روزا (روسيا) (رويترز) - قال رئيس الاتحاد الروسي للمحاربين القدامى في أفغانستان في مقابلة ان العنف سيندلع في أفغانستان بمجرد اتمام القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي انسحابها المزمع ليتكرر ما حدث عقب خروج القوات السوفيتية من هناك. وما زالت ذكريات الحرب المروعة في أفغانستان التي دامت عشر سنوات تطارد موسكو اذ لقي نحو 15 ألف جندي سوفيتي حتفهم أثناء محاربة المجاهدين قبل الانسحاب عام 1989 . وقال فرانتس كلينتسيفيتش وهو أيضا نائب في البرلمان الروسي انه يفهم الرغبة في محاولة كبح كباح أفغانستان لكن "مشكلة التشدد الاسلامي لن تحل هناك.. لا يمكن حل العنف هناك. انها مشكلة تستعصى على الحل." وتحدث الى رويترز خلال مؤتمر سنوي للمحاربين القدامى خارج موسكو حيث نظم مراسم لوضع أكاليل الزهور مع جنرالات يرتدون الزي العسكري الكامل والكثير منهم أصيبوا بكف البصر أو الاعاقة الحركية. والمحاربون القدامى الروس مرتبطون بشدة بهذا الصراع المروع لدرجة أنهم يطلقون على أنفسهم لقب "الافغان". ولا تحظى الحرب في أفغانستان والتي دخلت عامها العاشر بشعبية بشكل متزايد وزادت حدة العنف هناك. وفي عام 2010 تكبدت جميع الاطراف خسائر بشرية غير مسبوقة ليصبح ذلك العام الاسوأ منذ أن أطاحت قوات أفغانية مدعومة من قوات أمريكية بحركة طالبان من السلطة في أواخر عام 2001 . وقال كلينتسيفيتش (53 عاما) "بمجرد انسحاب الامريكيين والاوروبيين ستتخذ طالبان اجراءات قمعية ضد كل شيء." وكان نال استحسانا من موسكو خلال الفترة بين 1986 و1988 عندما كان برتبة كولونيل لسرعته في تعلم لغة الداري واستخدامها في التفاوض مع المجاهدين. وبعد خروج القوات السوفيتية انهارت الحكومة الافغانية الشيوعية مما أدى الى اقتتال بين قادة الفصائل وحرب اهلية حولت كابول الى انقاض ومهدت الطريق لصعود طالبان الى السلطة عام 1996 . وأرسلت الولاياتالمتحدة نحو 100 ألف جندي لذلك فان لها نصيب الاسد لما يصل الى 150 ألف جندي من القوات الاجنبية التي يقودها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان. وكان الاتحاد السوفيتي قد أرسل نحو 115 ألف جندي لافغانستان. وتعهد الرئيس الامريكي باراك أوباما ببدء خفض القوات الامريكية تدريجيا اعتبارا من يوليو تموز ويعتزم حلف شمال الاطلسي تسليم المسؤولية الامنية كاملة الى القوات الافغانية بنهاية عام 2014 . وقال كلينتسيفيتش ان حلف شمال الاطلسي والولاياتالمتحدة "يكرران مئة في المئة الخطأ ذاته الذي ارتكبناه عندما خاضنا حربا في هذا البلد." وأضاف أنه يتمنى لو كانت الولاياتالمتحدة استشارت روسيا قبل خوض هذه الحرب لان روسيا لديها خبرة اكثر من 200 سنة في التعامل مع أفغانستان وهي تسعى حاليا لزيادة نفوذها في هذا البلد وسط مخاوف من تصاعد التوجه الاسلامي. وتابع قوله "كان عليهم أن يدعوا خبراء روسيين.. وان يشركوا روسيا.. وأن يدرسوا فعليا كيف بامكانهم الاستفادة من روسيا. لكن للاسف يعتقد الامريكيون أنهم يعلمون كل شيء."