كشف مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري الدكتور عبدالرحيم ريحان عن وثيقة خاصة ببناء دير سانت كاترين، وهي الوثيقة رقم (224 - إس سى إم)، كتبت بعد عام 883 ميلاديًا باللغة العربية تؤكد أن المكلَّف ببناء الدير من قبل الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي قد تم قطع رقبته لمخالفته أمر الإمبراطور في موقع بناء الدير. وأوضح الدكتور ريحان فى تصريح له اليوم - أن رهبان الجبل المقدس الذين كانوا يعيشون فى برج خاص بموقع الدير الحالي، ناشدوا جستنيان أن يبني لهم ديرًا، فكلف مبعوثًا خاصًا له سلطات كاملة وتعليمات مكتوبة ببناء دير فى القلزم (السويس حاليًا)، ودير فى راية بطور سيناء، ودير على جبل سيناء (جبل موسى).. مشيرًا إلى أن هذا المبعوث قد بنى كنيسة القديس أثاناسيوس في القلزم ودير في راية (الطور حاليًا) كشفت عنه منطقة آثار جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية وهو دير الوادي.
وقال "إن مبعوث جستنيان كلف ببناء الدير على جبل موسى، ولم ينفذ تعليمات جستنيان حرفيًا حين اكتشف طبيعة المنطقة من عدم وجود مياه أعلى الجبل وصعوبة توصيل مياه إليه، فبنى الدير في حضن شجرة العليقة المقدسة بموقعه الحالي، لتوفر المياه، وشمل داخله البرج الخاص بالرهبان، وقام ببناء كنيسة فقط أعلى الجبل لاتزال بقاياها موجودة حتى الآن"، موضحًا أن الإمبراطور جستنيان غضب من هذا التصرف غضبًا شديدًا لاعتقاده بأن عدم بناء الدير فوق الجبل سيهدد الرهبان وأمر بقطع رأسه.
وأضاف "أن جستنيان قرر إصلاح ضعف الدير من الناحية الدفاعية طبقًا لرؤيته فأرسل مائة شخص بعائلاتهم لسيناء كحراس دائمين للدير، وأمر بإرسال مائة أخرى من مصر، وعين عليهم ضولاس كحاكم عليهم، وبنى لهم أماكن خاصة خارج الدير تقع شرق الدير حاليًا"، مشيرًا إلى أنه عند مجىء الإسلام دخل هؤلاء الحراس فى الإسلام ولايزال أحفادهم حتى الآن هم المختصون بالأمور الأثرية والسياحية بسيناء وهم قبيلة (الجبالية) وعرفوا بذلك نسبة إلى جبل موسى.
وذكر أنه على الرغم من إنشاء الدير عام 560 ميلاديًا إلا أن رهبان الجبل المقدس لم يسكنوه بعد بنائه مباشرة بل ظلوا فى المغاور والكهوف حول الدير إلى أن انتقل مركز الأبرشية من وادى فيران إلى دير طور سيناء (أطلق عليه دير سانت كاترين في القرن العاشر الميلادي) بعد عام 649 ميلاديًا، وأصبح رئيس دير طور سيناء مطرانًا لأبرشية سيناء كلها، ولقبه "مطران دير طور سيناء وفيران وراية".