية بالبترول والمتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا. المرأة وفي شأن آخر، كشفت مئات المنظمات الحقوقية وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة عن ما أسمته ''خطة عمل''، لوضح حد للعنف الجنسي ضد المرأة والاغتصاب في حالات النزاع فبيل بدء جلسات القمة الأحد. ونقل بيان وزعته تلك المنظمات عن لمياه غبوي، الحائز على نوبل، وهو رئيس مشارك للحملة الدولة لوقف الاغتصاب والجنس والعنف في النزاعات، قوله ''لدبنا العديد من الانجاز للاحتفال، لكن هذا الازدهار يتوقف مستقبلا على وضع المرأة، التي يجب أن تعيش حياة بدون عنف والمشاركة الكاملة في السلام''. وكانت منظمة الوحدة الأفريقية قد حُلت في سنة 2002 بعد ثمانية وثلاثين عاما، وقام بدلا منها الاتحاد الأفريقي الذي سيتخذ من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مقرا له. ويتألف الاتحاد الأفريقي من 52 دولة أفريقية. وقرارات الاتحاد يتم اتخاذها في اجتماع نصف سنوي لرؤساء الدول وممثلي حكومات الدول الأعضاء، ويسمى هه الاجتماع ''الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي''. من بين أهداف الاتحاد الأفريقي الأساسية تسريع وتسهيل الاندماج السياسي والاجتماعي الاقتصادي للقارة، تعزيزا لمواقف أفريقيا المشتركة بشأن القضايا التي تهم القارة وشعوبها، وتحقيقا للسلام والأمن؛ ومساندةً للديموقراطية وحقوق الإنسان.