تابع اتحادات الجامعات المصرية وطلاب المدن الجامعية، أزمة طلاب مدينة جامعة الأزهر التى أدت إلى تسمم مئات من طلاب المدينة الجامعية، بمشاعر الحُزن على ما تعرض له زملائهم، والسخط على تجاهل إهمال إدارات الجامعات للمتطلبات الأساسية للمدن الجامعية، مما أدى إلى حدوث هذه الكارثة، متوقعين أن يحدث معهم ذلك في الأيام المقبلة، إذا استمر سوء الخدمات المقدمة لهم كما هو عليه، واستمر تجاهل مطالبهم فى إيجاد حياة أفضل داخل مُدنهم. وقال أحمد هشام، أحد طلاب المدينة الجامعية بجامعة القاهرة، والتى قامت بعدد من الاحتجاجات فى الفترة الأخيرة لتحسين أوضاع المدينة، مُعلّقاً على تسمم المئات من طلاب مدينة الأزهر، "مستنيين اللحظة اللى نتسمم فيها احنا كمان بكل سهولة.. مفيش نظافة ومفيش اهتمام ، وفى سوء تغذية يجعلنا نشعر بأن هناك عصابة مسئولة عن التغذية". وأضاف هشام، الذى قضى أربع سنين من عمره في هذه المدينة "الأمر لا يقتصر على ذلك فقط، ولكنهم يجدوا أحياناً حشرات داخل الطعام المقدم لهم، وأن رغم كل ذلك لا أحد من إدارة المدن الجامعية يسمع لهم". وتابع هشام أن اللواء طارق تيرانة، مسؤول الأمن بالمدن الجامعية، كلما طالبوه بشئ قال لهم " أعملكوا ايه واجبلكو منين". وقال محمود عبد العزيز، أمين اللجنة الاجتماعية باتحاد المدينة الجامعية التابعة لجامعة القاهرة، إن ما حدث بالمدينة الجامعية للأزهر بعيداً عن أن يحدث فى المدينة الجامعية بالقاهرة، مضيفا أنه بالرغم من سوء الحالة المعيشية فى المدينة إلا أنها لن تصل إلى تسمم الطلاب. وأضاف عبد العزيز أنهم يحضرون اليوم اجتماع مع د. عز الدين أبو ستيت نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون التعليم والطلاب لمناقشته في باقى مطالبهم التى احتجوا لتنفيذها منذ أسبوعين، وتم تنفيذ واحد منها فقط، وهو إدخال سيارة إسعاف مجهزة داخل الجامعة. وتابع عبد العزيز أنهم سيطالبون بإمكانية اختيار الطعام المقدم لهم، ولا يجبروا على أي طعام، نافياً أن يكون الطعام بالمدينة بالسوء الذى يعرضهم للتسمم، مضيفاً أن الطعام أحيانأا فقط يكون فى حاجة إلى الطهى بشكل أفضل، وأن أحد أعضاء الاتحاد التابع للجنة التغذية يكون متواجداً فى مطبخ المدينة ليُشرف على الطعام ومدى نظافته. و علّق هشام أشرف، رئيس اتحاد جامعة القاهرة، على ما حدث لطلاب الأزهر مؤكدا أنهم متضامنين معهم، ويطالبون بمحاسبة من قام بتعريض حياة الطلاب للخطر، لافتا إلى أن حالة جميع المدن الجامعية سيئة ورديئة، وطلابها غير راضيين عنها. وأضاف أشرف أن جامعة القاهرة تعي الكارثة إذا حدث بالمدينة حالة تسمم واحدة، وتفتخر بعدم وجود حالات تسمم بها من سنين ، مشيراً إلى أنه شئ غير مفهوم أن يحدث هذا الكم من حالات التسمم . ومن جانبه، استنكر اتحاد طلاب جامعة عين شمس فى بيان لهم، الأربعاء، ما حدث مشددين على أن ذلك ينم عن الإهمال التام وانعدام مسئولية من الحكومة للجامعات المصرية والمدن الجامعية، التي تخدم عشرات الآلاف من الطلبة والطالبات. وأضاف بيان الطلاب أنهم يطالبوا بمحاسبة المُقصرّين والمتسببين فى تلك الجريمة، ويطالبوا بالتحقيق الإدارى والجنائى مع رئيس الجامعة ومدير عام المدن الجامعية بجامعة الأزهر، وتوقيع أقصى العقوبات على كل المسئولين عن هذه الجريمة الذين أفسدوا وأهملوا. وحذر البيان الحكومة من " ثورة الطلاب" إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم والاهتمام بهم ورعايتهم الرعاية الآدمية التى يستحقونها. وفي جامعة حلوان قال إسلام فوزي، رئيس اتحاد طلاب الجامعة، إن الوضع فى المدن الجامعية بأكمله سئ، وخصوصاً تغذية الطلاب، مؤكدا أنه لا يوجد أي طالب راض بشكل كاف عن الطعام الذى يقدم له، وأضاف أنه بدأ اليوم أمين مساعد الجامعة أ. بهاء مختار فى النزول وزيارة المدينة ومحاولة مناقشة الطلاب فى ما يريدونه أن يوجد بداخل المدينة. في حين قال مصعب يونس، أحد طلاب المتواجدين بالمدينة الجامعية في جامعة حلوان وعضو حركة طلاب مصر القوية، إن ما حدث هو إهمال جسيم من المسئولين داخل مدينة طلاب الأزهر، مضيفاً أنهم فى مدينة " حلوان" لو استمر الوضع كما هو عليه، سيصلون إلى التسمم قريباً. وأضاف يونس ل "مصراوي" أن الأوضاع الصحية والغذائية والأمنية والنظافة سيئين فى المدينة بشكل كبير، موضحا أن العيادة لا يوجد بها إلا طبيب واحد فقط، والطعام لا يُطهى جيداً كما أن حالته سيئة تماماً بالإضافة لكونه غير آدمى بالمرة، و المياه يتم قطعها لفترات طويلة بالجامعة بالرغم من احتياجهم لشديد لها، مستنكراً عدم وجود أى " محلات لبيع المنتجات الغذائية" بداخل المدينة او حتى بالقرب منها، مما يضطرهم إلى النزول إلى مدينة حلوان لشراء لوازمهم. كما أشار يونس إلى أنه بالرغم من نزول اسمه كل عام فى جدول المدينة الجامعية، لا ينزل بها لسوء الخدمات المقدمة لهم، مشيراً " لم أعد استطيع الذهاب إلى مطعم المدينة ".