لم يكن مصطفي عبد العزيز، الشاب الثلاثيني، يعلم أن حياته ستنتهي بتلك الطريقة المأساوية عندما حاول أهله علاجه من مرض الاكتئاب الذي أصابه بعد الثورة، فقدمه ذويه بأيديهم لمستشفى نفسي بالقاهرة، وبعد مرور 4 ليال تسلموه جثة هامدة. ودفعت أعراض الاكتئاب التي ظهرت على مصطفى عبد العزيز جاد المولي سليمان، 31 سنة، من سكان محافظة الأقصر أهله إلى البحث عن طبيب نفسي ليعالجه بالقاهرة حتى نصحهم أقاربه بالذهاب به إلى مستشفى نفسي. شاهد الفيديو محمد عبد العزيز شقيق مصطفى وبالفعل ذهبوا به إلى هناك و بعد مرور 4 أيام على وجوده داخل المستشفى، ذهب أفراد أسرته لزيارته حتى فوجئوا بوفاته والسبب سقوطه من سلم الدور الأرضي للمستشفى - حسب رواية مسؤولي المستشفى. ويروي محمد عبد العزيز شقيق مصطفى، حكاية نهاية أخيه المأساوية فيقول لقد أصيب ''مصطفى '' خلال الآونة الأخيرة بعد أحداث الثورة وبسبب سوء الوضع الاقتصادي بنوبة اكتئاب شديدة، حيث اتسم طيلة هذه المدة بالهدوء الشديد والانعزالية عن الأخرين. وتابع: بعد فشل أطباء الأقصر في علاجه قررنا أن نذهب به إلى مستشفى للأمراض النفسية بالمقطم، ليتلقى العلاج هناك، و سددنا للمستشفى المصاريف اللازمة، والتي قدرت ب 3 آلاف جنيه عن 4 ليالي كان سيقضيها بها. وقال عبدالعزيز إن إدارة المستشفى اشترطت علينا حينها عدم زيارته عدا يوم الجمعة، وأنه يمكننا الاطمئنان على صحته من خلال المشرف على الحالة، وبالفعل ودعنا مصطفى بابتسامته الهادئة، وسط قلقنا الشديد عليه بسبب تركه بمفرده في مستشفى نفسي يبعد مئات الكيلومترات عن بلدتنا. وأضاف: ومضت الأربعة أيام الأولى ثقيلة حتى جاء يوم الجمعة فذهبنا إلى زيارته، ويحدونا الأمل في أن نجده قد تعافى من مرضه فنعود به سالمين من حيث جئنا، إلا أن الفاجعة الكبرى أن وجدنا '' مصطفى '' جثة هامدة، حيث لقي حتفه مصابا بكسر في الركبة، والحوض، وآثار ضرب بالقدم، وكسر في الأصابع ونزيف في العين، والفم، وآثار ضرب على الرأس والظهر. وأوضح أن إدارة المستشفي أخبرتهم أن وفاة مصطفى كانت نتيجة لسقوطه من سلم الطابق الأرضي، في مشهد عبثي، مضيفا: أن سبب الوفاة التي ادعته المستشفي غير منطقي ولا يصدق، فما حدث لشقيقي نتيجة دفعه من مكان عال، وما أثار شكوكنا أكثر هو أن إدارة المستشفي حاولت تسهيل اجراءات خروج جثة '' مصطفى'' بدون أوراق. وقال : الذي أكد شكوكنا أنه تم نقل '' مصطفي '' بدون سيارة إسعاف الي مستشفى المقطم التخصصي، وأن مستشفى المقطم حررت محضرا بالواقعة، مشيرا إلى أن محامي المستشفى حاول إنهاء الموقف بشكل ودي، وعرض علينا دفع مبلغ 15 ألف جنيه متسائلا:'' فما الذي دفعهم لهذا العرض إذا ؟''. وأكد تقرير الطب الشرعي جثة مصطفى، بحسب أقوال شقيقه، بها ''كسر بعظام الكاحل الأيمن، وكسر بعظام الساق الأيسر، والركبة اليسرى مع وجود سحجات متفرقه بالجسم، وبالكوع الأيمن وكدمات في كعب القدمين، ويوجد أيضا كدمات في الكوع الأيمن ونزيف في قرنية العين، وختم التقرير بالآتي '' أنه لا يمكن الجزم بسبب الوفاة والجثة تحت تصرف النيابة العامة''. وحرر محضر بالواقعة رقم 2677 لسنه 2013 إداري المقطم، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيقات.