تصوير - حسن أمين: ''شباشب'' ملقاة على الأرض وأخرى تمسكها الأيدي ترفعها إلى السماء وأخرى مرسومة على الورق؛ ذلك المشهد لن يكون غريباً إذا كان بداخل أحد محلات الأحذية؛ لكنه لم يكن إلا مشهداً من وقفة احتجاجية أمام مبنى ''ماسبيرو''؛ شارك فيها مواطنون اعتراضا على ما أسموه ب''تحرش'' وزير الإعلام ''صلاح عبد المقصود'' لفظياً بالصحفيات. ''من غير كلام ولا هتافات، لينا الفخر احنا بنات''.. هتافاتهم تناسبت مع محتوى الوقفة التي ضمت ناشطات سياسيا ونساء ربات بيوت لم يخرجن إلا بسبب ''تصرفات الوزير'' على حد أقوالهن؛ فمنهم من أمسكت بعصا تدق بها بقوة على ''طبلة''، وعلى وقع تلك الطبلة انبعثت هتافاتهم وأغانيهم المنددة بالوزير، حتى إن الوقفة لم تقتصر على الجنس الناعم فقط؛ فقد كان هناك من الرجال متضامنون مع هدف الوقفة بشكل عام. بلافتة مكتوب عليها ''يسقط حكم الإخوان'' وقفت ''نهال'' أحد المشاركات في وقفة ماسبيرو؛ حيث قالت ''انا مش نازلة النهاردة عشان تصرفات وزير الإعلام فقط، لكن عشان كمان رئيس الجمهورية ومؤسساته بشكل عام''، متابعة أنه لولا أخطاء الجهاز الحاكم في مصر لما كان هناك اعتصامات او مظاهرات ومطالبة بأن ''وزير الإعلام لازم يمشي''. ''أم عبد الرحمن'' لم يمنعها التزامها - على حد تعبيرها - من النزول ضد ما قاله الوزير؛ إذ وقفت تهتف مع الهاتفين ممسكة بشعار الوقفة وهو ''الشبشب''، فهي ترى أن ''مفيش حاجة اسمها وزير إعلام من الأساس، وزير الإعلام هنا في مصر مجرد موظف قائم بأعمال مبنى الإذاعة والتليفزيون فبالتالي وظيفته مش وزير'' موجهة رسالة إلى وزير الإعلام تقول فيها ''انا عايزة أقوله إن مصر لا يتم التحرش بيها، الكلام اللي بتقوله على الهوا ده يعتبر تحرش'' وموضحة في النهاية أنها تريد محاسبة الوزير على أقواله ثم وضعه في مكانه الطبيعي وليس كوزير إعلام. أما ''فاروق'' لم ير أن رحيل وزير الإعلام كافي بل يريد أن ''محمد مرسي يمشي هو كمان واللي غلط يتحاسب''. ''يا بنت مصر يا بنت النيل، مهما أحكي عنك برضو قليل''.. كلمات تغنّى بها مجموعة من الشباب الذين قرروا النزول في الوقفة لتوصيل اعتراضهم بطريقة فنية عن طريق مبادرتهم ''شارع واعي''؛ وهي مباردة شبابية يهدف أصحابها لتوعية الناس بشتى الطرق ولكن بأساليب فنية كالغناء وتحريك العرائس، فقال ''إسلام جابر'' أحد أعضاء الفريق إن نزولهم تضامنا مع المرأة المصرية وانهم ''احنا بننزل في الأحداث اللي حاسين إننا هنعرف نقدم فيها حاجة، نزلنا تضامنا مع أطفال الشوارع قبل كدة، ونزلنا تضامنا مع طلبة المدارس اللي مدرسينهم ضربوهم''. ''ياسر فتحي'' لم يكن بعيدا عن مبنى ماسبيرو بشكل كبير؛ فهو أحد العاملين السابقين بالمبنى قبل أن يتم فصله عام 2010 بسبب ''اللحية'' طبقا لكلامه، ورغم تضامنه مع هدف الوقفة إلا أنه لا يجد مشكلة في ''حكم'' الرئيس مرسي بل في وزير الإعلام وكلامه.