''ابن رشد والعقل''.. دعوة أبناء ''مصر المحروسة'' للتفكير

الواقع أنهم يعيشون مغتربين بعيدا عن وطنهم، لكن غربة المكان لا تعنى نسيان هذا الوطن فقد اجتمعوا على حبه ليكونوا رابطة ''مصر المحروسة''، والتي تضم في عضويتها مواطنون مصريون من المقيمين في دولة الكويت، من مختلف التيارات والانتماءات السياسية.
مجتمع مصري في الغربة
''مصر المحروسة'' رابطة اجتماعية تطوعية، بدأت نشاطها أثناء انتخابات الرئاسة العام الماضي لذلك فهي تضم أكثر من تيار سياسي، وبعد انتهاء ''المولد'' الانتخابي ظلت حالة النشاط موجودة لدى المواطنين المصريين الذين حلموا بتأسيس مجتمع قوى يجمع بينهم ويساعدهم على تحمل الغربة.
دكتور ياسر الكيناني، طبيب مصري مقيم في الكويت، وأحد أعضاء ''مصر المحروسة''، قال لمصراوي إن الرابطة تطوعية تعمل على الجوانب التنموية في الأساس، كما أنها تهدف إلى التوعية السياسية. مضيفا أن نشاطها مستقل بذاته، ومشهر لدى وزارة الشؤون الاجتماعية فضلا عن علم السفارة المصرية بنشاطها.
تقدم رابطة ''مصر المحروسة '' في الكويت محاضرات للتنمية البشرية والتوعية السياسية والقانونية، حيث تضم عدة لجان سياسية واجتماعية وعلمية وطبية، فضلا عن لجنة العلاقات العامة والإعلام، وتضم في عضويتها 60 عضوا يتم اختيارهم في رئاسة اللجان بالانتخاب.
''احتياجاتنا ليست فقط عمالية، وما أحوجنا لكيان مجتمعي يضمنا''، هذه العبارة التي ذكرها الكيناني، تلخص ما يحتاجه أبناء ''مصر المحروسة'' من وجود كيان رسمي معترف به من دولة الكويت، يحتضن نشاط الجالية المصرية ويكون متنفسا لهم، يتعارفون من خلاله، وأيضا يؤازرون بعضهم البعض في الغربة.
كما يشير عضو الرابطة إلى أن المصريين في الخارج لديهم حب شديد لبلدهم، وطاقات مدفونة لخدمة هذا البلد الذي لم ينسوا حبه، وأن هذه الرغبة أصبحت ملحة بعد الثورة المصرية التي أشعلت الأمل في نفوسهم، ولذلك يبحثون عن كيان قانوني يعملون من خلاله.
دعوة فنية للتفكير
''ابن رشد و العقل''، هذا هو عنوان العرض المسرحي الذى يعتبر باكورة الأعمال الفنية التي تقدمها رابطة ''مصر المحروسة'' في الكويت غدا الجمعة على مسرح معهد الفنون المسرحية، حيث تعاون دكتور فهد السليم، عميد المعهد، مع أعضاء الرابطة وقبل استضافة العرض على خشبة مسرح المعهد.
المسرحية تركز على الدعوة لإعمال العقل، وذلك من خلال شخصية ''ابن رشد'' و الذى يرى دكتور ياسر الكيناني أنه شخصية مثيرة للجدل فهو ''فيلسوف وقاضي وفقيه وعالم للفلك''.
تأتى أهمية العرض المسرحي كونه عمل مصري خالص، شارك في إعداده مجموعة من الهواة على رأسهم محمد الهجين، مخرج العرض، والذى عمل معه فريق عامل شارك في اختيار الديكور والملابس والموسيقى؛ حيث جمعهم هدف واحد ألا و هو أن يكون لهم منبر فني يشجع كل صاحب موهبة على إخراج طاقته الفنية.
شيماء عابد، عضو لجنة التدريب في رابطة ''مصر المحروسة''، قالت لمصراوي إنها تحاول تقديم المساعدة و الدعم للمصريين في الكويت من خلال محاضرات التنمية البشرية التي تجتهد لتقديمها، حيث أنها طبيبة، و لكن اختارت هذا المجال لكي تساهم في بث الأمل في النفوس.
أشارت شيماء عابد إلى أن الكثير من سيدات الجالية المصرية في الكويت لديهن الحافز و الاستعداد للمشاركة في نشاط الرابطة، رغم ضيق الوقت لدى كثير منهن، حيث شاركن في احتفالية بعيد الأم، كانت بمثابة يوم مصري، وضمت مسرحا للعرائس أدخل البهجة على نفوس الأطفال، رغم خوفهم من العمل بدون صدور تراخيص رسمية من دولة الكويت.