هل أصبح المقطم منطقة للموت لمن يعانون من أمراض نفسية ؟ أم أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة مكان جذب لمن يتلذذون بتعذيب المرضى ؟ فبعد اكتشاف حفلات التعذيب التى كانت تجرى على أجساد مرضى مستشفى"الندى" بالمقطم للصحة النفسية وموت أحد الضحايا, يظهر على الساحة ضحية جديدة شاب فى بداية الثلاثينات جاء من الأقصر ليُكتب له الموت داخل أروقة مستفى "أبو العزايم" للطب النفسى بنفس المنطقة. البداية اكتئاب وعزلة عبد العزيز جاد المولى شاب فى بداية الثلاثينات من مدينة الأقصر, يعانى من اكتئاب وحالات ضيق, لاحظت عليه أسرته انطوائه الشديد وسكونه الدائم وبعده عن أى تجمع, الأمر الذى شكت فيه الأسرة وبعد بحث المشكلة نصحهم البعض بعلاجه فى مستشفى متخصص, وقررت أسرته التوجه به إلى مستشفى "أبو العزايم "للطب النفسى بالمقطم لعلها تجد الحل هناك كما نصحها المقربون. المال أولا والمريض بعدين وفى يوم الاثنين 13 من مايو الحالى تم احتجاز الشاب بالمستشفى, ودفعت الأسرة المال الذى طلبته إدارة المستشفى وهو ألف جنيه, وبعد يوم من احتجاز الشاب, اتصلت المستشفى بأسرة الشاب وطلبت مبلغا آخر وهو ألفى جنيه, وعلى الفور وتم دفع المبلغ, وطلبت الأسرة من أحد الأقارب المقيمين بالقاهرة التوجه للمستشفى والاطمئنان على المريض. إلا أن الزائر فوجئ بأنه غير مصرح بالزيارة سوى يوم الجمعة، كما قال المسئولون فى إدارة المستشفى. السقوط والموت وتلقت الأسرة اتصالا من إدارة المستشفى تخبرهم أن ابنهم سقط من على السلم وكان ذلك يوم الأربعاء 15 مايو وتم نقله لمستشفى المقطم التخصصى , وجاءت الأسرة لتعرف بعدها أن ابنها الشاب فارق الحياة . وجاء تقرير طبيب المستشفى التخصصى ويدعى "مصطفى على " كالتالى: أن الضحية جاء إلى المستشفى مصاب بكسر فى الكاحل الأيمن وكسر بعظمة الساق الأيسر والركبة اليسرى مع بعض سحابات متفرقة بالجسم وأثناء توقيع الكشف عليه من قبل أطباء المستشفى تم ملاحظة هبوط حاد فى الدورة الدموية وفشل فى وظائف التنفس أدى إلى الوفاة. وأجرت بوابة الوفد الالكترونية اتصالا هاتفيا مع د.أحمد جمال ماضى أبو العزايم مدير مستشفى الأمراض النفسية الذى أكد نقل جاد المولى مصابا بكسر إلى مستشفى المقطم التخصصى وكان فى وعيه. وقال إن المستشفى التخصصى لم تتخذ أى إجراء طبي مع الفقيد مما أدى إلى وفاته بعد أن ظل بالمستشفى من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة مساء!!! وقال الدكتور أحمد ابو العزايم إن الشاب المتوفى سقط من على "بسطة" الدور الأرضى بمستشفى أبو العزايم المكون من دور أرضى ودور أول فقط, مما أدى لإصابته بكسر تم على إثره نقله إلى المستشفى التخصصى. مفاجأة: الصحة تشك فى أسباب الوفاة وعند توقيع الكشف على المتوفى من قبل مفتشة صحة لاستخراج تصريح الدفن بتاريخ الخميس 16 مايو الحالى, رفضت الطبيبة إصدار تصريح الدفن, حيث أكدت الطبيبة سارة محمد سعيد "مفتش صحة المقطم", أنها لا تستطيع الجزم بأسباب الوفاة, مؤكدة أن بالجثة بالإضافة لما ورد بتقرير المستشفى التتخصصى - سجحات متفرقة بالجسد والكوع الأيمن وكدمات فى كعب القدمين ونزيف فى قرنية العين ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة وأسندت التصرف للنيابة العامة. النيابة تقرر تشريح الضحية وقررت النيابة تشريح الجثمان وطلبت مذكرة تفصيلية بأسباب الوفاة وعما إذا كان هناك شبهة جنائية فى الموضوع بتاريخ 16 مايو الحالى. وتم تحويل الجثة إلى مشرحة زينهم وهناك جاء تقرير الطبيب الذى تولى عملية التشريح وهو عمرو محمود, أن أسباب الوفاة تعود لنزيف الدموى والإصابة الشديدة والغزيرة بتجويف البطن والحوض وحدوث هبوط حاد فى الدورتين الدموية والتنفسية . ويبقى السؤال بعد تقرير الطب الشرعى هل السقوط على بسطة سلم الدور الأرضى يؤدى إلى مثل تلك الإصابات؟