اختتمت وزيرة السياحة والاقتصاد الإبداعي الإندونيسية الدكتورة ماري فانجيستو زيارة لمصر التقت خلالها السفير مجدى راضي مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية والتعاون الدولي وكبار المسئولين بوزارة الصناعة والتجارة الخارجية. وتأتى زيارة الوزيرة فانجيستو للقاهرة في إطار متابعة الزيارة التي قام بها الرئيس الإندونيسي لمصر خلال مؤتمر قمة منظمة التعاون الإسلامي بالقاهرة يومي 6-7 فبراير الماضي. والدكتورة بانجيستو هي من بين أهم المرشحين لشغل منصب مدير عام منظمة التجارة العالمية، وفى حالة فوزها سوف تصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب منذ إنشاء منظمة التجارة العالمية. وفى الأسابيع القليلة الماضية قدمت الوزيرة بالفعل رؤيتها ورسالتها إلى اجتماع منظمة التجارة العالمية في جنيف وفى اجتماع ممثلي منظمة التجارة العالمية، وقد زارت أيضا في الأسابيع الماضية قبل زيارتها لمصر عددا من عواصم الدول مثل واشنطن وبكين وبروكسل وباريس وبرلين ووارسو وموسكو والإمارات وأبيدجان وأبوجا. وصرحت بانجيستو بأن ''منظمة التجارة العالمية منذ إنشائها قد ساعدت في تعزيز المزيد من التجارة والنمو وفرص العمل ومزيد من الفرص في العالم، وفوق كل شيء فقد رفعت المنظمة الشعوب والأمم من الفقر.. ويجب علينا ضمان الأولوية في جدول أعمال التجارة والتنمية''. واستنادا إلى تجربتها، أوضحت الوزيرة أنها تدرك أهمية إدراج وضمان الفرص التي من شأنها أن يستفيد من التجارة الحرة العالمية الرجال والنساء في البلدان المتقدمة والبلدان النامية للأعمال التجارية الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة. وذكرت أنه تم خلال لقاءاتها مع المسئولين المصريين بحث تطورات العلاقات الثنائية فضلا عن تبادل وجهات النظر بشأن دور التجارة في النمو وخلق فرص العمل والحد من الفقر وكذلك مستقبل النظام التجاري المتعدد الأطراف لمنظمة التجارة العالمية التي تنتهى مدة رئاسة مديرها العام في 31 أغسطس القادم. وأضافت ''أن المناقشات مع المسئولين المصريين جرت في مناخ دافئ وإيجابي، خاصة وأن إندونيسيا ومصر لهما تاريخ طويل مع كون مصر أول دولة اعترفت باستقلال إندونيسيا في عام 1946 والعلاقة الوثيقة بين الآباء المؤسسين والمصالح المشتركة للبلدين في مختلف المحافل الدولية مثل منظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز وضمان تمثيل المصالح الاستراتيجية للبلدان النامية''. وأشارت إلى أنه تم أيضا مناقشة الأوضاع الحالية في الاقتصاد العالمي والاتفاق على أن التجارة لا تزال حافزا مهما للنمو وخلق فرص العمل للبلدان المتقدمة والنامية على حد سواء. وترى كل من إندونيسيا ومصر أن منظمة التجارة العالمية كمؤسسة مهمة، وقد استفادت العديد من الدول من قواعد وإطار عمل منظمة التجارة العالمية بما فيها البلدان النامية مثل إندونيسيا ومصر لضمان ترويج التجارة العادلة والمتوازنة. وتلتزم إندونيسيا ومصر أيضا بتعزيز النظام التجاري المتعدد الأطراف، وأكدت الدولتان أن التنمية ينبغي أن تكون جزءا لا يتجزأ من المفاوضات التجارية، بناء القدرات المؤثرة والمعونة من أجل التجارة للبلدان النامية ينبغي تنفيذهما كجزء من الالتزامات للاتفاقيات التجارية. وأوضحت فانجيستو أن بلادها التي تستضيف المؤتمر الوزاري التاسع لمنظمة التجارة العالمية ببالي في ديسمبر المقبل تعطى الأولوية لنتائج ناجحة من حيث تعزيز المؤسسة وإحراز تقدم في المفاوضات. وقد تمت المناقشة والاتفاق على أن نتيجة ناجحة تعنى التوازن في 3 طرق وهى أن يتم التوصل إلى توازن بين الحصاد المبكر في بالى واستكمال ما تبقى من مفاوضات الدوحة بعد بالى التي تعتبر مهمة بالنسبة للبلدان النامية، التوازن داخل حزمة الحصاد المبكر وخاصة الجوانب التنمية والتوازن داخل حزمة التسهيلات التجارية.. وللتوازن الأخير، بناء القدرات المؤثرة وهى لضمان وفاء البلدان أقل نموا والبلدان النامية بالالتزامات ويجب أن التأثير تأخذ في الاعتبار الحاجة إلى الاستثمارات فى البنية التحتية المادية وغير المادية. يذكر أن كلا من إندونيسيا ومصر هما جزء من فريق التفاوض من مجموعة العشرين (جي 20)، المجموعة التي تروج لسياسات التجارة الزراعية العادلة من خلال حظر السياسات المحلية المشوهة.