''الكتب الدراسية كبيرة ومبنفهمش منها حاجة''، ''الدكاترة بيشرحوا بسرعة ومش بنعرف نكتب ورائهم''، ''المذكرات بتعرفنا شكل الامتحان هيكون أزاي''، ''من غير المذكرات مش هنعرف المنهج أية؟''. تلك العبارات يبرر بها الطلاب التزاحم على شراء مذكرات المراجعة النهائية للمواد الجامعية، والتي يُعدها بعض المعيدين لتلك المكتبات دون ذكر أسمائهم، فيتصارع الطلاب في الحصول تلك المذكرات، لتكون طوق النجاة الذي يعبرون به إلى النجاح، علي حد قولهم، حيث تُباع تلك المذكرات إلي الطلاب في مكتبات بالقرب من الجامعة. الحركات الطلابية: فشل المنظومة التعليمية هي السبب أوضح محمود نوار، عضو طلاب الثوريين الاشتراكيين بالجامعة، والطالب بالفرقة الثالثة كلية الحقوق جامعة حلوان، أن كبر حجم الكتب الدراسية والتلقين داخل المحاضرات وأسعار الكتب العالية هي ما يدفع الطلاب إلي شراء المراجعات النهائية. وأشار إلى أن المذكرات هي الحل السريع لتلك المعادلة الصعبة بين الطالب والدكتور، مؤكدًا أن الحل في تكثيف المناهج في الكتب وبيعها بأسعار رمزية، مما يدفع الطلاب لشرائها والمذاكرة منها. وأكد حسام الروبي، عضو طلاب حزب الدستور بالجامعة، الطالب بالفرقة الرابعة كلية الحقوق بجامعة حلوان، أن الطالب مضطر للاعتماد على المذكرات الخارجية لاقتصارها على المنهج المقرر فقط دون الملغي، وبشكل مرتب أكثر عن الكتاب الجامعي ''المعقد''. وأوضح أن الاهتمام بالملازم لاحتوائها على النصائح والإرشادات التي يؤكد عليها الدكتور في محاضراته والتي لا يعرفها كثير من الطلاب بسبب عدم الانضباط في الحضور، مشيرًا إلى أن سعر الملزمة الرخيص بالمقارنة بالكتاب الجامعي أحيانًا من أهم الاسباب لشراء الملازم. رئيس اتحاد حلوان: الدولة غير قادرة علي وضع استراتيجية واضحة للتعليم أشار رئيس اتحاد جامعة حلوان، إسلام فوزي، أن لجوء الطلاب للملازم هو فشل منظومة التعليم عمومًا، وعدم قدرة الدولة علي وضع استراتيجية واضحة لتطوير التعليم وتعديل اللوائح وقانون تنظيم الجامعات. وأوضح فوزي أن رخص الملازم مقارنة بالكتب الدراسية أمر طبيعي، مشيرًا إلى محاسبة الطلاب على حق طباعة الملازم فقط دون زيادات، وهذا ما نفتقده في أسعار الكتب الدراسية؛ لعدم وجود قواعد تحكمها بشكل حاسم وأن هناك دكاترة كتير بتحديد أسعار الكتب براحتها. ورد فوزي فيما يخص الطلاب المغتربين ''فعلًا ربنا يعينهم؛ والمفروض الدولة لو مطبقة العدالة الاجتماعية والحد الأدنى والأعلى مش هيكون في طالب عايز يشتغل عشان يجيب مصاريفه الدراسية، ودا هو فشل عام في سياسة الإدارة''. وأكد رئيس اتحاد جامعة حلوان أنه يحاول دعم منافذ بيع الكتب، والتفكير الآن، في مشروع لدعم الكتاب جديًا داخل الجامعة. هيئة التدريس: المسئولية يتحملها جميع الأطراف أكد معيد قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان، عمرو حسن أن المسؤولية في انتشار تلك المذكرات يتحملها جميع الأطراف؛ ''الدكتور اللي بيعمل كتب كبيرة وبيدرس ربعها فقط، والدكتور اللي بيطبع كتبه برة بسعر غالي جدا، والطالب اللي بيستسهل ويلخص من الكتب، والشرطة اللي بتسيب المراكز دي تشتغل''. أما عن الطلاب المغتربين علق حسن قالًا ''بالنسبة للطلاب المغتربين، ففي كل الدول المحترمة الدولة بتوفر لهم إعانة مادية شهرية تعينهم على ظروف الحياة لكن ده للأسف مش بيحصل هنا، فأبسط شئ إننا نوفر ليهم أكل وإقامة محترمين بدون مقابل، عشان ميضطروش يصرفوا كتير''. وأضاف حسن ''المشكلة كمان ان مضمون الملازم دي، بيكون ضعيف جدا، وفي أحيان كتير خطأ، ده راجل صاحب مركز عايز يطبع وخلاص، مش هيهمه مستقبل اللي بيقرا قد ما يهمه انه يطبع ورق في الوقت المناسب''. وأشار حسن إلى بعض الحلول لتلك المشكلة بأن يتم إلزام الأساتذة بطبع الكتب داخل الحرم الجامعي، حتى يصبح سعر الكتب أقلل، وأن يكون أسلوب الكتاب سهل وواضح وسلس ولا يختلف عن طريقة شرح الدكتور نفسه، مؤكدًا علي ضرورة تفعيل دور الشرطة في محاصرة هذه المراكز.